أعلن وزير الخارجية التونسي أن تشكيل حكومة وحدة وطنية quot;أمر ممكنquot;، ويأتي ذلك بعد وعود قدمها الرئيس التونسي زين العابدين مساء الخميس، مؤكداً ايضا انه لا يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه امر بوقف أطلاق النار على المتظاهرين واعداً بالحرية الكاملة للإعلام والانترنت في تونس.

Supporters of Tunisia's President Zine El Abidine ...
انصار الرئيس التونسي خرجوا في مظاهرات في شوارع تونس

تونس، عواصم:
تظاهر مئات التونسيين الجمعة في الشارع الرئيسي بقلب العاصمة التونسية مرددين هتافات مناهضة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي على ما افاد مراسلو وكالة فرنس برس. ويهتف المتظاهرون quot;انتفاضة مستمرة وبن علي على برةquot; وquot;الشعب يريد استقالة بن عليquot;.وصرح وزير الخارجية التونسي كامل مرجان لاذاعة اوروبا 1 الفرنسية الجمعة ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلده quot;امر ممكن تماماquot; وquot;حتى طبيعيquot;. وردا على سؤال من باريس حول امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في تونس، قال quot;بسلوك اشخاص مثل نجيب الشابي، اعتقد ان الامر ممكن وحتى طبيعي جداquot;.
ويشير الوزير التونسي الى محمد نجيب الشابي الزعيم التاريخي للحزب الديموقراطي التقدمي المعارض المرخص له لكنه غير ممثل في البرلمان. واضاف مرجان ان quot;الرئيس يفي بوعودهquot;، وذلك غداة خطاب تهدئة القاه الرئيس زين العابدين بن علي بعد شهر من الصدامات التي سقط فيها قتلى في البلاد.
وكانت ادارة باراك اوباما الخميس حذرت الاميركيين من مخاطر اعمال العنف والصدامات التي تدور في تونس ونصحتهم بتاجيل رحلاتهم غير الاساسية الى هذا البل. وجاء في رسالة عامة للخارجية الاميركية ان quot;وزارة الخارجية تحذر المواطنين الاميركيين من احتدام الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تونس وتوصي بارجاء الرحلات غير الضرورية الى هذا البلد في الوقت الراهنquot;.
واضافت الرسالة quot;رغم ان الاضطرابات نجمت على ما يبدو عن صعوبات اقتصادية ولا تبدو موجهة ضد الغربيين الا ان المواطنين الاميركيين مدعوون حاليا الى الانتباه لسلامتهم الشخصيةquot;. واخيرا يدعو التحذير الساري لمدة شهر الرعايا الاميركيين المقيمين في تونس الى الحد من تنقلاتهم قدر الامكان.
وجرت الخميس مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الامن في تونس وضواحيها في اطار حركة احتجاج لا سابق لها على النظام اوقعت 66 قتيلا في شهر وفقا لمنظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان. الى ذلك، اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الى ان الوزارة تواصل quot;مراقبة الوضعquot; في تونس، متحدثا عن quot;مستوى عنف غير مقبولquot;. وقال quot;كلما اسرعت (الحكومة التونسية) في الرد على الصعوبات كلما كان ذلك افضلquot;.
ولم تمرّ دقائق قليلة على خطاب الرئيس زين العابدين بن علي مساء الخميس والذي تعهد فيه بخفض أسعار المواد الأساسية ووقف الرقابة عن الانترنت وتعزيز الديمقراطية، حتى تمكن مستخدمو الانترنت في تونس من الولوج إلى موقع جريدة إيلاف الالكترونية دون اللجوء إلى إحدى أساليب فكّ الحجب.
وكانت تونس حجبت quot;إيلافquot; مساء الثالث والعشرين من كانون الاول- ديسمبر الماضي دون تقديم أية تبريرات لذلك الإجراء.
ولم يقتصر الأمر على quot;إيلافquot; فحسبُ، فقد رفعت الرقابة المعروفة محليا باسم (عمار 404) عن مواقع تقاسم الفيديو الشهيرة مثل quot;يوتيوبquot; وquot;دايلي موشنquot; وموقع quot;فليكرquot; لتقاسم الصور وعدد كبير من المواقع الإخبارية التي كان التونسيون محرومين من الاطلاع على محتواها طوال سنوات.
واستبشر تونسيون على شبكة فايسبوك بالإجراءات الجديدة التي قطعت مع الرقابة، في حين شكك آخرون في مصداقيتها.
وكتب حلمي على صفحته الخاصة: quot;يوتيوب محلول (مفتوح) الرقيب quot;عمارquot; أحيل للبطالة أخيراquot;.
وكتب آخرون على صفحاتهم مذكرين باعتقال مدونين هما عزيز عمامو وسليم عمامي في حين سارع كثيرون إلى تقاسم مواد المواقع التي ظلت لوقت طويل محجوبة انطلاقا من تونس على غرار مقاطع فيديو يوتيوب.
كما تم تسجيل فك الحجب على صفحات ناشطين معارضين على فايسبوك ومواقع الأحزاب المعارضة القانونية وحتى غير القانونية من قبيل موقع quot;حزب المؤتمر من أجل الجمهوريةquot; الذي يتزعمه المعارض منصف المرزوقي.
يذكر ان تقريرا لمنظمة quot;مراسلون بلا حدودquot;للعام 2010 صنّف تونس ضمن قائمة quot;أعداء الإنترنتquot; في العالم، لأنها تحجب مواقع ذات شعبية عالمية كـquot;اليوتيوبquot; وquot;الدايلي موشنquot; وquot;وات تي في (Wat.tv) ومواقع إخبارية معروفة كالجزيرة نت، ومواقع المنظمات الحقوقية الدوليّة والمحلية وبعض مواقع أحزاب المعارضة القانونية وغير القانونيّة والعشرات من المدونات الشخصية ومن بينهما مُدونات تعنى بالثقافة والفنّ والطبخ.
جدير بالذكر أنّه على الرغم من تأكيد الحكومة على أنها تحجب المواقع الإباحية والمواقع التي تحثّ على العنف والإرهاب فقط، فإنّ نشطاء الانترنت وحقوق الإنسان والمدافعين عن حرية التعبير يتهمون quot;الوكالة التونسية للإنترنتquot; وهي مؤسسة حكومية تمثّل دور المشرف على خدمات الانترنت وتعميم استعمالها في البلاد، بالوقوف وراء حجب المواقع الالكترونيّة وتدميرها. وتتبع هذه الوكالة سلطة إشراف وزارة quot;تكنولوجيات الاتصالquot;، وتقول إن من وظائفها quot;تطوير إستراتيجية استعمال الانترنت وإيجاد تطبيقات جديدة في هذا الميدان وإدارة الربط الوطني بالشبكةquot;.
وتعهد الرئيس التونسي بن علي في خطاب مساء الخميس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014، وقال إنه لن يعدل البند الخاص بسن الترشح للانتخابات الرئاسية، كمل دعا إلى التهدئة ووقف إطلاق النار على المتظاهرين، مؤكدا انه قد فهم جيدا مطالب المتظاهرين و الأحزاب والتيارات المعارضة.
وأعلن انه قرر إعطاء quot;الحرية الكاملة للإعلام بكل وسائله والانترنتquot; في تونس، مؤكدا أن quot;العديد من الامور لم تسرquot; كما أرادها وخصوصا quot;في مجالي الديمقراطية والإعلامquot;.