لمتابعة آخر أخبار تونس أنقر على الصورة:

أكدت البرقيات الدبلوماسية السرية التي سرّبها موقع ويكيليكس أن التغيير الجوهري في تونس لن يتم إلا برحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي قدم نفسه للغرب كجدار سميك في وجه الإسلاميين الذي يحول دون وصولهم إلى السلطة.


كان من الطبيعي أن يحظى النظام التونسي بنصيب مهم من البرقيات ضمن تسريبات ويكيليكس، بالنظر إلى وضع الحريات وحقوق الإنسان في هذا البلد، والسمعة التي ظل يحظى بها محيط الرئيس الفار من على كرسي الرئاسة جراء ثورة شعبية، تعد سابقة في البلدان المغاربية والعربية.

لقد التفتت الدبلوماسية الأميركية، بحسب وثائق ويكيليكس، إلى هذا المحيط العائلي لـ بن علي، و الذي وصفته quot;بالمافياquot;، مفيدة بأن نظامه quot;المتصلبquot; quot;لا يقبل النصح ولا النقد سواء من الداخل أو الخارجquot;، و يشكل quot;دولة بوليسية لها مشاكل لا تحصى في مجال حقوق الإنسانquot;.

وأوصت برقية لسفير الولايات المتحدة في تونس، سرّبها الموقع، وزارة الخارجية بدعوة حلفائها في أوروبا إلى اشتراط التسريع في الإصلاحات على تونس مقابل تمكين النظام التونسي من الوضع المتقدم الذي يمنح البلد العديد من الامتيازات في علاقته مع الاتحاد الأوروبي.

وأشارت هذه الوثائق إلى نوع من التحفظ في حث بن علي على المضي قدما في الإصلاحات السياسية لدى كل من إيطاليا و فرنسا، في حين لقي تجاوبا كاملا من طرف كل من بريطانيا وألمانيا.

والنقطة المهمة التي أشارت إليها هذه البرقيات، و التي تتناغم مع الوضع التونسي الحالي، بعد رحيل بن علي عن السلطة، أنه لا يمكن أن يحصل quot;تغيير جوهريquot; في تونس إلا quot;بذهاب زين العابدين بن عليquot;، كما أفادت أن quot;بن علي تقدم في السن دون يكون له في الساحة التونسية من يخلفهquot;.

وأظهرت هذه الوثائق السعي الدائم للرئيس الهارب من ثورة الشعب، لأن يقدم نفسه للغرب كذاك الجدار السميك في وجه الإسلاميين الذي يحول دون وصولهم يوما إلى السلطة في تونس، منتقصا من صلابة السلطة المصرية quot;المهددة من طرف الإخوانquot;، بحسب زعمه.

وقال بن علي لدبلوماسي أميركي، بحسب تسريبات ويكيليكس، quot;الإخوان المسلمون سيصلون يوما إلى الحكم، و المسألة مسألة وقت فقطquot;، مضيفا quot;أن الوضع متفجر للغايةquot; في هذا البلد.

وكانت سوريا بدورها في صلب حديث زين الدين بن علي مع الدبلوماسيين الأميركيين، فهو يعتبرها، بحسب إفادات ويكيليكس، تشكل quot;تهديدا على المنطقة، لأنها تساند إيران، ومن شأن هذا الدعم الذي تقدمه لهذه الدولة الشيعية أن يخلق مشاكل في المنطقةquot;.

فالرئيس، الذي أطيحت به ثورة شعبية أدهشت العالم، قال إنه quot;لا يثق في الشيعةquot;، وإن كان الواقع التونسي يفيد بأنه لم يكن يثق في أي كان، اللهم زوجته التي صدر بحقها كتاب، منذ مدة في فرنسا، اعتبرها الحاكمة الحقيقية لتونس.