معارضتان بحرينيتان تتحدثان عبر quot;سي أن أنquot;

في الوقت الذي تنشط المعارضة البحرينية عبر بعض وسائل الإعلام الدولية المعروفة محوّلة إياها إلى منابر للترويج لأفكارها وquot;مظلوميتهاquot;؛ تفشل الحكومة في المملكة الخليجية الصغيرة في إبراز عملها والتسويق للإصلاحات التي دأبت على القيام بها خلال الفترة الماضية، حتى باتت الصورة مشوّشة لدى كثير من المتابعين.



حين المقارنة بين ما يجري في البحرين من اضطرابات وتظاهرات، بما جرى ويجري في البلدان العربية المحيطة التي شهدت ثورات خلال الفترة الماضية، يتضح للمتابع الاختلاف الشاسع بين تلك البلدان والبحرين، إذ تؤكد التقارير quot; المحايدةquot; أن التعامل الأمني مع الأزمة يبتعد كثيراً عن نظيراتها في كل بلدان الربيع العربي، وتظهر الأرقام الرسمية أن عدد القتلى في مصر وتونس بالمئات خلال أسابيع، فيما قارب عدد القتلى السوريين 3 آلاف رغم أن الثورة السورية اندلعت بعد أحداث البحرين، والحال كذلك في اليمن أيضا، في حين تظهر تقارير رسمية أن عدد القتلى في البحرين بلغ 20 شخصاً خلال أكثر من 7 أشهر.

لكن المتتبع لبعض وسائل الإعلام العربية وحتى الأجنبية، يشعر أن ثمة عملا كبيرا تقوم به المعارضة البحرينية لتضع حكومة بلادها في الصف نفسه الذي توجد فيه مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن، فيما تفشل الحكومة البحرينية في التسويق لعملها، وما يحدث أن الملك يعلن عن جملة من القرارات وتقوم الدولة بانتخابات كما هو الحال في الانتخابات التكميلية دون أن يظهر صداها في الإعلام العالمي، إلا من وجهة نظر المعارضين النشطين جداً.
المعارضة البحرينية فعالة جداً في مواقع التواصل الاجتماعي وبأكثر من لغة عالمية، ويبث من خلالها الناشطون quot;المحترفونquot; تقارير وأخبار ومناشدات وصوراً تعمل على تشكيل رأي عالمي مساند لمطالب المحتجين الذي ارتفع سقفه لدى بعضهم إلى إسقاط النظام برمته.

هذه التغطية تجعل القارئ غير الملم يتصور الأمر في البحرين وكأنها سوريا أو اليمن أو ليبيا، يدعم ذلك أيضاً آلة إعلامية قوية متمثلة في قنوات إيرانية أصلاً أو هوية أو تابعة، في حين تلسع قناة الجزيرة أيضاً بين فينة وأخرى.
أكثر من سبعة أشهر مرت على بداية الاحتجاجات المطلبية التي شهدها البحرين، وطوال تلك الفترة حققت المعارضة المدعومة من وسائل إعلامية إيرانية نجاحات واضحة على الصعيد الإعلامي بفضل حنكة ودهاء القائمين على الرسالة الاعلامية، وامتلاكها أيادي تنتشر في كبريات وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية.

وتجند المعارضة البحرينية كثيرا من الشباب من خارج البحرين، وخاصة لبنان والكويت والعراق والسعودية، وإيران التي حوّلت وسائل إعلامها الناطقة بالعربية خصوصا إلى أصوات للمعارضة وخصّصت برامج كاملة بشكل يومي.
وأمام ما سبق، يبدو الإعلام الرسمي البحريني ضعيفاً وغير فاعل على مستوى تسويق العمل الحكومي، وتكتفي الحكومة البحرينية بما يبثه تلفزيونها الرسمي حول الحياة quot;الطبيعيةquot; التي تجري في المملكة تفنيداً لتقارير المعارضة.

صمت الجزيرة
وفي المقابل، تثير تغطية قناة الجزيرة لأحداث البحرين الكثير من الجدل والتساؤلات وسط مراقبين ومهتمين بالشأن الإعلامي، فهي تقف في المنتصف وإن مالت فباتجاه المعارضة، وهو ما يعتبره البعض موقفا داعما للمعارضة، وبين الحين والآخر تطلق رصاصات يفسرها البعض على أنها ضد السلطات البحرينية بسبب مواقف تمثل دولة قطر التي تحتضن الجزيرة.
وهذا الأمر كان محور نقاش بين إعلاميين خليجيين وعرب يشاركون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقول كثير منهم إن صمت الجزيرة ليس له تفسير إلا الخلاف القطري البحريني والذي أشعلته القناة نفسها ببثها فيلم quot;البحرين : الصراخ في الظلامquot; والذي اتهمت فيه الحكومة البحرينية الجزيرة بتأجيج نار الطائفية في البحرين.

أحد الشعراء والإعلاميين البحرينيين البارزين والذي طلب عدم ذكر اسمه، قال لـquot;إيلافquot;: quot;قطر والجزيرة تريدان معاقبة النظام البحريني، والسبب توتر العلاقة بين البلدينquot;، ويضيف: quot;الجزيرة هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة القادرة على قلب الطاولة على أي جهة، ولكني أراها بصمتها ووقوفها موقف المتفرج الأخرس إزاء ما تفعله المعارضة البحرينية ومن يساندها من وسائل إعلام مشبوهة جعلت المواطن البحريني والخليجي والعربي والإعلام الأجنبي يتلقى المعلومة الخطأ من عدة جهات واغلبها معادٍ للبحرين وللخليج عموماquot;.

ويتابع حديثه quot;البحرين وقطر وباقي دول مجلس التعاون هي دول مستهدفة من قبل إيرانquot; ويضيف quot;المعارضة البحرينية وان روجت لنفسها أنها تتطلع إلى دولة مدنية.. فهي ليست سوى أداة من أدوات ملالي إيران للسيطرة على الخليج العربي، لذا يجب على الإعلام البحريني الرسمي والإعلام الخليجي أن يفضح أكاذيب المعارضة بخوص ما يجري في البحرينquot;.