ويلهلم ديتل

أجرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحقيقا حول الكتاب الذي قام مؤخراً الجاسوس السابق في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية، ويلهلم ديتل، بنشره تحت عنوان quot;جيوش الظل: الأجهزة السرية في العالم الإسلاميquot;، والذي تحدث فيه عن أجهزة الاستخبارات العربية معتبرا ان همّها الحفاظ على النظام أو القائد، وتتسم بالقسوة وغير فعّالة.

اهتمت اليوم صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية بإلقاء الضوء على ذلك الكتاب الذي قام مؤخراً الجاسوس السابق في وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية، ويلهلم ديتل، بنشره في ألمانيا، تحت عنوان quot;جيوش الظل: الأجهزة السرية في العالم الإسلاميquot;، وهو الكتاب الذي يسرد تاريخ وكالات التجسس في الدول الإسلامية، وبخاصة الدول العربية.

حيث مضى ديتل، الذي عمل جاسوساً لصالح الاستخبارات الألمانية في منطقة الشرق الأوسط لمدة 11 عاما ً، التقى خلالها مسؤولين عسكريين واستخباراتيين وسياسيين وإرهابيين، ليقول quot;تختلف تماماً معظم أجهزة الاستخبارات العربية عمّا نعتاد عليه في الغرب حين نفكر في الأجهزة الاستخباراتية. فمثلا ً تنصب معظم أعمال وكالة الاستخبارات الألمانية على تجميع معلومات ذات قيمة إستراتيجية، أو سياسية، أو عسكرية، كما تعنى بفهم وتقييم وتحليل الاتجاهات؛ وليس قتل الأشخاص وتعذيبهمquot;.

وتابع حديثه في هذا السياق، بقوله quot; في حين ترى الوكالات العربية أن مهمتها الأساسية هي الحفاظ على النظام أو القائد، وبالتالي، فهي تتميز بالقسوة. كما أنها فوق القانون، بل إنها القانون نفسه. كما ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم كياناً إلهياً. ويقومون بتعذيب المشتبه فيهم دون هوادة، لذا ليس من المستغرب أن يبدي العديد من المشتبه فيهم استعدادهم للاعتراف على كل جريمة. وهذا واحد من الأسباب التي تجعلني أعتقد أنهم كانوا قادرين كذلك على كشف شبكة التجسس الإسرائيلية في لبنانquot;.

ديتل مع الرئيس عرفات في لبنان عام 1983

وأشارت الصحيفة العبرية في هذا الجانب إلى أن تقييم ديتل الخاص بتلك الجزئية جاء ليتعارض مع ما ذكرته وسائل الإعلام الدولية، بأنه قد تم الكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية هذه بسبب معدات الرصد الحديثة التي منحتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني. ونقلت الصحيفة عن ديتل في هذا الشأن قوله:quot;بدأ الكشف أولا ً عن أولئك المتهمين بكونهم عملاء للموساد من خلال ذلك التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن الوقائي التابع لحزب الله، التي حققت في سلوكيات غير عادية بين عدد من المشتبه فيهم، مثل الانغماس في الإنفاق بصورة مفاجئة. وفي مرحلة لاحقة من التحقيقات، قاموا باعتقالهم، أي خطف المشتبه فيهم، وتعذيبهم، وانتزاع الاعترافات منهمquot;. ونُقِلوا بعدها إلى فرع الاستخبارات العسكرية، المنوط أيضاً بالأمن الداخلي في لبنان.

وفي سياق متصل، قال ديتل، الذي يعيش الآن في قرية هادئة بالقرب من مدينة ميونخ الألمانية:quot;لقد فشلت الاستخبارات الإسرائيلية بالفعل في لبنان، لكنها كانت في النهاية مسألة حظ أكثر من كونها عملا احترافيا. وقد كانت الاستخبارات اللبنانية أكثر حظا ً هذه المرة عما كان في السابق. لم أقرأ أو أسمع ردة الفعل الإسرائيلية، وربما هذا شيء جيد. ولهذا السبب أيضا لا أعرف ماذا فعلت إسرائيل بخصوص ما حدث في لبنان، وما هي الدروس التي تعلمتها، لكن وفقا ً لما أعرفه عن الاستخبارات الإسرائيلية، فإني مقتنع بأن التحقيقات قد أجريت وأنه قد تم التوصل إلى استنتاجات مما حدث. وفي النهاية، أعتقد أن وكالة التجسس اللبنانية، شأنها شأن باقي وكالات التجسس في الدول العربية، لن تتغير أيضاً في المستقبل. بل ستظل غير فعالةquot;.