قضى الآلاف من سكان الشارقةخلال اليومين الماضيينمعظم أوقاتهم خارج منازلهم هربا من الحرارة العالية والرطوبة الشديدة التي نتجت بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر عن مناطق متعددة من الإمارة التي تعتمد بشكل كبير على مكيفات الهواء في الشتاء والصيف.وكانت مناطق سكنية عديدة في الشارقة قد عانت من انقطاع التيار الكهربائي خلال شهري مايو ويونيو الفائتين، ويبدو أن المشكلة مستمرة حتى هذا الشهر أيضا. والسؤال الذي يطرحه المقيمون في الامارة: من المتسبب في حدوث ذلك؟، وهل هناك حل جذري يمكن أن يقضي على تلك المشكلة المتكررة؟!

دبي:نزح الآلاف من قاطني إمارة الشارقة إلى إمارة دبي، وقال منهم محمود سعد وسالم علي ومحمود جاد وعدنان عبدالله وفهد الدمشقي ولطفي زيان، وسامر الغزاوي لـ quot;إيلافquot; إنهم هربوا من الجحيم إلى المراكز التجارية المتعددة في دبي والى الفنادق والى أقاربهم وأصدقائهم، مضيفين انهم هجروا الشارقة من المعاناة المستمرة التي عايشوها بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وما خلفه ذلك من تلف لأطعمتهم وكل ما تحتويه ثلاجاتهم، موضحين أن حياتهم تحولت إلى جحيم وانهم لن يستطيعوا الاستمرار في الإقامة في الشارقة إذا لم يكن هناك حل جذري لتلك المشكلة المزمنة.

وقال آخرون إن quot;الشارقة تحولت إلى مأساةquot;، فالمصاعد الكهربائية توقفت عن العمل في الأبراج والبنايات المرتفعة ولاقى السكان خاصة كبار السن والمرضى منهم معاناة شديدة للنزول إلى الشوارع هربا من الجحيم.

واكتظت المراكز التجارية التي يوجد فيها كهرباء في الشارقة بالهاربين من حر منازلهم، ولم يجد العديد منهم مناضد خالية يأكلون عليها وظلوا لساعات ينتظرون خلو إحداها، وهم يحملون أطعمتهم وأطفالهم الذين تعالت صرخاتهم بسبب الزحام الشديد والضجيج الموجود في كل مكان.

وبينما ازدحمت الفنادق بالنزلاء، نام عشرات العمال على الأرصفة والجزر الوسطية وكورنيش بحيرة خالد هربا من الحر والرطوبة الشديدين.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل خلّف هذا الوضع، خسارة مالية تتعدى بملايين الدراهم نتيجة إغلاق مئات المحال والورش والمصانع لأبوابها، وأدى ذلك إلى تلف الآلاف من منتجات الألبان والأغذية القابلة للتلف بأنواعها المختلفة.

وتعطلت كذلك الاتصالات الهاتفية و إشارات المرور ومحطات البترول ما أحدث إرباكا لا مثيل له للسيارات في الشوارع وللأهالي في كل مكان وقد لن يكون هذا الإرباك هو الأخير في الإمارة الخالية من الديزل. فقد أصبح انقطاع التيار الكهربائي في الشارقة أمرا متكرر الحدوث، و المثير للجدل أنه لا يعرف أحد بموعد الانقطاع إذ يحدث فجأة من دون سابق إنذار، ولا يعلم أحد لماذا وإلى متى سيستمر ذلك؟.

و أكدت مصادر مطلعة أن بعض العمال لقوا حتفهم نتيجة الإنهاك الحراري الذي تعرضوا له، كما حدثت حالات اختناق لمئات من السكان بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

وثارت حالة من الفوضى في المستشفيات ومراكز الطوارئ لوصول أعداد غفيرة من المقيمين في الإمارة، وتكدسهم في المستشفيات طلبا للعلاج من حالات الربو وضيق التنفس والإنهاك الحراري.

واللافت أن هيئة كهرباء ومياه الشارقة نفت مسؤوليتها عن انقطاع الكهرباء وألقت بالمسؤولية على عدم وجود ديزل في الإمارة. كما تجاهلت اتصالات السكان بأرقام الطوارئ.

ويبدو أن الشارقة تنتظر الآن دعم إمارة أبو ظبي لحل تلك المشكلة كما تفعل في كل مرة حيث يؤمن الجميع بأن الحل يكمن في أيدي حكومة أبوظبي لتقديم الدعم لحكومة الشارقة، فإذا لم تقدم العاصمة الدعم الفوري بـquot;الديزلquot; للشارقة فلن يتم حل تلك الظاهرة التي أصبحت جزءا من سلبيات الإقامة في الشارقة.

مع العلم أن شركة بترول أبوظبي الوطنية للتوزيع (أدنوك) كانت قد قررت في الخامس عشر من الشهر الجاري رفع سعرالديزل 25 فلساً للتر الواحد، اعتباراً من يوم السابع عشر من الشهر نفسه في جميع محطاتها ليصبح 2.35 درهم للتر الواحد. وأكدت الشركة أنها اتخذت هذه الخطوة نظراً للخسائر التي تتكبدها الشركة من بيع الديزل، والناتجة من ارتفاع تكلفة المنتج.

وشهدت محطات شركة أبوظبي الوطنية للبترول quot;أدنوكquot; في الشارقة وإمارات أخرى ازدحاماً لشراء الديزل في الفترة الماضية للاستفادة من فارق السعر بين محطات شركات أدنوك من جهة وquot;إماراتquot; وشركة بترول الإمارات الوطنية إينوك، وشركة الإمارات للمنتجات البترولية quot;إيبكوquot; من جهة أخرى والذي يتجاوز 50 فلساً للتر الواحد. ويبلغ متوسط سعر لتر الديزل في الشركات الثلاثة 2.6 درهم للتر الواحد، بينما تبيع quot;أدنوكquot; لتر الديزل بسعر 2.1 درهم.