تواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في جولتها الثانية خطر الإنهيار، وفي بادرة لا تبشر بالخير فقد تم إلغاء المراسم الاحتفالية والمؤتمر الصحافي الذي كان من المقرر عقده في قمة شرم الشيخ التي تعقد اليوم بحضور نتنياهو وعباس وكلينتون ومبارك اضافة الى جورج ميتشل.
واشنطن: قال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى الثلاثاء في تل أبيب إن نتانياهو لا يسعى اطلاقا الى نسف مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان quot;رئيس الوزراء لا يسعى الى نسف المفاوضات، بل على العكس تماماquot;، وذلك في تصريح ادلى به قبل توجه نتانياهو الى منتجع شرم الشيخ المصري لعقد جلسة مفاوضات ثانية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وردا على سؤال حول جدول اعمال جلسة المفاوضات الثانية، اوضح المسؤول ان quot;كلينتون ستحدد كل هذه الامورquot;.
واشار الى ان نتانياهو سيشدد خلال هذه المحادثات على ضرورة اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وعلى وجوب الاتفاق على اجراءات تضمن امن اسرائيل، كما على ان يضع اتفاق السلام المستقبلي حدا للمطالب الفلسطينية.
أقرت الولايات المتحدة الاثنين بوجود quot;عقبات مباشرةquot; امام مفاوضات السلام متحدثة عن quot;فترة حاسمةquot; في الاسابيع المقبلة. واعلن فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية عشية اجتماع في مصر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون quot;اننا امام عقبات مباشرة نامل ان نحلها في الاسبوعين المقبلينquot;.
ويبقى قرار تجميد الاستيطان اليهودي محددا في 26 ايلول/سبتمبر. وحذر الفلسطينيون من ان مثل هذا القرار سيعني نهاية الحوار المباشر الذي بدأ للتو. وكشف الرئيس الاميركي باراك أوباما الاسبوع الماضي انه طلب من نتانياهو تمديد العمل بقرار تجميد بناء المستوطنات.
ومن دون الاشارة الى هذا الملف تحديدًا، اوضح كراولي الاثنين انه وبهدف quot;تجاوز التحديات المباشرةquot;، فانه يترتب على الطرفين quot;ربما تكييف المواقف التي اتخذاها علنا بشان المواضيع الاساسيةquot;.
وقال quot;لهذا السبب فان وزيرة الخارجية في طريقها الى الشرق الاوسط: لدفع الطرفينquot;، مضيفًا ان واشنطن quot;تامل حصول تقدم اثناء هذا الاجتماع والاجتماعات اللاحقةquot;.
كما اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الغاء كافة المراسم الاحتفالية والمظاهر الاعلامية المشتركة ومنها مؤتمر صحافي كان من المقرر ان تعقده وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في شرم الشيخ التي تستضيف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين غدًا.
وقالت صحيفة (يديعوت احرونوت) ان مكتب نتنياهو أكد أن الصحافيين سيكتفون بتصوير المصافحات التي سيشهدها افتتاح المفاوضات.وأضافت أنه ما عدا ذلك تم الغاؤه بما في ذلك مؤتمر وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المقرر عقده في فندق بمدينة شرم الشيخ بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي.
وأشارت (يديعوت) الى أنه كان من المقرر أن تتيح كلينتون للزعماء فرصة اعلان بداية انطلاق المفاوضات رسميًّا quot;لكن الخلافات والفجوات بين الموقف الفلسطيني والاسرائيلي خصوصًا في ملف الاستيطان لم تسمح بعقد مثل هذا المؤتمرquot;.
وأضافت الصحيفة quot;على ما يبدو فقد فشلت الادارة الأميركية في جسر المواقف حتى الآن وقررت الغاء المؤتمر الصحافي لتفادي الفشلquot;.
ومن المقرر أن يشارك نتنياهو وعباس وكلينتون ومبارك اضافة الى المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل غدا في الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي أعلن انطلاقها في واشنطن بداية سبتمبر الجاري.
الى ذلك أكد الدكتور صائب عريقات، الذي يرأس الوفد الفلسطيني الى مفاوضات شرم الشيخ، أن الفلسطينيين يواجهون مفاوضات شرسة مع اسرائيل حول قضايا العرب وعلى رأسها قضيتا القدس والحدود.وقد أشارت تقارير إسرائيلية امس إلىأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعرض على الفلسطينيين تجميدًا جزئيًّا للبناء في مستوطنات الضفة الغربية باتباع السياسة نفسها التي كان يتبعها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لتجنب مأزق اشتراط الفلسطينيين تمديد تجميد الاستيطان للاستمرار في المفاوضات المباشرة.
واعلنت حركة quot;السلام الانquot; المناهضة للاستيطان انه سيكون بالامكان بناء حوالى 13 الف مسكن على الفور في الضفة الغربية المحتلة لدى انتهاء مهلة التجميد المؤقت للاستيطان في 26 ايلول.واوضحت في تقرير لها وزع على وسائل الإعلام أمس الاثنين انه quot;تم منح رخص بناء لحوالي 2066 مسكنا على الاقل اصبحت اساساتها جاهزة، ومئات اخرى لم يتم بناء اساساتها بعد يمكن ان تشيد اعتبارًا من انتهاء مهلة التجميدquot; التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية لمدة عشرة اشهر.
من جهتها، قالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية امس إن المستوطنين يخططون لـانفجار بناء في 26 أيلول الجاري. وهذا -على ما يبدو- ما دفع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للتشديد مساء الاثنين، على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بوقف الاستيطان بعيدًا من المناورة ومحاولة كسب الوقت. ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون المصري عن ابو الغيط تاكيده أن مبدأ الاستيطان مرفوض بالكامل من قبل مصر والجانب الفلسطيني، ومن قبل كل الدول العربية، ولجنة المتابعة العربية (لجنة مبادرة السلام).