عبرت الاوساط السياسية الاردنية عن قلقها وشكوكها حيال نجاح المفوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال محللون أردنيون لـquot;إيلافquot; إن المرحلة الجديدة من المفاوضات هي سلوك تفاوض اسرائيلي من اجل شراء الوقتوالخروج من عزلة تل أبيب السياسية.

يرى محللون أردنيون أن العودة الى المفاوضات تأتي في غياب مرجعية واضحة لتحقيق السلام، طارحين تساؤلاً وهو quot;ماذا بعد المفاوضات والنتائج المتوقعة بعد إخفاقات متتالية بين إسرائيل وحكومة يمينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث إن الاختلاف سيد الموقف بين أعضائهاquot;.

ويقول رئيس الديوان الأردني السابق عدنان ابو عودة إنه quot;من الصعب التنبؤ بنتائج المفاوضات لكن السؤال الاساسي المطروح هل هذه المفاوضات ستنتهي كسابقاتهاquot;.

مضيفًا ان quot; مصير هذه المفاوضات مدار الحديث، كما أنها تعتمد على مدى جدية بنيامين نتنياهو وكذلك الرئيس باراك اوباما، وهذه مرحلة الحوار الجديدة القديمة هل ستكون نتائج ثمارها كما يتوقعها العرب والفلسطينيون ام هي عبارة عن صفقة على هوى اسرائيل وكما تريدها هي وفرصة شراء وقتquot;.

ويضيف ان quot; عودة اسرائيل إلى المفاوضات هي من اجل شراء الوقت او قد تكون في مرحلة تحليل أوضاعها ومستقبلها، فهل مثلاً بدأت التفكير جديًا بتغيّر صورتها عالميًّا وتبييضها .

النقطة الاخرى في ملف المفاوضات والسؤال الكبير هل اسرائيل تنازلت عن مفهومها في الضفة الغربية كأرض محتلة منذ العام 1967 أم ما زالت تعتبرها جزءًا من ارض اسرائيل.

معالم المفاوضات كما يعتقد ابو عودة لن يتمخض عنها قيام دولة فلسطينية بل التسوية في حال كانت هناك ارادة لحل القضية الفلسطينية ستكون حكمًا ذاتيًّا جزئيًّا والتغير سيكون بتغير الاسم من سلطة الى دولة لكن ليست دولة ذات سيادة.

التشاؤم يبدو سيد الموقف عند ابو عودة وامين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطية الاردني الدكتور سعيد ذياب ويرجح الى درجة الجزم في حديثه ان quot;هذه المفاوضات لن تخرج بشيء مهم .

بل يشير الى ان المخاوف من المفاوضات تسيطر على الذهن السياسي الاردني جراء ذهاب السلطة الفلسطينية الى مفاوضات السلام دون مرجعيات واضحة لكن متكئة على دعم اطراف عربية .

ويقول ذياب: quot;لكن في ظل تشكيك وغياب التفاؤل في إحزار نتائج وتقدم ملموس وتحقيق السلام المنشود على اساس الدولتين وقرارات الشرعية الدولية لماذا تذهب حكومة متشددة الى التفاوض، فالسبب أن مصلحة اسرائيل تتطلب في الوقت الراهن الدخول في المفاوضات وكسر حالة العزلة الدولية التي تعانيها ،وتعمل على إدارة الأزمة وليس حل الازمة والتوصل الى اتفاق سلام .
وسبب ذهاب نتنياهو الى المفاوضات في ظل حكومة متزمتة وتصر على يهودية الدولة كما يقول دياب لأنه طوق نجاة الى نتنياهو وخدمة قدمت له من قبل السلطة الفلسطينية تنقذه من هزيمة داخلية.


وعلى الرغم من انطلاق مرحلة المفاوضات الجديدة يعتقد ابو عودة ان الاستراتيجية الاسرائيلية في هذه المفاوضات تخطط لكسب الوقت الذي يكفل إنشاء حقائق جديدة مع مرور الزمن، وبالتالي عامل الوقت كفيل بتغير أولويات الناس والافراد ما يجعلهم يقبلون بأي نتائج. موضحًا انه quot;في محصلة امور المفاوضات ستوافق السلطة ومنظمة التحرير والاعضاء والشعب لان عنصر القوة في يد اوروبا واميركا وهو المال، يؤكد ان الجميع سيرضى بالنتائج من اجل المال لغة العالم وقوته، فالرفض يعني انقطاع المال والرواتب عن السلطة ما يعني انهيارها ودفن وجودهاquot;.

في المقابل ، يعتقد الدكتور ذياب ان الرئيس محمود عباس في موقف محرج مدللاً على ذلك بما جرى في اجتماع اللجنة التنفيذية وغياب اعضائها وارتكابه مخالفة تنظيمية بعد تصديق قرار الذهاب الى المفاوضات المباشرة من قبل بعض الاعضاء وليس جميعهم.

وابدى مخاوفه من ان تكون تلك المفاوضات تصفية للقضية الفلسطينية بتنازل السلطة عن حقوق الشعب في العودة وتقرير المصير وقيام دولتهم على ترابهم الوطني الفلسطيني.

وفي ما يتعلق بدور الاردن كونه الدولة الاقرب الى فلسطين، والتي تدافع عن القضية الفلسطينية وتريد سلامًا على أساس الدولتين، فإن دورها في المفاوضات سيكون مراقبًا ومطلعًا على التفاصيل والمجريات لأن نتائج تلك المفاوضات هي التي تهم الاردن ويعلق ابو عودة ان quot; الأردن لن يتفاوض عن الفلسطينيين بحكم قرار فك الارتباط 1988. ولكن دوره كما يوضح ابو عودة quot; سيكون في نتائج المفاوضات وصياغتها من اجل تسويتها خصوصًا ان هناك امورًا مهمة بالنسبة إليه كالحدود، واللاجئين. ويعتبر ان قضية اللاجئين مهمة للاردن كونه يحتضن العدد الاكبر منهم وعودتهم مستبعدة، خصوصًا في ظل فكرة يهودية الدولة التي تطرحها الحكومة الاسرائيلية اليمنية المتطرفة .


ويضيف أبو عودة: quot;واذ توصلت المفاوضات الى نتائج ختامية حول مصير اللاجئين، إن كان الاردن قادرًا على استيعابهم اقتصاديًا، ام سيكون هناك تعويض لبقائهم وهذا الهم الاكبر للاردن، ومن الملفات التي تؤرق الاردن كذلك القدسquot;.

ولا يرى أبو عودة ان هناك علاقة للدول العربية الاخرى بموضوع القضية الفلسطينية حيث انها اكتفت بالمبادرة العربية وتنتظر الحل السلمي وقيام علاقات التطبيع مع اسرائيل .
كما لم تفته الاشارة الى ان quot;احلال السلام يعني دخول الاطراف العربية كسوريا ولبنان الى المفاوضات مع اسرائيل . وفي حال فشل المفاوضات يؤكد الذياب ان على الفلسطينيين اغلاق هذا الباب والعودة الى المقاومة .