لبنان يترقّب موقف الحريري حيال خطاب نصر الله

تترقب الأوساط السياسية والشعبية في لبنان الموقف الذي سيصدر عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري حول المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس وما قدم خلاله من معلومات وصفها بـ quot;القرائنquot; والتيأراد من خلالها حضّ المحكمة الدولية التي تحقّق في اغتيال رفيق الحريري على إيلاء الدور الإسرائيلي اهتماماً خاصاً.

إقرأ أيضا في quot;إيلافquot;:

لماذا تأخر نصرالله في تقديم قرائنه وما هي نتائجها؟

نصرالله ينقل الكرة الى الملعب الإسرائيلي ويجدد عدم الثقة بالمحكمة
لبنان منقسم حيال quot;معطياتquot; نصر الله بشان اتهامه لاسرائيل

الا ان توقعات هذه الأوساط واستنتاجاتها لم ترق إلى مرتبة اليقين اذ استمرت اصوات نيابية وغيرها موالية للحريري بانتقاد المؤتمر الصحافي لنصر الله وكان ابرز المنتقدين النائب محمد كبارة الذي رأى في ما ادلى به الأمين العام للحزب دفاعاً سياسياً عن اتهامات يظن ان المحكمة الدولية ستوجهها الى حزب الله لكن هذه الدفوع الشكلية لم تقنع احداً . وسأل كبارة : quot;اذا كان السيد نصر الله لا يثق بهذه المكحمة فاننا نسأل اليوم مع عموم الشعب اللبناني عن الجهة او الوسيلة التي سيحتكم اليها ليعرض من خلالها السيناريو الذي يريد تسويقه لجريمة الاغتيالquot; .

وفي قراءة اولية لما قدمه نصر الله قال عضو المكتب السياسي في quot;تيار المستقبلquot; الزميل راشد فايد لـ quot;إيلافquot; انه كان من الأفضل على الأمين العام لحزب الله بما يمثل من موقع ودور ان يكلف مسؤولاً آخر في الحزب لتولي أمر هذا المؤتمر الصحافي ، مشيراً الى ان القرائن التي قدمت خلاله لابد من تقييمها قضائياً بحيث توضع بين أيدي المحكمة الدولية أو القضاء اللبناني للنظر بشأنها . وطرح فايد بعض التساؤلات منها ما يتعلق بتاريخ الاشرطة التي جرى عرضها ، وإثارة السيد نصر الله لدور العملاء ومدى معرفتهم بجرائم الاغتيال التي وقعت في لبنان مستغرباً الا تكون الاجهزة الامنية التي اعتقلتهم قد حققت معهم بهذا الخصوص .

من جهته كرر عضو تكتل quot;لبنان أولاًquot; النائب رياض رحال ما سبقه إليه علوش (قبل التعديل) عن عدم اقتناع اللبنانيين بالأدلة التي قدمها السيد نصر الله معلناً ان لا أحداً يملك معلومات حول القرار الظني المرتقب صدوره .

اما منسق الأمانة العامة لقوى quot;14 آذارquot; النائب السابق فارس سعيد فكان الاعنف في هجومه على المؤتمر الصحافي لنصر الله اذ علق ساخراً quot;فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلميquot; ، معتبراً ان الفريق الإداري لحزب الله ورط رجلاً كبيراً مثل نصر الله في هذا المؤتمر الصحافي فانكسرت هيبته ووقاره .

وفيما تتوقع الأوساط السياسية المتابعة ان تتوالى ردود الفعل على المؤتمر الصحافي لنصر الله الا أنها املت في الوقت نفسه الا تتحول إلى quot;صدام سياسيquot; معولة في ذلك على quot;الخط المفتوحquot; بين الحريري ونصر الله كما اكد ذلك الأخير في مؤتمره الصحافي نافياً وجود اي قطيعة بينهما معلناً ان لا شيء يمنع اللقاء برئيس الحكومة ، وهذا ما ينشط الوسطاء على الإعداد له وتحقيقه في أسرع وقت.


بيروت: تترقب الأوساط السياسية والشعبية الموقف الذي سيصدر عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري حول المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس وما قدم خلاله من معلومات وصفها بـ quot;القرائنquot; ، لا الإثباتات ، والتي يأمل من خلالها حضّ المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على إيلاء الدور الإسرائيلي في هذه الجريمة اهتماماً خاصاً، مستغرباً عدم اعتمادها هذه الفرضية والقيام بأي تحقيق مع الجانب الإسرائيلي ، في وقت يتردد فيه اتجاه هذه المحكمة إلى إصدار قرار ظني يتضمن اتهاماً لعناصر الحزب بالضلوع في عملية الاغتيال وهو الأمر الذي ينفيه الحزب بشدة ويعتبر مثل هذا القرار عدواناً مباشراً عليه ينبغي التصدي له ومواجهته مثله مثل أي عدوان عسكري تشنه اسرائيل ضده .

واذا كان الرئيس الحريري الذي يمضي إجازة في سردينيا تنتهي مع حلول شهر رمضان المبارك قد التزم الصمت حتى الساعة فإن ما صدر عن نواب وشخصيات سياسية قريبة منه، وبعضها مسؤول في quot;تيار المستقبلquot; الذي يتزعمه، توحي بان ما ورد في المؤتمر الصحافي المذكور لم يفعل فعله في نفوس هؤلاء من حيث الاقتناع بمضمونه أو إظهار حماسة لتبينه والاستعداد لاتخاذ إجراءات وخطوات من شأنها إيصال ما جرى عرضه من قبل نصر الله إلى المحكمة الدولية التي عليها بدورها النظر فيه والتحقق من صحته حتى تثبت لصاحب العرض أنها غير مسيسة على حد قوله .

هذه الأجواء عكسها بداية عضو المكتب السياسي في quot;تيار المستقبلquot; النائب السابق مصطفى علوش الذي قال لمحطتي quot;العربيةquot; و quot;الجزيرةquot; عقب انتهاء الأمين العام لحزب الله من مؤتمره الصحافي ان كلام الأخير لم يقنعه ولا يشكل بالنسبة إليه إدانة جازمة لإسرائيل .
الا ان علوش وفي حديث أدلى به الى محطة quot;الجديدquot; صباح اليوم بدا وكأنه يصوّب ما قاله بالأمس إذ دعا مجلس الوزراء الى استعراض هذه المعلومات والبناء على ذلك ، مشيراً إلى انه يمكن لهذا المجلس ان يقرر ما اذا كان يجب تقديمها الى لجنة التحقيق الدولية ، مؤكداً ان فرضية مشاركة اسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري فرضية منطقية جداً ، لأن إسرائيل كانت من اكثر الناس انزعاجاً من الرئيس الراحل وما كان يقوم به من إعمار .

هذا التبدل والتعديل في كلام علوش عزته اوساط سياسية متابعة الى احتمال تلقي فريق الرئيس سعد الحريري ونوابه تعليمات بعدم الدخول في سجال مع quot;حزب اللهquot; ، خصوصاً في ما يتعلق بقضية المحكمة ، بانتظار ان يعرض الموضوع على طاولة مجلس الوزراء في الجلسة الاولى التي يعقدها بعد عودة رئيسه من سردينيا .