ما زال الغموض يخيم على مصير الطفل الذي عثر عليه في احدى دورات المياه التابعة لشركة طيران الخليج، ويعتقد المحققون أن الأم فرت هاربة بعدما وضعت مولدها اثناء قدوم الطائرة من المملكة العربية السعودية إلى الفلبين، وتبحث الشرطة منذ وقوع الحادثة الغريبة عن والدة الطفل، التي قد تُوَجَّه إليها تهماً جنائية.

ايلاف: ما زالت الكثير من التقارير تلقي الضوء على تلك الواقعة التي عثر خلالها اليوم عمال النظافة بمطار مانيلا في الفلبين على طفل حديث الولادة بسلة مهملات في إحدى دورات المياه الموجودة على متن طائرة تابعة لشركة طيران الخليج، الناقل الوطني لمملكة البحرين.

وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية في عددها الصادر اليوم إن عملية البحث عن أم ذلك الطفل قد بدأت بالفعل، ويعتقد المحققون أنها وضعت مولودها في الحمام أثناء قدوم الطائرة من المملكة العربية السعودية إلى الفلبين. ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط الشرطة، قوله quot; يبدو أنها بادرت بمغادرة الطائرة في أسرع وقت ممكن بعد هبوطهاquot;.

وأوضحت الصحيفة أن العمال الذين صعدوا على متن الطائرة للقيام بأعمال النظافة قد عثروا على الطفل بأحد المراحيض، في الوقت الذي كان يتحضر فيه طاقم الطائرة الجديد للعودة مرة أخرى إلى البحرين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأطباء في مطار مانيلا الدولي انطلقوا نحو الطائرة وبدؤوا في فحص الطفل حديث الولادة وخلصوا إلى أنه في حالة صحية جيدة. وقد ظهر الطفل في الصور التي التقطت له في المطار، وهو ملفوف في منشفة، وتقوم بفحصه مجموعة من الأطباء أسفل مصباح كهربائي.

وقال المسؤولون بالمطار إنهم قاموا بتسمية الطفل quot;جورج فرانسيسquot;، اشتقاقاً من أول حرفين لرمز شركة طيران الخليج الكودي، وهما GF ndash; في الوقت الذي تتواصل فيه جهود البحث عن الأم. ومضت الصحيفة تنقل في هذا السياق عن أحد مسؤولي المطار قوله quot; بمجرد أن هبطت الرحلة رقم 154 التابعة لشركة طيران الخليج، بادرت الأم بالخروج من الطائرة وغادرت مبنى الركاب. لم يتسنى لنا تحديد جنسية الطفل في تلك المرحلة ndash; وإذا ما كانت أمه أو والديه من السعودية أم من الفلبينquot;.

كما أبدا المسؤولون حيرتهم من الطريقة التي نجحت من خلالها تلك السيدة في إخفاء عملية وضعها التي تمت على متن الطائرة عن باقي الركاب، وكذلك تمكنها من العودة مرة أخرى إلى مقعدها دون أن تجذب إليها الانتباه.

وأشار المسؤولون إلى أنهم فوجئوا كذلك بعدم اكتشاف أي من باقي الركاب الذين استخدموا نفس المرحاض ثمة شيء غير تقليدي في المكان. وقالت دكتور ماريا تيريزا أغوريس، التي كانت تقوم بمهام عملها في مبنى الركاب رقم واحد حين تم العثور على الطفل: quot;الخبر الجيد هو أن الطفل ينعم بحالة صحية جيدة ووزن جيدquot;. وختمت الصحيفة بلفتها إلى أن موظفو شركة الطيران ساهموا في شراء ملابس ومستلزمات أخرى للطفل.

وفي ذات السياق، نقلت اليوم وكالة الأسوشيتد برس عن مسؤولين محليين قولهم إن السلطات في مطار مانيلا عثرت على الطفل في كيس قمامة تم إنزاله على ما يبدو من إحدى الطائرات القادمة من منطقة الشرق الأوسط، دون أن تحدد اسم الدولة التي انطلقت منها الطائرة.

وتابعت الوكالة بنقلها عن مسؤولين من المطار، قولهم quot;قام مسؤولو الأمة بإحضار الطفل، الذي كان مغطى بالدماء وملفوف في منديل من الورق، إلى إحدى العيادات الطبية التابعة للمطار، حيث قام فريق من الأطباء والممرضات بفحصه وتنظيفه، ولفوه في قطعة من القماش وقدموا له زجاجة حليب.

وفي حديث لها مع الوكالة بهذا الخصوص، قالت الممرضة كيت كالفو:quot; بعد أن تم تنظيفه، أطلق صرخة لينة. وهو يتمتع بصحة جيدةquot;. هذا ولم تتمكن الوكالة من الاتصال في غضون ذلك بأي من مسؤولي شركة طيران الخليج لكي يحصلوا منهم على تعليقات حول تلك الواقعة.

ومن جانبها، قالت دينكي سليمان، وزيرة الرعاية الاجتماعية بالفلبين إنها غاضبة مما حدث، مضيفةً أن الشرطة تلقت تعليمات بأن تبحث عن والدة الطفل، التي قد تُوَجَّه إليها تهماً جنائية. وتابعت في السياق عينه بقولها quot;شعرت بالغضب، فلا يجب معاملة أي طفل بتلك الطريقة.

وبالنسبة لهذا الطفل، فإما أن يتم تسليمه إلى أقارب الأم أو أن يتم تبنيهquot;. وفي نهاية تقريرها، أوضحت الوكالة أن كثيرين من المواطنين الفلبينيين يضطرون للعمل كخادمات وعمال في الخارج، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، للهروب من الفقر المدقع والبطالة التي يعاني منها كثيرون في البلاد.