قفز اسم الموقع الإلكتروني laquo;ويكيليكسraquo; إلى الأنباء من جديد.

لندن: مرة أخرى يقفز اسم هذا الموقع الإلكتروني إلى الأنباء بتسريبه أكثر من 92 ألف وثيقة عما يدور خلف الستار في أفغانستان في إحدى أكبر laquo;الخبطاتraquo; الإعلامية في العصر الحديث.

وهذه مجرد حلقة في سلسلة طويلة يقف وراءها الموقع.
ففي أبريل (نيسان) من العام الحالي، سرّب الموقع - الذي يقول إنه جمع أكثر من 1.2 مليون وثيقة في غضون سنة واحدة من تأسيسه - حادثة تكتّمت عليها القوات الأميركية في العراق. فبثّ شريط فيديو على الموقع يصوّر غارة في وضح النهار لطائرة laquo;أباتشيraquo; المروحية الأميركية في 2007 قُتل من جرائها 12 مدنيا منهم اثنان كانا يعملان لوكالة laquo;رويترزraquo; للأنباء. وكالعادة، يخبئ الموقع هويات مصادره. لكن يعتقد أنه تلقى هذا الشريط من المحلل العسكري الأميركي، برادلي مانينغ، الذي يواجه حاليا تهمتين جنائيتين لهذا السبب. ويذكر أن الموقع نال عددا من الجوائز الإعلامية لبثه ذلك الشريط.

وفي فبراير (شباط) 2008 رفع مصرف سويسري دعوى قضائية على الموقع في الولايات المتحدة بسبب نشره مزاعم عن أنشطة غير مشروعة للمصرف في جزر كيمان. وقد نتج من هذه القضية حظر استخدام اسم النطاق wikileaks.org. لكن الموقع تحايل على هذا باستخدام أسماء نطاقات أخرى مثل wikileaks.be.

وفي 2008، خلال الانتخابات الأميركية نشر صورا منقولة من شاشة الكمبيوتر لقائمة اتصالات البريد الإلكتروني الخاص بسارة بيلين، مرشحة الجمهوريين لنيابة الرئيس. وفي اكتوبر (تشرين الأول) 2009 نشر قائمة أسماء قال إن أصحابها يتمتعون بعضوية laquo;الحزب الوطني البريطانيraquo; اليميني العنصري. ورد الحزب بالقول إن القائمة laquo;مزورة ونشرها مدفوع بالغرض الشريرraquo;.

الصحافيّ جوليان أسانج أحد مؤسّسي الموقع

ويذكر أن laquo;ويكيليكسraquo; موقع هلامي يحيط نفسه بشيء من السرية والغموض. لكن يُعرف عنه أنه laquo;منظمة دوليةraquo; تتخذ من السويد مقرا لها. وهو يتخصص فقط في كشف النقاب عن الوثائق والقرارات الحساسة الصادرة عن الحكومات أو المؤسسات والمنظمات ولا يمانع أيضا في نشر فضائح المشاهير والأثرياء الكبيرة. لكنه يحرص قبل كل شيء على سرية هويات مصادره.

وتبعا للمعلومات المتوفرة فقد تأسس الموقع في ديسمبر (كانون الأول) 2006 وتديره وكالة الأنباء laquo;صنشاين برسraquo; Sunshine Press. ويرد على الموقع أنه تأسس على أيدي بعض المعارضين للنظام الصيني إضافة إلى عدد من الصحافيين والمشتغلين بعلم الرياضيات وخبراء التكنولوجيا من الولايات المتحدة وأوروبا وتايوان وأستراليا وجنوب أفريقيا.

وقد عقد جوليان أسانج، وهو صحافي استرالي وناشط في حقوق الإنسان على الإنترنت، مؤتمرا صحافيا ظهر الاثنين في لندن باعتباره laquo;مؤسسا مشاركا للموقع ومديره الحاليraquo;. وتبعا له فإن أهمية الوثائق الملحمية عن أفغانستان تكمن في أن الحرب في حد ذاتها laquo;مفهوم قذرraquo;. وقال إن القضاء قد يقرر أن ثمة laquo;جرائم حربraquo; ارتكبت فيها. وضرب مثالا على ذلك بقصف وحدة laquo;تاسك فورس 373raquo; الأميركية الخاصة منزلا بالصواريخ وكان بين ضحايا هذا الاعتداء سبعة أطفال أفغان.

ومن بين ما نشره الموقع أيضا سلسلة laquo;المحظوراتraquo; في ما يتعلق بمعتقل غوانتانامو. وبسبب طبيعة عمله، تعتبره أجهزة المخابرات الأميركية خطرا على الأمن القومي. وفي هذا الصدد وفي ما يتعلق بوثائق الحرب الأفغانية قال الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي، في بيان له إنه laquo;عمل يفتقر الى المسؤولية ومن شأنه تهديد الأمن القومي الأميركي وأرواح الجنود الذين يخوضون الحرب الأفغانية وأرواح الأفغان والباكستانيينraquo;.