بيان كتائب حزب الله حول الإنسحاب الأميركي

في أول رد فعل للمقاومة العراقية المسلحة على الإنسحاب الجزئي الأميركي من العراق، إعتبرت كتائب حزب الله الشيعية هذا الإنسحاب واحدة من صفحات هزيمة الغزو وحذرت القوات الأمنية العراقية من العمل كمصد ورأس حربة للدفاع عن الاميركية، وأكدت أنها لن تلقي السلاح حتى رحيل آخر جندي اميركي من العراق. فيما قال الجيش الاميركي ان ما تبقى من جنوده في العراق يبلغ حاليًا 52 الفًا وسيتناقص عددهم الى 50 الفا في الأول من الشهر المقبل.

قالت كتائب حزب الله التي تطلق على نفسها (المقاومة الاسلامية في العراق) والمقربة من ايران quot;ان اعلان الاحتلال عن إنهاء عملياته القتالية في العراق لتكون المهمة القادمة هي الدعم والاسناد لم يكن الا إعادة انتشار وتغيير قواعد الاشتباك ما يوفر لتلك القوات وضعاً امنياً بعد أن وصل شعورهم بالتهديد من عمليات أبناء كتائب حزب الله الى أقصاهquot;.واشارت الى ان القوات الاميركية لها في العراق حاليا 56 الف عسكري و94 قاعدة عسكرية ومئات الآلاف من رجال الامن والمتعاقدين واكبر سفارة في العالم عدد موظفيها يصل الى 6 الاف موظف وحماية لهؤلاء من المارينز وهو ما يعتبر الآن من اكبر القواعد العسكرية للاحتلال في العالم.. وقالت ان كل ذلك ما هو الا مظهر بشع من مظاهر الاحتلال.

واضافت كتائب حزب الله في بيان حصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه اليوم انه quot;في الوقت الذي نعتبر ان ما حصل هو الصفحة الاولى من صفحات الهزيمة في مسيرة الاحتلال فإننا في الوقت نفسه نجدد العهد بأننا لم ولن نلقي البندقية حتى خروج آخر اميركي دخل العراق ضمن المشروع الاميركيquot;.وقالت quot;إننا نعتقد أن الاحتلال سيلجأ الى اساليب جديدة في العمل من اهمها أن يتمترس بالقوات الامنية العراقية سواء من الجيش او الشرطة وهنا لابد من تنبيه أبنائنا وإخواننا من منتسبي تلك القوات من ان يعملوا كمصد او رأس حربة لحماية تلك القوات وكذلك لابد من تنبيه من يراهن على مصداقية قوات الاحتلال في ما يتعلق بالانسحاب او غيره فإنما يراهنون على سراب وسيكتشفون لاحقا حقيقة ما نقولquot;.

واشارت الكتائب في الختام الى quot;ان ما استطاع الاحتلال نقله من جنوده تحت جنح الظلام ولم يعلن عنهم الا بعد وصولهم الى قواعد خارج العراق سوف لن يضمن فرصةً كهذه لمن بقي من عناصره داخل العراق وما عملية الهروب تلك وبهذا الاسلوب الا اشارة واضحة الى المأزق الذي يعاني منه الاحتلال من عمليات ابناء كتائب حزب اللهquot;.

ومن جهتها قالت القوات الاميركية في العراق ان ما تبقى من عدد جنودها في هذا البلد يبلغ 52 الفا الان وليس 56 الفا كما اشارت تقارير صحافية وعسكرية سابقة. واضافت في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان هذه القوات تمضي quot;في المسار الصحيح لخفض عدد جنودها الى 50 الف عسكري بحلول الأول من الشهر المقبل والذي يعد بداية عملية الفجر الجديد والانتقال الكامل لعمليات تحقيق الاستقرارquot;.

واوضحت ان الرقم المنقول سابقا وهو 56 الفا يمثل آخر حساب لعدد الجنود الموجودين في العراق بتاريخ 17 اَب (أغسطس) الحالي فيما يتم نقل هذه الأرقام الى وسائل الإعلام اسبوعيا وسيتم تحديثها كل ثلاثة الى اربعة ايام مع استمرار انسحاب القوات. واشارت الى ان الجنود المتبقين هم عبارة عن أعداد صغيرة من وحدات دعم وهم يستعدون للرحيل بحلول الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقد انسحبت آخر كتيبة مقاتلة اميركية الخميس الماضي من العراق بعد سبع سنوات من الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين ما اثار مخاوف بين قسم من العراقيين من تصاعد العنف الذي تنفذه المجموعات المسلحة رغم تأكيد الحكومة العراقية ثقتها في قدرة قواتها على مواجهة التحدي الامني. وتطلب نقل 360 عربة عسكرية و1200 جندي برا الى الكويت يومين وغادر باقي جنود الكتيبة الاربعة آلاف جوا. وبحسب الكابتن روسيل فارنادو من مخيم عريفجان وهي قاعدة اميركية مهمة تبعد 70 كلم جنوبي العاصمة الكويتية فان القوات تستعد للعودة الى الولايات المتحدة quot;قريباquot;.

فوج من القوات الأميركية لدى إنسحابه من العراق

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان وزارة الخارجية ستضاعف عدد موظفي شركات الامن الخاصة في العراق لرفع عددهم الى سبعة آلاف حيث ستقوم مهمة هؤلاء على حماية خمسة معسكرات محصنة كانت القوات المقاتلة مكلفة بضمان امنها.

ومن المقرر بقاء خمسين الف عسكري اميركي في البلاد لتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية في اطار quot;عملية الفجر الجديدquot; وهو الاسم الجديد الذي اطلق على المهمة الاميركية التي تنتهي آخر عام 2011. وتقر واشنطن بأن النزاع العراقي الذي ادى الى مقتل 4400 اميركي وكلف واشنطن الف مليار دولار شكل quot;ثمنا باهظاquot;.

ومن جهته اكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان quot;جاهزية القوات العراقية كافية لمواجهة التهديداتquot;، مضيفا انه كان quot;علينا ان نوازن بين وجود طويل الامد لقوات اجنبية على ارضنا أو القيام بالمهمة بمفردنا. واخترنا القيام بالمهمة بواسطة قواتنا الامنيةquot;. وكان قائد اركان الجيش العراقي اللواء بابكر زيباري حذر الاسبوع الماضي من ان الانسحاب الاميركي الكامل سابق لاوانه معتبرا ان قواته لن تكون قادرة على ضمان الامن بالكامل قبل عام 2020.

وكانت كتائب حزب الله قد هددت القوات الاميركية الشهر الماضي بشن هجمات ضد قواعدها العسكرية واحالة مقر السفارة والقواعد الاميركية في العراق الى ركام وطالبتها باطلاق سراح معتقليها والكف عن التدخل في تشكيل الحكومة العراقية. وقالت الكتائب المتهمة بعلاقات مع حزب الله اللبناني والمدعومة من ايران انها قد توعدت القوات الاميركية منذ اليوم الاول لاحتلال العراق عام 2003 بأنها ستخرجه من البلاد quot;منهزماً ذليلاً لا يفكر بعدها بالعودة الى منطقتناquot;.

وجاء هذا التهديد اثر اعلان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو ان القوات الاميركية قد شددت اجراءات الامن في بعض القواعد الاميركية في العراق بسبب مخاطر هجمات متزايدة من جانب متشددين تدعمهم ايران. وحدد بالاسم كتائب حزب الله التي تقول وزارة الخارجية الاميركية ان لها علاقة بحزب الله اللبناني على انها الجماعة التي تقف وراء التهديدات. وقال اوديرنو quot;في الاسبوعين الماضيين كان يوجد خطر متزايد... لذلك شددنا اجراءات الامن على بعض قواعدنا.quot; واضاف quot;هذه محاولة اخرى من جانب ايران واخرين للتأثيرفي الدور الاميركي هنا quot;.

وعادة ما يتهم مسؤولون اميركيون طهران بالتدخل في شؤون العراق وتأييد جماعات quot;شيعيةquot; مسلحة تعمل هناك لكن طهران ترد بالقول ان العنف في هذا البلد هو نتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقال اوديرنو ان الذين وراء التهديدات ذهبوا الى ايران لتلقي تدريب خاص ثم عادوا الى العراق وتم ايفاد خبراء من ايران لمساعدتهم quot;في الشهر الاخير أو نحو ذلكquot;. واضاف quot;سواء كان لهذا علاقة مباشرة بالحكومة الايرانية -- يمكننا ان نبحث ذلك.quot; وقال quot;لكن من الواضح ان لهم صلة بالحرس الثوري الايراني.quot;

يذكر ان عمليات كتائب حزب الله ضد القوات الاميركية تندرج ضمن النزاع الايراني الاميركي بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه مخصص للاغراض السلمية المحضة لكنّ واشنطن وحلفاءها يقولون انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية.

وتقول كتائب حزب الله التي تأسست بعد دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 في ادبياتها ان الاحتلال هو عدوها الأول وانها تحرم دم العراقيين من عناصر الشرطة والجيش ومنتسبي أجهزة الدولة كافة وتحترم المدنيين وتسعى لعدم إلحاق الاذى بهم.

وقد اعتمدت الكتائب سلاح الهاونات أساليب تكتيكية عديدة منها قصف القواعد الاميركية من أماكن متحركة ما يحافظ على سلامة عناصرها من نيران القوات المعادية والأسلوب الاخر هو سلاح الهاونذو العيار الثقيل وتنفذ به العمليات حينما تغلق المنطقة أمنيا.

وقد ادرجت واشنطن الصيف الماضي quot;كتائب حزب اللهquot; ومستشار لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني على قائمتها للارهاب وفرضت عليهما عقوبات مالية. واعلنت وزارة الخزانة في بيان تجميد اصول كتائب حزب الله وابو مهدي المهندس (عراقي الجنسية ونائب في البرلمان العراقي السابق) المستشار لدى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لاعتبارهما يشكلان خطرا امنيا في العراق. واوضحت ان المهندس معروف بحوالى 19 اسما حركيا وقالت ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قدم quot;دعما لكتائب حزب الله وجماعات مسلحة شيعية عراقية اخرى مسؤولة عن استهداف وقتلquot; عناصر في القوات الاميركية والاجنبية الاخرى وقوات الامن العراقية.

كما صنفت وزارة الخارجية الاميركية كتائب حزب الله بين quot;المنظمات الارهابية الاجنبيةquot; لاعتبارها quot;ترتكب او تشكل خطرا كبيرا بارتكاب اعمال ارهابيةquot;. واشارت الى ان quot;المهندس وكتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت او شكلت خطرا كبيرا بارتكاب اعمال عنف ضد قوات الائتلاف وقوات الامن العراقيةquot;. واضافت ان كتائب حزب الله ضالعة في تنفيذ هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الاميركية في العراق خلال السنوات الاخيرة واوضحت ان الكتائبتحصل على تمويل من فيلق القدس الايراني.