أشار عبد الكريم محمود الحطاب، عضو القائمة العراقية، الى أن الشعب العراقي هو المرجعية الوحيدة لتشكيل الحكومة ولا تأثير لكلمة الولايات المتحدة أو غيرها على الوضع الداخلي حيث هناك قيادات وطنية تمنع تدخلها، مؤكدًا أهمية إعطاء اعراقية الفرصة وبعدها الحكم على نجاحها أو فشلها.

أكد عضو القائمة العراقية عبد الكريم محمود الحطاب رفض طروحات قوى سياسية بطرح مرشح تسوية لرئاسة الحكومة الجديدة لانهاء الخلافات حول هذا المنصب، واعتبر طرح هذا المرشح خرقًا دستوريًا واضح والغاء لنتائج الانتخابات، واستبعد تدخلاً اميركيًّا سافرًا للضغط على الساسة العراقيين بإتجاه حل معين لأزمة البلاد الناتجة عن عدم التمكن من تشكيل الحكومة.

وأشار الحطاب في مقابلة مع quot;إيلافquot; ان المشتركات بين القائمة العراقية ودولة القانون كثيرة، وبالتالي فإن من الممكن خلق قاعدة قوية بإتجاه تشكيل الحكومة الجديدة.. وهنا نص الحوار:

*ازاء تأخير تشكيل الحكومة واستمرار الخلافات بين القوى السياسية هل تتوقعون تدخلاً اميركيًّا لانهاء هذه الخلافات بالقوة ؟
لا اتصور حدوث هذا الان.. قد يكون حدث بداية العام2003 و2004 والسنوات التي تلتها عندما كان الإحتلال له كلمته المؤثرة، لكن اليوم هناك قيادات سياسية وطنية لاتسمح لأميركا ولا لغيرها حصول ذلك.. نحن لسنا ضيعة تابعة لأحد ولا نتلقى توجيهات من أي أحد، مرجعيتنا الاساسية في هذة القضايا وفي كل مجالات الحياة المختلفة هو الشعب العراقي، صاحب الكلمة الاولى والاخيرة، لذا سوف نعمل مع هذا الشعب ومن اجله.

*لكن اميركا مسؤولة عن حماية العملية الديمقراطية في العراق ؟
اميركا حالها حال الدول التي تحظى بعلاقات متطورة مع العراق، وفي الوقت نفسه لها مصالح مشتركة مع العراق ولها تأثير في داخله، وبحكم الكثير من العوامل فإن اميركا تستطيع التدخل من اجل تقريب وجهات النظر وتقديم النصح والمشورة للكتل المختلفة، حتى يتم الإسراع بتشكيل الحكومة، اما قضية فرض شيء لا تؤمن به القوى العراقية فهذا امر بعيد.. على الاقل في هذا الوقت.

* كيف تردون على من يصف تحالف العراقية مع دولة القانون بأنه مشروع اميركي ؟
لحد الان لم يصبح تحالفًا ولكن اذا لم يكن ايرانيًا هل بالضرورة ان يكون اميركيًا؟ هناك كتلتان عراقيتان اشتركتا في الانتخابات هما القائمة العراقية وحصلت على المرتبة الاولى ودولة القانون وجاءت ثانية ونتائجهما متقاربة وتريدان التحالف لتشكيل الحكومة.. فلماذا عندما يتحرك عراقي مع عراقي من اجل تكوين حكومة شراكة وطنية يصبح الموضوع مجيرا لدولة معينة.. نحن ككتلة عراقية ليس هناك ضغوط علينا ولانخضع لاي احد ولا نستلم توجيهات من اي احد ولكننا سائرون بأتجاه تكوين حكومة شراكة دون استثناء او تهميش لاحد من اجل بناء العراق وتطويره.

*اين وصلت مباحثات لجان العمل المشتركة المشكلة من العراقية مع دولة القانون؟
هذه اللجان كلفت بإعداد اوراق تتناول موضوع الاصلاح السياسي والبرلماني وإنشاء هيكيلية لرئاسة الوزراء وعمل نظام داخلي جديد، وكذلك هناك ورقة عمل تتعلق بالمعتقلات اضافة الى الامور التي تختص بالجانب الخدمي للمواطن.. وكل هذه الامور تمت دراستها وتقديم اوراق مشتركة بها، الامر الذي سوف يساهم في زيادة عدد المشتركات بين الكتل، وبالتالي خلق قاعدة قوية بإتجاه تشكيل الحكومة.

* هل تتوقعون تغييرات في الخارطة السياسية العراقية الحالية ؟
في عالم السياسة ليس هناك ثوابت ولكن الثابت بالنسبة إلينا كقائمة عراقية هو اصرارنا على حقنا بتشكيل الحكومة لأننا اصحاب الحق الدستوري والانتخابي.

* كيف تردون على من يقول ان العراقية ستفشل في تشكيل الحكومة اذا كلفت بذلك ؟
لابد من اعطاء الفرصة للعراقية وعلى ضوئها يتم الحكم بالفشل او النجاح.

*الا تتوقعون ان تقاطعكم بعض الكتل ولا تتحالف معكم عند تشكيل الحكومة ؟
نحن في العراقية نتمتع بعلاقات طيبة مع معظم الكتل ولدينا تفاهمات مع اغلبها ونسمع من خلال الاجتماعات ان العراقية لها حق دستوري ولا يخفى على احد ان القيادات في العراقية هي قيادات ناضجة ولو قدر لها ان تنهض بتشكيل الحكومة فإنها سوف تنجح في هذه المهمة.

*هل تقبلون بعرض دولة القانون عليكم استلام رئاسة الجمهورية ؟
تمسك العراقية بإستحقاقها الدستوري والانتخابي نابع من حقيقتين اساسييتين، اولهما احترام نتائج انتخابات وهذا ما نص عليه الدستور، لان المواطنين تحملوا العناء وواجهوا المخاطر وشاركوا فيها في ظروف غيرعادية يحيط بها الموت من كل جانب لذلك يجب ان تكون العراقية وفيّة على الاقل للذين صوتوا لها وعلى هذا الاساس نحن ننطلق من تمسكنا بمنصب رئاسة الوزراء.

*ما هو موقف العراقية من الدعوة لطرح مرشح تسوية لرئاسة الحكومة المقبلة؟
هذا خرق واضح للدستور والغاء لنتائج الانتخابات.. انا اتساءل لماذا اجريت الانتخابات وصرفت الاموال واستشهد الكثير من العراقيين في ظل فوضى أمنية عارمة؟ كان علينا اذا ومنذ البداية ان نذهب الى مرشح تسوية وينتهي الموضوع.. لكننا نرفض مرشح التسوية.

*هل ترون ان العملية السياسية في العراق في مأزق حاليا؟
نعم نحن في ازمة لان جلسة مجلس النواب المفتوحة بدعة ابتدعها البرلمان السابق وهي غير جائزة لا في النظام الداخلي للمجلس ولا في الدستور، ثم يقال ان مصلحة الشعب والمصلحة العليا تستوجب تمديد الجلسة وهكذا.. انا ارى اننا لو كنا بحق عازمين على تشكيل الحكومة سوف نشكلها في يومين و لو توفرت ارادة وطنية ولو احترمنا ارادة الشعب لتم انجاز هذه المهمة في أسرع وقت.

*كيف تردون على اتهامات المواطن العراقي للسياسيين بانهم يبحثون عن المناصب وليس خدمة الناس ؟
ان المواطن له كل الحق ان يشعر بخيبة امل ونحن كسياسيين كذلك يلازمنا هذا الاحساس ولكن اقول ان المواطن هو من ذهب وانتخب واختار العراقية وفازت وحصلت على 91 مقعدًا برلمانيًا، فمن حقها ان تشكل الحكومة وتقوم بهذا الواجب اما الاخرين الذين يحاولون الالتفاف على هذا الحق وابعادها عن خارطة التأثير وعن الملعب السياسي فهولاء لابد ان نوجه لهم اللوم في خلق هذه الازمة التي تتخبط فيها البلاد.