لقاء زعماءِ الطوائف الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية في واشنطن للتنديد باعتزام حرق نسخة من القرآن الكريم

ندّد فيليب كراولي في مؤتمر الصحافي بإعلان إحدى الجماعات الدينية الأميركية نيتها إحراق نسخ من القرآن الكريم.

واشنطن: أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي عن اعتقاده بأن الفعل المتمثل في حرق مصحف يتعارض مع الطريقة التي ظهر بها المجتمع المدني في هذا البلد مشدّدا على أنها فكرة مستفزة ومتعصبة وغير محترمة.

وأوضح أن الحرية الدينية وحرية التعبير هي من المبادئ الأساسية للمجتمع الأميركي وأن مثل هذا العمل في حد ذاته مناهض لأميركا. وقال: quot;إنه عمل غير محترم تجاه رمز ديني وديانة عظيمة، ونعتقد أنه لا يتناسب وغير مألوف مع تقاليدنا، ومبدأ التسامح الذي يشكل جزءاً رئيسياَ من مجتمعنا وتاريخنا.quot;

ومن المُقرّر أن تقيم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مأدبة إفطار مساء اليوم في مقرّ الوزارة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنها ستعلق على هذه القضية في هذه المناسبة. من ناحية أخرى، سيلتقي وزير العدل الأميركي إيريك هولدر الثلاثاء عدداً من الزعماء الدينيين من جميع الأديان من أجل بحث سبل وقف موجة الهجمات ضد المسلمين والمساجد.

وسيتم في خلال هذا اللقاء درس التدابير التي يمكن لوزارة العدل أن تتخذها لمواجهة موجة الكراهية المتنامية ضد المسلمين الأميركيين وتزايد أعمال العنف والترهيب ضدهم. وقال رئيس تحالف الأديان ولتون غادي إن الزعماء الدينيين يُشجّعون وزارة العدل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان وحماية الأقليات كما حماية حقوق الأكثرية.

وفي السياق ذاته، أصدر عددٌ من كبارِ زعماءِ الطوائف الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية بيانا نددوا فيه باعتزامِ كنيسةٍ صغيرة في فلوريدا إحراقَ نسخٍ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقدوه في واشنطن تناوب اثنان منهم في تلاوة البيان نيابة عن الآخرين. وجاء في الجزء الذي تلاه القس جيرالد درولي من الكنيسةِ المعمدانية في ولاية جورجيا:

quot;يندد الزعماء الدينيون بالتعصب الأعمى المعادي للمسلمين، ويطالبون باحترام التقاليد الأميركية التي تؤمن بحرية العقيدة. وكقادة دينيين في هذه البلاد العظيمة اجتمعنا في عاصمة بلادنا لنندد بصورة قاطعة بالاستخفاف والتضليل والتعصب الأعمى السافر الموجه ضد الجالية الإسلامية في أميركاquot;.

ودعا البيان إلى التصدي لهذه الظاهرة بقوة quot;إن الصمت ليس خيارا. وليس أمام القادة الروحيين خيار سوى اتخاذ موقف قوي لتلبية أسمى مبادئ عقائدهم المختلفة، الأمر الذي يمكنهم من جعل أميركا مكانا أكثر أمنا وقوة لجميع مواطنيهاquot;.

وجاء في الجزء الذي تلته الحاخامة نانسي كريمر المتخصصة في العلاقات بين الأديان: quot;إن التهديدَ بإحراقِ القرآن الكريم يوم السبت المقبل يمثل اعتداء سافرا يستحق أقوى درجات التنديد من قِبَل كل الناس الذين يَتمسكون بالأخلاقِ الحميدةِ في الحياةِ العامة، ويريدون تكريم ذكرى من فَقدوا أرواحَهُم في الحادي عشر من سبتمبرquot;. وجاء فيه أيضا:

quot;إننا كقادة دينيين مستاؤون لهذا الازدراء لكتابٍ مقدسٍ ساهم على مدى قرونٍ عديدة في صياغةِ كثيرا من الثقافات التي عرفها عالمُنا، وما زال حتى الآن يوفر الطُمأنينة الروحية لأكثر من مليار مسلم اليومquot;.

وقال الكاردينال ثيودور ماك كاريك من واشنطن إن الحديثَ عن إحراقِ المصحف يَنطوي أيضا على إساءةٍ لسمعة الولايات المتحدة: quot;أشعر بخوف شديد من أن يعتقد البعض أن قصص التعصب الأعمى والكراهية والعداء للآخرين تعكس الصورة الحقيقية لأميركا رغم أن ذلك ليس صحيحا. بلادنا ليست هكذا. وعلينا أن نتأكد أن العالم يعرف أن بلادنا هي البلاد التي تتوفر فيها حرية العقيدة، واحترام الجيران ومحبتهمquot;.