تشعر الطوائف المسيحية في العراق خاصة بعدم الأمان في ظل تنامي مستوى الهجمات التي يتعرضون لها.


القاهرة: ينقسم مسيحيو الشرق الاوسط الذين استهدفهم تنظيم القاعدة في العراق من خلال هجوم على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد، الى طوائف عدة يتنامى لديها جميعا الشعور بعدم الامان والتهميش.
ويعيش في الشرق الاوسط، مهد المسيحية، 20 مليون مسيحي من بينهم 5 ملايين كاثوليكي من اصل 356 مليون نسمة، وفقا للارقام التي نشرها سينودس الشرق الاوسط الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

وتتعدد العوامل التي تدفع الكثيرين من مسيحيي الشرق الى الهجرة وخصوصا في العراق ومن بينها النزاعات وعدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتمييز والاضطهاد وتنامي الاسلام المتشدد.
ويشكل اقباط مصر الذين يمثل الارثوذكس غالبيتهم العظمى، اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط اذ يقدر عددهم بما يراوح بين 6% و10% من اجمالي عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا. وتقول الكنيسة القبطية المصرية ان عدد اتباعها لا يقل عن 10 ملايين نسمة.

ورغم ان الاقباط المصريين لا تربطهم علاقة كنسية بالسريان الكاثوليك في العراق، فان تنظيم quot;دولة العراق الاسلاميةquot; الموالي للقاعدة الذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، اكد ان هذا الاعتداء هو تحذير للكنيسة القبطية المصرية وامهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات quot;مأسورات في سجون اديرةquot; في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الاسلامية.
ويشير بيان المجموعة الموالية للقاعدة الى المصريتين القبطيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وهما زوجتا قسين ينتميان الى الكنيسة القبطية سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الاسلام بعد تركهما منزل الزوجية، الاولى في العام 2004 والثانية في تموز/يوليو 2010..

وكانت اجهزة الامن المصرية تدخلت لاعادة المرأتين الى الكنيسة القبطية بعد غضب واحتجاج شديدين من قبل اتباعها وقيادتها.
ويشكو الاقباط في مصر من انهم مهمشون ومستبعدون من المناصب العليا في المؤسسات الرئيسية للدولة مثل الشرطة والجيش والجامعات والقضاء.

ويتنامى احساس الاقباط بالخطر بشكل مطرد منذ موجة العنف الاسلامي التي اجتاحت مصر في ثمانينات القرن الماضي واستهدفت خلالها التنظيمات الاسلامية اكثر من مرة الاقباط.
وتزايد قلق الاقباط منذ الصعود السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي حققت في الانتخابات التشريعية العام 2005 اختراقا غير مسبوق بفوزها ب20% من مقاعد مجلس الشعب.

وفي العراق، يعتبر الوضع مقلقا بشكل خاص بعد سبع سنوات على الغزو الاميركي. واغتنم كبير اساقفة كركوك فرصة انعقاد سينودس الشرق الاوسط ليعبر امامه في 12 تشرين الاول/اكتوبر عن قلقه من quot;الهجرة المميتةquot; لمسيحيي بلده.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بما بين 450 الفا و500 الف نسمة، من بينهم 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الفا في العام 1980). ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم.

اما غير الكاثوليك، فان 80% منهم اشوريين والباقين سريان ارثوذكس او ارمن ارثوذكس.
ويعيش في دول الخليج، وفق تقديرات متطابقة، 3,5 ملايين مسيحي ينتمون الى كنائس عدة وغالبيتهم من المهاجرين الاسيويين او من الكاثوليك الغربيين.

ويحق لهؤلاء ممارسة شعائرهم الدينية باستثناء اولئك المقيمين في السعودية حيث تحظر السلطات اقامة اي شعائر دينية غير شعائر الاسلام.
والقي القبض على 12 فيلبينيا وقسا في السعودية مطلع الشهر الماضي بتهمة التبشير بسبب تنظميهم لقداس في السر.

وفي سوريا لا توجد احصاءات رسمية بعدد المسيحيين ولكن المحللين يؤكدون انهم يمثلون 5% الى 10% من اجمالي 20 مليون نسمة هم سكان سوريا.
وفي لبنان، يشكل المسيحيون بمن فيهم الطائفة المارونية الكبيرة، 34% من عدد السكان الذي يقدر ب4 ملايين نسمة وهي اعلى نسبة للمسيحيين في دول الشرق الاوسط.
بيد انه في غالبية الاحيان، يكون الدافع سياسيا وليس دينيا، وراء الاعتداءات التي تقوم بها تنظيمات متطرفة على المسيحيين في المنطقة.