سألت ايلاف كل من رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني والمنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور حول المفاوضات المباشرة التي تجري بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ومدى انعكاس الامر على لبنان، فاجمعا على التشاؤم وعدم توصل هذه المباحثات الى اي فرج مرتقب في المنطقة.

ريما زهار من بيروت: تبدأ اليوم اول مفاوضات مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ 20 شهرًا، والسؤال الذي يطرح هل هناك منسوب من التفاؤل حول هذه المفاوضات، وما مدى انعكاس السلام اذا حصل في المنطقة على لبنان، وهل هناك من امكانية ايجاد مباحثات مماثلة بين لبنان واسرائيل، وفي حال حصولها ماذا سيكون مصير حزب الله في المستقبل؟

يقول كريم بقرادوني وزير سابق ورئيس سابق لحزب الكتائب اللبنانية لإيلاف انه غير متفائل لنتائج المباحثات الاسرائيلية الفلسطينية لان موقف الاسرائيليين متشدد جدًا وموقف الفلسطينيين ضعيف جدًا، وفي اي مفاوضات يكون فيها طرف قوي وآخر ضعيف تكون المفاوضات على حساب الضعيف او لا تكون، والفلسطينيون لا يستطيعون المزيد من التنازلات والاسرائيليون ليسوا مستعدون لاي تسهيلات، وبالتالي ارى ان هذه المفاوضات هي تضبييع للوقت لمدة سنة على الاقل.

ويتابع:quot;كل سلام في المنطقة هو ايجابي للبنان، وكل مشكلة في المنطقة هي مشكلة على لبنان، وكل حل ينعكس ايجابًا على لبنان، ولكن لا اعتقد ان اسرائيل يهمها عملية توسيع الاستيطان ومنع عودة الفلسطينيين، بمعنى ان الاستيطان هو الوجه الآخر للتوطين، واكثر ما اخشاه اذا تم اتفاق ان يكون على حساب، اي على الغاء حق العودة وتكريس التوطين في كل البلدان العربية وبصورة خاصة في لبنان.

ولا يرى بقرادوني اي سلام في المنطقة بين لبنان واسرائيل بل يرى ان التصعيد هو سمة المرحلة المقبلة.

بشور

يقول المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور لإيلاف انه ليس متفائلاً لجهة نتائج المفاوضات بين اسرائيل وفلسطين ولا يعتقد انها معقودة من اجل ان تنجح، فالحكومة الصهيونية الحالية ليست في وضع ان تقدم تنازلات للشعب الفلسطيني، والمفاوض الفلسطيني الموجود في واشنطن قد قدم كل ما يستطيع ولا جديد يقدمه، والرئيس الاميركي باراك اوباما حرّك هذه المفاوضات قبل اسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي، وبالتالي فهو يريد ان يستخدم هذا الامر من اجل ان يحجّم التراجع الواضح في شعبية حزبه في هذه الانتخابات، وهو ما تكشفه استطلاعات الرأي التي اظهرت تقدمًا للجمهوريين لم يعرفوه منذ عشرات السنين، اما الدول العربية فهي موجودة في هذه المفاوضات من اجل اجندات داخلية لانها لا تريد ان تغضب الادارة الاميركية التي تراهن على مساعدتها لها في اجنداتها الداخلية، من هنا لا اعتقد ان هناك ظروفًا لانجاح هذه المفاوضات، خصوصًا ان غالبية الفلسطينيين الواضحة، سواء داخل فتح او منظمة التحرير او على المستوى الشعبي ليست موافقة على هذه المحادثات المباشرة التي تذكّر الفلسطينيين بمحادثات عدة منذ مدريد فاوسلو فالقاهرة فطابا فوايت ريفر فانابوليس، كلها مفاوضات لم تحقق شيئًا للفلسطينيين.

ويضيف:quot; انا لست متفائلاً بامكان الوصول الى اتفاق فيه الحد الادنى من ما يحفظ ماء وجه المفاوض الفلسطيني، ولست متفائلا بان مثل هذا الاتفاق ممكن ان يأخذ طريقه نحو التنفيذ مع حكومة اسرائيلية بهذا الحجم من التعنت والمزايدات المتصاعدة بين اركانها، واعتقد ان لهذه المفاوضات كما قلت مهمة واحدة هي تعويم ادارة اوباما في مواجهة التحديات الداخلية اكثر مما هي ايجاد حل لقضية فلسطين.

وردًا على سؤال في حال تم السلام بين اسرائيل وفلسطين كيف ينعكس الامر على لبنان؟ يجيب:quot; اولاً هذا سؤال افتراضي الى حد كبير، اما اذا تم عقد اتفاق سلام ما هو مضمون هذا الاتفاق؟ هل يشمل القضايا الاساسية؟ هل يشمل حق العودة وبالتالي يكون له تأثير مباشر على لبنان؟ ام يتجاهل حق العودة ويكرّس يهودية دولة الكيان الصهيوني ويفتح الباب امام تهجير جديد للفلسطينيين، خصوصًا لفلسطينيي الخط الاخضر وفلسطينيي 48، وهذا بالتالي يهدد لبنان بتهجير المزيد من الفلسطينيين ولا يفتح آفاقًا بحق العودة، وانا اعتقد ان هذه المنطقة قد شهدت منذ اتفاقيات السلام الثنائية بدءًا بكامب دايفيد مع الرئيس المصري الاسبق انور السادات فاوسلو، قد شهدت من سفك الدماء والحروب عندما دخلت هذا المسار اكثر بكثير مما شهدته من دماء وتضحيات في المراحل التي سبقت هذه الاتفاقات.

ويضيف:quot; انا من مدرسة فكرية تعتقد ان السلام مع كيان يقوم على نظام عنصري استيطاني كالكيان الصهيوني هو امر مستحيل، ان كل ما يسعى اليه الصهاينة من خلال هذه المحادثات المتعددة هو كسب المزيد من الوقت من اجل تكريس وقائع على الارض خصوصًا في مجال المستوطنات حيث تضاعفت في الضفة الغربية، ولذلك اعتقد اننا امام نظام عنصري استيطاني شبيه بالنظام العنصري في جنوب افريقيا، من الصعب ان يعقد سلام معه الا اذا سقط هذا النظام وقام مشروع آخر على ارض فلسطين.

ويتابع:quot; لا اعتقد ان اللبنانيين يسمحون على قيام كيان صهيوني يتجاهل مطالب لبنانية معروفة وفي مقدمها حق العودة للاخوة الفلسطينيين، فالدستور اللبناني يرفض فكرة التوطين، اذا كان السلام لا يتضمن اقرارًا بحق العودة للفلسطيننين فاعتقد ان اللبنانيين لن يوافقوا عليه، وهناك تجربة سابقة هي اتفاقية 17 آيار/مايو التي لم يكتب لها النجاح.