يستعد شباب المعارضة والوطني لـ quot;يوم الغضبquot; رغم المضايقات الامنية التي يتعرضون لها من قبل السلطات الامنية. وقد إتفق معارضون ومؤيدون للحزب الوطني الحاكم تحدثت إليهم إيلاف على أن الشعب المصري لديه موجة ثورية مؤكدين أن انتفاضة الغضب يوم الثلاثاء ستكون لحظة فارقة.


ينطلق الثلاثاء quot;يوم الغضبquot; الذي دعا إليه عدد كبير من التيارات والقوى السياسية فيما اتفق قياديون في كافة التيارات السياسية تحدثت معهم إيلاف على أن الغضب لن يصل إلى حد الثورة على غرار quot;ثورة الياسمينquot; التي انطلقت في تونس وأطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وأجبرته على الهروب إلى جدة.

ويواصل النشطاء السياسيون في مصر استعداداتهم للتظاهرات التي تعد الأقوى في العام الجديد حيث وافق حزب الوفد على مشاركة شبابه في التظاهرات فيما أعلنت جماعة الأخوان المسلمين مشاركتها في الوقفة التي سيتم تنظيمها أمام دار القضاء العالي ظهر الثلاثاء.

ويقوم النشطاء السياسيون من شباب المحافظات من خلال صفحات على موقع فايسبوك مخصصة للحدث، وعبر صفحة quot;كلنا خالد سعيدquot; التي يتابعها أكثر من 250 ألف شخص، بالتنسيق بين قيادات الحركة الشبابية في المحافظات لضمان مشاركة أكبر عدد من المواطنين.

بدورها، أعلنت حركة شباب quot;6 أبريلquot; التي أطلقت الدعوة إلى يوم الغضب إعتزامها التظاهر في أكثر من محافظة مصرية فيما سيتم انضمام نشطاء من محافظات أخرى قريبة من أجل إعطاء التظاهرات دفعة تظهر العدد الكبير المتوقع مشاركته، كما يتم توزيع آلاف المنشورات على المواطنين لحثهم على المشاركة بفاعلية.

ويواجه شباب الحركة التي نظمت في 2008 العديد من التحديات أبرزها المضايقات الأمنية التي أعلنوا عن تعرضهم لها خلال عملية توزيع المنشورات التي تحث المواطنين على المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية فضلا عما قالوا إنها معلومات مؤكدة عن اعتزام وزارة الداخلية الاحتيال القديم بدس عملائها داخل صفوف المتظاهرين لإحداث المشاجرات والاعتداء على الممتلكات العامة ثم اتخاذ هذا الاحتيال ذريعة لسحق المتظاهرين ونعتهم بالمخربين والخارجين على القانون واتهامهم بإثارة الشغب وتعكير الصفو العام.

ويتوقع أعضاء الحركة تعامل عنيف من قبل قوات الأمن معهم في التظاهرات التي ستنطلق تحديدا في وسط القاهرة فيما يتوقع مراقبون أن تكون قوات الأمن هادئة في التعامل مع المتظاهرين لتفويت الفرصة على المعارضة لاستغلال الحدث سياسيا وإعلاميا.

وتهدف التظاهرات الاحتجاجية - بحسب النشطاء السياسيين- إلى التنديد بالانتهاكات التي تقوم بها الشرطة وتذكير النظام بما حدث في تونس وان الشعب المصري قادر على تكرار التجربة وإرسال رسالة قوية إلى النظام مفادها أن الشعب لن يصمت بعد اليوم على الأوضاع المعيشية التي تسبب فيها النظام الحالي مع إعلان عزم الشعب المصري على التغيير مهما تزايدت محاولات القمع.

ويطالب النشطاء بإلغاء العمل بقانون الطوارئ وإقالة وزير الداخلية وإخراج كل المعتقلين من دون أحكام قضائية وحل مجلس الشعب وإعادة الانتخابات مع ضمان نزاهتها وتعديل قوانين ومنع ترشح أي رئيس لأكثر من فترتين رئاسيتين وتوفير حد أدنى للأجور 1200 جنيه وصرف إعانة للبطالة.

كما سيرفع النشطاء لافتات مكتوب عليها علم مصر وكارت احمر للنظام وسيرددون هتافات quot;تحيا مصر ، تحيا مصرquot; وquot;يا حرية فينك فينك، الطوارئ بينا وبينكquot; ومش هنخاف مش هنطاطى ، إحنا كرهنا الصوت الواطي ، شعب تونس يا حبيب ، شمس الثورة مش هتغيبquot; و quot;بالروح بالدم ، نفديك يا وطنquot; و quot;حد أدنى للأجور ، قبل الشعب ما كله يثورquot;بالإضافة إلى مجموعة من الأغاني الوطنية.

من جهته رفض الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التحدث عن تصور الجمعية لانتفاضة الغضب مؤكدا أن القول سيكون للشعب وليس لأي شخص آخر.

وطالب مصطفى الأمن بالتعامل بحكمة مع المحتجين مشيرا إلى أن دور قوات الأمن ليس قمع التظاهرات الاحتجاجية وإنما حماية حياة الأفراد والمنشآت مشددا على ضرورة عدم التعرض للمتظاهرين المطالبين بتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

وعن مشاركة الأخوان والوفد في التظاهرات قال مصطفى إن الموافقة على المشاركة يسأل عنها أصحابها مؤكدا أن مشاركتهم تأكيد على اتفاق المطالب والمشكلات التي يعاني منها المصريون.

واعتبر القيادي في حركة كفاية جورج إسحاق في إفادة لـquot;إيلافquot; أن انتفاضة الغضب هي بداية لسلسلة من الاحتجاجات السياسية ستشهدها البلاد مؤكدا أن الثورة لا يمكن أن تتم بين يوم وليلة.

كما أوضح أن الاحتجاجات المتتالية التي ستتبع يوم الغضب يمكن أن تؤدي إلى حدوث الثورة ولاسيما أن الشارع المصري يستلهم النموذج التونسي بعد أن تأكد من قدرة الشعب على عزل حاكمه مهما كانت درجة سيطرته على الأمور.

من جهته قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية والقيادي في الحزب الوطني الحاكم إن المعارضة المصرية تنقسم إلى 3 أنواع هي الرسمية والمدنية والدينية مشيرا إلى أن المعارضة الرسمية التي تعبر عن الأحزاب لم تعلن عن موقفها بشكل صريح حيث لن يشارك أي من الأحزاب السياسية الرئيسة في التظاهرات.

وعن مشاركة شباب الوفد في التظاهرات قال عودة إن مشاركة شباب الوفد لا يمكن اعتبارها مشاركة الحزب لان الحزب يعترف برئيسه الدكتور السيد البدوي لذا فإن مشاركة الحزب يجب أن تعلن من قبل رئيس الحزب وليس من شبابه.

وأشار إلى المعارضة المدنية التي تضم شباب 6 أبريل والحرمات الشبابية هي جماعات صغيرة لها تجارب سابقة فاشلة في التصعيد من أجل تحقيق إضراب عام في البلاد إلا أنها لم تنجح مرجعا السبب في ذلك إلى أنها لم تنجح في الانتقال من جماعة صغيرة إلى كتلة لها قاعدة جماهيرية لدى فئات كثيرة من الشعب المصري.

واعترف عودة بأن هناك موجة ثورية تمر بها البلاد مشيرا إلى أن هذه الموجة لا تعني أن الأوضاع في مصر تسير مثل تونس لافتا إلى أن هذه الموجة قد تدفع النظام في مصر إلى انفراجة أكثر في الإصلاح تساهم في تدعيم النظام وتعزز مركزه.

وأكد أن الأمن سيتعامل مع المتظاهرين والمحتجين بطريقة هادئة بعيدة عن العنف مشيرا إلى أنه لم يسمح بالتجاوزات في التظاهرات والخروج عن إطارها الطبيعي بما يؤدي إلى الفوضى في الشوارع.