وجّه الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، انتقادات لاذعة لرئيس جهاز الموساد المنتهية ولايته، مئير داغان، حيث قال إنَّه كان من الأحرى به أنّْ يتقدم باستقالته منذ فترة طويلة بعد أنّْ تم فضح جهازه الإستخباراتي على نطاق واسع، مضيفًا أنَّه أُجبِر على مغادرة منصبه لأنَّ الإسرائيليين لن يقبلوا مطلقًا بوجود خاسرين بينهم.

إعداد أشرف أبو جلالة من القاهرة، وكالات: توعَّد قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق رئيس الموساد مائير داغان بسبب تورُّطه في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح أوائل العام الجاري في الإمارة الإماراتيَّة.

وقال خلفان: إنَّ quot;رئيس الموساد مائير داغان أجبر على الاستقالة؛ لأنَّ إسرائيل لا تقبل بالخاسرين، وإنَّه كان على داغان أن يستقيل ويحفظ ماء وجهه منذ أن قامت شرطة دبي بفضح جهازه بعد عملية اغتيال المبحوح وما أسفر عنها من الكشف عن تزوير جوازات حول العالمquot;.

وأضاف تميم في تصريحات لصحيفة غلف الإماراتيَّة في عددها الصادر اليوم الأحد: quot;إنَّ شرطة دبي قد تصدر مذكرة اعتقال دوليَّة بحق رئيس الموساد بسبب تورُّطه في جريمة اغتيال المبحوحquot;.

وكانت شرطة دبي كشفت أنَّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي quot;الموسادquot; يقف وراء اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلاميَّة quot;حماسquot; في أحد فنادق الإمارة أوائل العام الجاري، وأنَّ عملاء الموساد استخدموا جوازات سفر أوروبيَّة مزوَّرة، الأمر الذي وضع إسرائيل في حرج كبير خصوصًا وأنَّها لم تكن المرّة الأولى الَّتي يستخدم فيها الموساد جوازات بعض هذه الدول، الأمر الذي اعتُبِر فشلاً كبيرًا للموساد، مما دفع إسرائيل لرفض طلب رئيس الموساد داغان مدَّ خدمته عامًا آخر.

في ما اهتمت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من جانبها بإبراز تلك التصريحات، وقالت إن تميم تحدث عن فشل الموساد في اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، الذي أدى إلى حدوث توريط دبلوماسي للدولة اليهوديَّة في ما يتعلق بقضية الاستعانة بجوازات سفر مزوَّرة.

وفي حديثه مع الصحيفة الإماراتية، قال تميم :quot; كان ينبغي على داغان أن يتقدم باستقالته منذ مدة طويلة، بعد أن تم فضح جهازه الاستخباراتي على نطاق واسع من قِبل شرطة دبي وباقي دول العالم، لاسيما بعد القرارات التي تم اتخاذها مؤخرًا بطرد دبلوماسيين إسرائيليين من دول غربية، وقد طالبناه بأن يحفظ ماء الوجه ويتقدم باستقالته، لكنه لم يفعل. أود المطالبة بإلقاء القبض عليه لكن لكل شيء وقته، وأطلب من الدول العربيَّة أن تتعلم درسًا من هذا الحادث وألا تقبل بوجود خاسرين بينهمquot;.

في غضون ذلك، نفى نير هيفيتز، رئيس مديرية المعلومات الوطنية، تلك التقارير التي تحدثت عن أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تمديد ولاية داغان لمدة عام آخر، وأنه سيتنحى عن منصبه في غضون ثلاثة أشهر، وقال إن رئيس الوزراء أصدر العام الماضي قرارًا بتمديد ولاية داغان لمدة عام، ومن وقتها لم يُتخذ أي قرار جديد في هذا الشأن.

في حين كشفت قناة تلفزيونية إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية رفضت طلب رئيس جهاز الموساد quot;مائير داغانquot; تمديد ولايته لعام آخر وأنه سينهي مهام منصبه بعد نحو ثلاثة شهور لافتة إلى أنه يشغل هذا المنصب منذ 2002 وربطت تقارير إعلاميَّة ذلك مع فشل الجهاز في بعض عملياته الاستخباراتيَّة.

وأوضحت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية أن عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود المبحوح، الفاشلة إعلاميًّا التي قام بها جهاز الموساد أخيرًا في دبي، إضافة إلى الفشل في جمع معلومات عن السفينة التركية quot;مافي مرمرةquot;، التي أوقعت إسرائيل في حرج دولي كانت سببًا في عدم منح quot;داغانquot; سنة إضافية.

ونقلت القناة عن عدد من الوزراء الإسرائيليين وعلى رأسهم وزير المالية quot;يوفال شتناينتشquot; قوله quot;ليس من المنطق أن يشغل إنسان منصباً إلى الأبد، ولن يكون ذلك مستقبلاًquot;، إذ اقترح الوزراء أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يمدد فيها فترة جديدة لمنصب رئيس الموساد، مشيرين إلى أنه سيتم إيجاد البديل المناسب ليحل مكان quot;داغانquot; قبل نهاية العام الجاري.

وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن علاقات quot;داغانquot; بمساعديه ونائبيه داخل الجهاز شابها التوتر أخيراً، فقد أعلن أحدهم عزمه تقديم الاستقالة، والآخر تم استبعاده بأمر من quot;داغانquot; نفسه بعد اتهامه بتسريب معلومات.

الموساد الاسرائيلي كان يسعى لاختطاف المبحوح لمبادلته بشاليط

يذكر أن وكالة كونا نقلت ما كشفته مصادر أميركية لموقع quot;تيك ديبكاquot; أن عملية اغتيال المبحوح تمت بشكل غير الذي كان يسعى اليه الموساد. واضافت المصادر للموقع quot;كان من المفترض ان يتم اختطافه (المبحوح) كورقة ضغط لاطلاق سراح جلعاد شاليط في اطار عملية كبرى يتم فيها اختطاف عدة مسؤولين آخرين لحركة حماس في انحاء الشرق الاوسطquot;. وحسب المصادر التيتحدثت للموقع فان quot;الخاطفين أخفقوا في كمية العقار المخدر التي حقنوها للمبحوحquot;.

وقالت انه quot;حسب الخطة فانه كان من المفترض تخدير المبحوح بكمية معينة يتصرف من خلالها كالانسان الآلي الذي يتم تشغيله حسب الاوامر التي يتلقاها وبهذه الطريقة كان الخاطفون ينوون اخراج المبحوح من الفندق في دبي وكانه احد افراد مجموعة تخرج من الفندق والدخول الى سيارة ونقله الى يخت انتظره في ميناء دبيquot;.

واوضحت انه quot;من هناك (ميناء دبي) يتم اقتياده الى نقطة معينة في البحر الاحمر ومن ثم يتم نقله الى بارجة حربية اسرائيلية وبعدها الى ميناء ايلات الاسرائيليquot;. واشارت المصادر الأميركية الى انه quot;كان الهدف من العملية الاحتفاظ بالمبحوح كاحد الشخصيات المركزية في حركة حماس والمسؤول عن الاتصالات العسكرية مع ايران بخصوص امدادات السلاح الى قطاع غزةquot;.

واضافت ان quot;عملية خطف المبحوح كانت واحدة من سلسلة عمليات لخطف مسؤولين كبار في حركة حماس في جميع انحاء الشرق الاوسط والتي كانت من المفترض ان تتم خلال شهر يناير الماضيquot;. وبينت انه quot;فور فشل عملية اختطاف المبحوح تم الغاء باقي عمليات الخطفquot;.

وذكرت المصادر ان quot;العملية شوشت عندما قام احد الخاطفين باعطاء المبحوح كمية مبالغ فيها من المادة المخدرة التي تفقده الذاكرة والتي كانت من المفترض ان تفقده ارادته كليا الا انها تسببت في وفاته بعد وقت قصير بسبب وضعه الصحي التي لم يكن لدى الخاطفين معلومات كافية عنه ولم تأخذ في الحسبان خلال العمليةquot;.

وقالت quot;بعدما توفي المبحوح بشكل مفاجئ تيقن الخاطفين انه ليس لديهم اي فرصة لحمل جثته من الفندق دون ان يلاحظهم العمال او رجال الامن في الفندق وبعدها تلقوا امرا من قادتهم بترك الجثة على الفور ووقف العملية والخروج من دبي بأقصى سرعةquot;.

وحسب المصادر فان quot;سبب اشتراك عدد كبير في العملية فانه كان من المفترض بعد تسليم المبحوح لحاملة الصواريخ في البحر الاحمر كان من المفترض ان يتوجه الخاطفون الى دولة اخرى في الشرق الاوسط لخطف باقي المجموعة المستهدفةquot;. واشارت الى انه quot;لو نجحت هذه العملية كانت ستكون عملية الخطف الاسرائيلية الكبرى في تاريخ اسرائيلquot;.