الإيراني شهرام أميري

اكتنف الغموض قضية الإيراني شهرام أميري الذي ظهر أولا على التلفزيون الإيراني ولاحقا على موقع quot;يو تيوبquot; الإلكتروني في ابريل (نيسان) الماضي زاعما أن عملاء الاستخبارات الأميركية اختطفوه في يونيو (حزيران) 2009 وهو في المدينة المنورة عندما کان يكمل مناسك العمرة، وقال إنهم حقنوه بمخدر ونقلوه إلى مدينة تكسون في ولاية اريزونا الأميركية.

وقال أميري إنه تعرض للتعذيب النفسي خلال الأشهر الثمانية من احتجازه في الولايات المتحدة. وأضاف أن الغرض من هذا هو إجباره على أن يدلي من خلال برنامج متلفز بتصريحات يقول فيها إنه من الخبراء المهمين في البرنامج النووي الإيراني، وإنه طلب اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة، ولديه معلومات ووثائق سرية عن برنامج القنبلة النووية الإيرانية. ولم يكشف التلفزيون الإيراني كيفية حصوله على الشريط، لكن التقارير الإعلامية الرسمية في طهران قالت إن وزارة الداخلية حصلت عليه quot;بطرق خاصةquot;.

ومنذ ذلك الوقت ثارت التكهنات حول هوية هذا الإيراني، وكان أقواها أنه عالم فيزيائي مشارك في برنامج بلاده النووي، جاء اختطافه لإجباره عن كشف أسرار هذا البرنامج مثلما قال. وقد تجدد الجدل مؤخرا بعدما بثت quot;يو تيوبquot; تسجيلين مصورين له، أظهره الأول، وهو يقول إنه موجود في الولايات المتحدة بغرض الدراسة ويطمئن أهله الى أنه بخير.

لكنه ظهر ايضا في فيديو آخر الأربعاء قال فيه إن الفيديو السابق laquo;مفبركraquo;. وجدد فيه أنه تعرض فعلا للاختطاف من قبل الاستخبارات الأميركية لكنه تمكن من الهرب وإنه في مكان quot;آمن حالياquot; في ولاية فيرجينيا. وقال إن الرجل الذي يظهر في شريط الفيديو الذي بث في وقت سابق من يونيو (حزيران) حقيقي وغير ملفق. أما الفيديو الثاني الذي يفترض ان يكون قد قال فيه إنه حر وبخير ويواصل دراسته في أميركا quot; فهو غير حقيقيquot;.

ومنذ بث الفيديو الأول طالبت السلطات الايرانية واشنطن بمعلومات عن أميري، واتهمت أجهزة الاستخبارات السعودية بالتواطؤ مع الأميركيين. كما طالبت طهران واشنطن بالإفراج عن عشرة إيرانيين آخرين قالت إنهم quot;معتقلون لديها بصورة غير شرعيةquot;. لكن الرياض وواشنطن أنكرتا ان تكونا على علم حتى بمن هو أميري.

وعلى الرغم من أن الخارجية الأميركية نفت أن يكون لها أي ضلع لها في اختطافه، فقد رفض المتحدث باسمها، فيليب كراولي، الكشف عما إذا كان أميري موجودا في الولايات المتحدة فعلا وما إن كان عالما فيزيائيا مساهما في برنامج ايران النووي. وأتى هذا بعدما بثت شبكة quot;ايه بي سيquot; الاخبارية الأميركية في مارس (آذار) الماضي خبرا جاء فيه أن أميري انشق وأنه يساعد الاستخبارات الأميركية على جمع معلومات عن برنامج بلاده النووي.

وكان مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قد نفى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن يكون أميري عاملا في وكالته، مضيفا أن التكهنات الدائرة حول هذا الأمر quot;مجرد أقاويلquot;.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل باغتيال العالم النووي مسعود علي محمدي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، إن التحريات الأولية quot;أثبتت تورط الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وعملائهما داخل إيران في هذا العمل الإرهابيquot;.

وتبعا لتلفزيون quot;سي إن إنquot; فإن إيران تحتجز من جهتها ثلاثة شبان أميركيين، هم شاين بوير وسارة شورد وجوش فتال، وتتهمهم بالتجسس عليها بعد دخولهم أراضيها بصورة غير شرعية. لكن واشنطن تنفي ذلك وتقول إنهم من المدنيين الذين كانوا يتسلقون الجبال في كردستان العراق، ودخلوا إلى إيران بطريق الخطأ.

ووردت تقارير إعلامية في الآونة الأخيرة أفادت أن الأميركيين الثلاثة لم يدخلوا إلى الأراضي الإيرانية، وأن قوات إيرانية اختطفتهم من داخل الأراضي العراقية. إلا أن الخارجية الأميركية نفسها قالت إنه لا يمكنها في الوقت الراهن التعويل على مثل هذه التقارير.