صورة مركبة:جان كلود دوفالييه (يمين الصورة)وزين العابدين بن علي

عاد إلى هايتي يوم الأحد الماضي جان كلود دوفالييه الذي يعرف ب quot;دكتاتور هايتي السابقquot; فيما كان الرئيس التونسي المخلوع قد فر من البلاد بعد الانتفاضة الشعبية. يذكر أن دوفالييه كان قد تم طرده من البلاد قبل 11 شهراً فقط من وصول بن علي إلى السلطة وقتذاك بعد الانقلاب على الحبيب بورقيبة.


بعد أيام قليلة من انتفاضة الشعب التونسي الغاضب من فساده رئيسه، زين العابدين بن علي، جاءت عودة دكتاتور هايتي السابق، جان كلود دوفالييه، إلى العاصمة الهايتية بور أو برنس يوم الأحد الماضي، بعد 24 سنة قضاها في المنفى، لتثير من حولها العديد من علامات الاستفهام وتفجر سجالاً حول بضعة أمور.

ومن الجدير بالذكر أن دوفالييه قد تم طرده من البلاد قبل 11 شهراً فقط من وصول الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، إلى السلطة بعدما قام بانقلاب ضد الرئيس المؤسس لتونس، الحبيب بورقيبة.

وكان لدوفالييه وبن علي خصوماً يتم نقلهم من منازلهم في منتصف الليل، ويتم تعذيبهم، على يد جهاز المخابرات الخاص ببن علي و فرقة الحرس المرتزقة quot;تونتون ماكوتquot; شبه العسكرية التي أسسها والد دوفالييه، فرانسوا، الذي اتسم حكمه بالإرهاب والاعتداء على حريات المواطنين.

وقالت في هذا السياق اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن دوفالييه، مثله مثل بن علي، تم طرده من البلاد عن طريق احتجاجات عامة وأعمال شغب وقعت نتيجة للغضب الشعبي من سوء الأحوال الاقتصادية، وفساد الأسرة الأولى، واستخدام الأجهزة الأمنية لقمع جميع الشكاوى الخاصة بالشعب وأحزاب المعارضة. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن كليهما كانا يحكمان ممتلكات استعمارية فرنسية سابقاً.

وكما فعل دوفالييه، لفتت الصحيفة كذلك إلى أن بن علي توجه إلى فرنسا عندما لاذ بالفرار من البلاد (رغم أن فرنسا رفضت طلب طائرة بن علي بالهبوط، وكان عليها أن تزيد احتياطاتها من الوقود لكي تكمل رحلتها إلى السعودية).

ورغم ذلك، لم تغفل ساينس مونيتور أن تشدد على حقيقة أن فرنسا كانت داعماً وحليفاً رئيسياً لبن علي ndash; لدرجة أن وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري قد اقترحت أن تتدخل فرنسا للمساعدة في إخماد الاضطرابات مطلع الأسبوع الماضي.

لكن في حالة دوفالييه، فكانت العلاقات مع فرنسا أكثر فتوراً. وفي العام 1986، رفضت فرنسا استقبال الديكتاتور، إذ أعرب حينها الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، عن قلقه إزاء توفير اللجوء لرجل يحظى بمثل هذا السجل المروع لحقوق الإنسان.

لكن الصحيفة رأت أن عودة دوفالييه إلى هايتي ربما تكون أسوأ من اليوم الذي غادر فيه البلاد، وهي تذكرة بأن التخلص السار من أحد الديكتاتوريين ما هي إلا خطوة أولى.

وبعيداً عن علاقاتهما التاريخية بفرنسا، فلا يمكن للبلدين أن يكونا أكثر اختلافاً. ففي وقت ربما تتسم فيه تونس بالفقر، فإنها أكثر ثراءً من هايتي، ولديها سكان متعلمين بشكل أفضل، وبنية تحتية نافعة. لكن إن لم تدار الأشهر القليلة المقبلة بعناية، عبر تحسين النظامين السياسي والاقتصادي، فلن يكون هناك ضماناً على أن الأوضاع ستتحسن في تونس خلال هذا الوقت من العام المقبل، أو بعد مرور 24 سنة من الآن.