مشهد من مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي

من المتوقّع أن يثير مسلسل أنتجه التلفزيون القطري، بدعم من أمير البلاد نفسه، الجدل بعد انتقادات واسعةبسبب ما قيل من أنّه تغذية لخلافات طائفية وقبلية برزت جليّة في مشاهد من مسلسل quot;القعقاع بن عمرو التميميquot; الذي تبثّه قنوات عربيّة ويتحدّث عن حقبة الجاهلية والإسلام وظهور النبي محمد ووفاته.

علي الحسن: على الرغم من أنّه لم يكد ينهي حلقاته الأولى، إلاّ أنّه مرشحّ ليكون مسلسل الأزمة هذا العام، بل وضحيّة هذا الموسم الرمضاني على أقلّ تقدير، حيث أصبح من النادر أن يخلو عام من دون إيقاف مسلسل، أو قصقصة أجنحة مسلسل آخر، والمبرّرات لم تعد الدين فحسب، بل دخلت القبيلة على الخط بشكل لم يعد من الممكن تجاهله.

ويقال إنّ القعقاع أحد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية والإسلام وشهد فتوحات ومعارك إسلامية كثيرة منها اليرموك والقادسية وكانت له بصمة واضحة في هذه الفتوحات، على الرغم من أنّ دراسات كثيرة وباحثين في التاريخ الإسلامي أشاروا إلى أنه شخصية غير موجودة حقيقةً،الأمر الّذيحدا بأحد المراقبينأن يقول بخبث: quot;سمعنا قعقعة القعقاع ولم نر طحينه!quot;.

يشار إلى أنّ أصغر أبناء أمير قطر الذي دعم المسلسل بنحو ثمانية ملايين دولار يحمل اسم القعقاع.

وقد تتفجر المشاكل بكثافة مثل حلويات شوكولا السوفليه، المفضلة لدى نخبة أهل قطر، خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب تحريك قطر، التي تنتمي أسرتها الحاكمة إلى قبيلة quot;بني تميمquot;، أحلامها القديمة في محاولة لزعامة القبيلة على حد ما يقوله مراقبون.

ويقول عبد الله الشمري، وهو محلل سياسي لاذع،عن ذلك: quot;تمويل هذا المسلسل من الحكومة القطرية لا يمكن أن يوصف بأقلّ من أنّه إعلام سياسي بحت، يؤدّي دوره من خلال العزف على أوتار القبيلة. تعلم أن تميم ليس لها زعيم قبيلة مثل شمر وعنزة وغيرهما، لذا يسعى آل ثاني لزعامتها سيما أنّها أكثر انتشاراً وعددًاquot;.

وبنو تميم قبيلة عربيّة قديمة من القبائل الكبيرة في العراق والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات واليمن والبحرين.

وقد عدّها النسّابون من القبائل العربية الشمالية (العدنانية) ونسبهم في عدنان تحديداً من جذم مضر، وينحدر منها الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب، ومواطنها في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، في الصمان والدهناء وشمال نجد وإقليم البحرين.

ويشار في المسلسل إلى اليمامة، الرياض حاليًّا، وحنيفة على أنّها ديار مسلمة لا أكثر.

ومن الطبيعي أن تتدخل السياسة في المسلسلات في الآونة الأخيرة فقد سبق أن أوقفت السعودية مسلسلاً تبثه قناة أبو ظبي بسبب زعزعته للقبيلة، وأوقفت قطر مسلسلاً سابقًا يتعلق بقصة حياة القاعدة وطالبان، وربما يكون هذا هو الوليد الجديد.

بيد أن مراقباً مطّلعاً قال إنّ الدعم الرسمي القطري ربما كان بريئًا وليس له هدف طائفي من خلال محاولة فقط لإعادة بعث قبيلة بني تميم وتحويل مرجعيتها من السعودية إلى قطر وهذا يعني سلسلة من النقاط تعين الدوحة على إزعاج جيرانها، وزيادة ثقلها المهتز أحياناً.

ويعد مسلسل القعقاع واحدًا من أضخم الأعمال الدرامية التاريخية التي تمّ إنتاجها أخيرًا؛ حيث تمّ تصوير 1600 مشهد مع الاستعانة بـ600 ممثل يشكلون نخبة من نجوم الدراما العربية لتصوير عشر معارك بريّة وبحريّة خاضتها الجيوش الإسلامية.

وعلى نحو غاضب هاجمت منتديات إلكترونية المسلسل مطالبة بسرعة إيقافه وإلا فسيشكّل فتنة قبلية وطائفية في الوقت نفسه، خصوصًا أنّ فيه أخطاء دينية وتاريخية على الرغم من أنّ اللجنة التي أشرفت على نصوصه ضمت عالمين كبيرين هما سلمان العودة ويوسف القرضاوي.