الأرشيف اليهودي العراقي باق في أميركا

بعد أيام من تضارب التصريحات حول اختفاء مئات القطع الأثرية العراقية في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي انجلى غبار الضجة الاعلامية وسلمت القطع الاثرية للمتحف العراقي قبل ثلاثة أيام.

أمستردام: كانت الأزمة اشتعلت بعد تساؤل طرحته جهات أميركية وعراقية عن مصير مئات القطع الأثرية كان سلمها الجيش الأميركي للجانب العراقي قبل سنتين. وزادها نفي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي وجود هذه القطع الاثرية في مكتب رئيس الوزراء.

فيما قالت مصادر الجيش الأميركي والسفارة العراقية في واشنطن إن القطع الأثرية سلمت لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي في صناديق وتم توثيق الاستلام وتصويره، الأمر الذي حدا برئيس الوزراء العراقي إلى تشكيل لجنة لمعرفة مصير القطع الأثرية فتبين بعد البحث في مخازن رئاسة الوزراء أن الصناديق موجودة في المخازن ولم تمس أبدا لاعتقاد من تسلمها أنها أطعمة أو تعود للجانب الأميركي حيث لم يشر الجيش الأميركي إلى أنها قطع أثرية حين سلمها للعراقيين.

وأفاد بيان للسفارة العراقية في واشنطن كشف أن هذه القطعَ سُلمت الى قائدِ القوات الأميركية السابق ديفيد بترايوس في كانونَ الأول من العام 2008 بهدفِ نقلِها بواسطة طائرتِه العسكرية إلى العراق، و تم تسليمها الى المكتب وإبلاغُ وزارةِ الخارجية بمتابعة الموضوع.

من جهته قال وزير السياحة والآثار العراقي قحطان الجبوري إن عمليات الاستلام والتسليم لهذه القطع لم تكن بشكل اصولي. ولم يكن والقائمون على المخازن في مكتب رئاسة الوزراء يعلمون بما تحتويها حيث كانت أرسلت مع صناديق مرسلة للجيش الاميركي تحوي بعضها اطعمة. وبين أن تلك القطع كانت قد هربت بطريقة غير شرعية للولايات المتحدة.

ويبلغ عدد القطع الأثرية 638 قطعة تسلمها المتحف العراقي من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي. وتضم قطع زجاج تعود إلى الفترات الساسانية والإسلامية، وأسلحة نحاسية تعود إلى العصور السومرية والساسانية، وقطع فخارية أخرى تعود إلى فترات مختلفة من حضارة وادي الرافدين.

مصدر في مكتب رئيس الوزراءأرجع سبب الضجة التي ثارت حول هذه الآثار الى التجاذبات السياسية ومحاولة خصوم رئيس الوزراء المالكي إظهاره بمظهر من يتستر على سارقي الاثار فيما الأمر يتحمل جانبا كبيرا منه الجانب الاميركي.

ونفى المصدر خلال اتصال مع quot;إيلافquot; وجود أي رسالة تهديد وجهها القائد السابق للقوات الأميركية ديفيد بيترويس للمالكي محملا خصوم المالكي افتعالها إعلاميا. وكانت مواقع عراقية على الانترنت تناقلت خبر توجيه بترايوس رسالة شديدة اللهجة للمالكي الأمر حدا بالاخير إلى تشكيل لجنة للكشف عن مصير الآثار.

وشهد العراق منذ عام 2003 بعد اسقاط نظام صدام حسين أكبر عملية سرقة لآثاره بعد فترة من الفوضى وعمليات سلب ونهب في معظم المدن العراقية في مقدمتها المتحف العراقي في بغداد. حيث أهمل المحتف من أي حماية. وفسر الأمر من عدد من العراقيين على أنه سماح لمافيات الاثار بالدخول للمتحف وسرقة الاثار.

ويضم البلد مواقع أثرية عديدة تعرض جانب منها للتدمير بسبب العمليات العسكرية واتخاذ بعضها معسكرات أميركية بعد عام 2003 مثل أور وبابل. ولما تزل مواقع أخرى معرضة للنهب بسبب الاهمال وتحول بعضها لمناطق سكنية عشوائية. وبلغ عدد القطع الأثرية التي تم تهريبها من العراق عشرات الالاف أعيد منها 37 الف قطعة حسب وزارة السياحة والآثار العراقية.