يتوقّع أن تبلّغ الإدارة الأميركيّة رسميًّا الكونغرس الشهر المقبل تفاصيل صفقة الأسلحة الموسعة التي من المقرّر أن تبرمها مع المملكة العربية السعودية. وفيما ارتفعت الأصوات الإسرائيليّة المندّدة بالصفقة، توقّعت أنباء صحافيّة أميركيّة أن تبلغ قيمة العقد، الذي سيشمل طائرات هليكوبتر هجومية، نحو 60 مليار دولار.

تخطّط الإدارة الأميركيّة لإدراج طائرات هليكوبتر هجوميّة ضمن صفقة أسلحة موسّعة من المقرّر أن تبرمها مع السعودية، الأمر الذي سيزيد من حجم الصفقة المقترحة إلى ما يُقدّر بـ 60 مليار دولار على مدار عشرة أعوام. وكان جدل قد أثير أخيرًا حول حقيقة ما تمّ نشره من أخبار في الصحافة الأميركيّة وكذلك العبريّة حول صفقة الأسلحة الضخمة التي ينتظر أن تبرمها المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة.

وفي وقت تحدثت فيه تقارير عن أن القيادة السياسية في إسرائيل تسعى جاهدةً للحؤول دون إتمام تلك الصفقة الكبرى، كشفت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; نقلاً عن مسؤولين مطلعين على المسألة عن تفاصيل جديدة بخصوص تلك الصفقة.

وأشار المسؤولون إلى أنّ الصفقة ستكون أضخم صفقات بيع الأسلحة الأميركيّة في الخارج، لكنّ أحدهم لفت إلى أنّ حجم الصفقة من الممكن أن يتغيّر خلال وضع اللمسات النهائيّة عليها. ومضت الصحيفة لتقول في السياق ذاته إن تلك الصفقة، التيتمّ التفاوض عليها سرًّا إلى حدّ كبير بسبب الحساسيّات في المنطقة، تعدّ جزءاً من إستراتيجيّة قادتها إدارة الرئيس الأميركي الاسبق، جورج بوش، وتم توسيعها من قِبل الرئيس باراك أوباما لتعزيز جيوش الحلفاء العرب كثقل موازن لإيران.

ولفتت quot;وول ستريت جورنالquot; في الإطار ذاته إلى أنّ حجم الصفقة السعودية ونطاقهاتسبّبا في إثارة المخاوف في إسرائيل من أن واشنطن تخاطر بتقويض الحد العسكري للدولة العبرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، لم تُسَمِّهم، قولهم إن بعض أنظمة الأسلحة التي تعارضها إسرائيل بشدة لن تُدرَج في الصفقة، لتهدئة بعض مخاوف الدولة اليهودية.

وفي ما يتعلق بآخر التطورات الخاصّة بالصفقة، أماطت الصحيفة في سياق حديثها النقاب عن أنّ هناك خططاً لبيع حوالى 70 مروحية طراز بلاك هوك يو إتش - 60 وما يصل إلى 60 مروحية أباتشي هجومية طراز لونغ بو، إلى السعودية، بقيمة إجمالية تقدر بحوالى 30 مليار دولار. وأوضحت الصحيفة أن هذا كله سيضاف إلى تلك الشريحة التي سبق أن تمّ الكشف عنها بقيمة 30 مليار دولار، وتشتمل على 84 طائرة إف - 15 من إنتاج شركة بوينغ، وكذلك تحديثات للمقاتلات القديمة في الأسطول السعودي. وأفاد المسؤولون كذلك بأنّ الصفقة ستشتمل أيضاً على أجهزة تعرف بأجهزة محاكاة الطيران، وقطع غيار، ودعم طويل الأجل للطائرات والمروحيات.

ومن المتوقع، طبقاً للصحيفة، أن تقوم إدارة أوباما بإبلاغ الكونغرس رسميًّا الشهر المقبل بخصوص الصفقة. وفيما رفض البنتاغون التعليق على تفاصيل الصفقة، قال مسؤولون أميركيون إنّه سيتمّ استثناء أنظمة تسليح من الصفقة، إذا اعتبرت أنّها لا تساعد على الاستقرار الإقليمي، أو إذا لاقت رفضاً من جانب إسرائيل أو الكونغرس.

وأشار في هذا السياق مسؤولون إلى أنّ مقاتلات إف - 15 السعودية لن تزوّد بتلك النظم التي يُطلق عليها نُظم المواجهة والأسلحة طويلة المدى المتقدمة، التي يمكن توصيلها بالطائرة المقاتلة لاستخدامها في العمليات الهجومية ضد الأهداف البرية والبحرية. وأشار مسؤول في المنطقة، كما نقلت عنه quot;وول ستريت جورنالquot;، إلى أن منح نظم المواجهة إلى المملكة العربية السعودية سيمثل تجاوزاً لخط إسرائيل الأحمر. كما لفت مسؤولون، رفضوا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، إلى أن صفقة مروحيات الأباتشي ستستثني أيضاً بعض الأسلحة التي تبدي عليها إسرائيل اعتراضًا.