يطرح موضوع تسليح الجيش اللبناني من إيران أكثر من علامة استفهام، منها مدى تبعية لبنان لإيران في حال تم تسليحه منها، ورغم الحديث عن إعطاء سلاح من دون مقابل إلا ان الكثيرين يرون في ذلك زيادة ارتهان للمحور السوري الايراني.


بيروت: أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان ردًا على سؤال خلال مقابلة مع صحيفة quot;الشرقquot; حول الوعد الإيراني بتسليح الجيش، إنه خلال زيارته الأخيرة الى طهران طلب quot;إعطاء لبنان سلاحًا من دون مقابل.. نحن في انتظار الجواب، وهو الى الآن ليس سلبيًا ولا ايجابيًاquot;، في هذا الصدد يقول النائب معين المرعبي ( تيار المستقبل) لإيلاف ان تسليح الجيش من ايران سيزيد التبعية لها، ونعتبر ان هناك سيطرة كلية اليوم على القرار وتحركات الجيش اللبناني في كل المواضيع، ولاحظنا ذلك في كل الظروف والاوقات، والجيش غير مسموح له ان يتصرف الا ضمن إملاءات من حزب الله الذي هو صنيعة ايرانية، وكان آخرها اعتداءات شبيحة النظام السوري على منازل ومساجد في وادي خالد في عكار خلال الفترة الاخيرة، والدخول الى قرى عرسال وأكروم، وقاموا بقتل أحد المزارعين السوريين وهو متزوج بلبنانية، من دون ان يحرك احد المسؤولين العسكريين اللبنانيين انفسهم ويقولون ما الذي جرى.

ويتابع:quot; ضمن المؤسسة العسكرية التي كل الشعب اللبناني يحترمها ويقدرها وهي الملاذ الاول والاخير له، نرى سيطرة كلية لحزب الله عليها وللنظام السوري، واليوم نرى انه مهما عملنا اي اذا سلحنا الجيش من سوريا او ايران، فالامر سيان، لان ايران هي المسيطرة.

ويضيف:quot; كيف نفسر اليوم عدم تعاطي الجيش بموضوع حماية المنازل في وادي خالد من إطلاق النيران، والسبب ان لا تعليمات عليا قد اعطيت له، وهذا برسم الجميع اي رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي.

وخلال الفترة السابقة نأينا من قبل فريقنا السياسيعن موضوع الجيش في لبنان، وجعلوه يسقط في حضن حزب الله والسوريين وايران، فاليوم اذا ما تم تسليح الجيش من ايران ام لا فالموضوع تفصيلي.

ولدى سؤاله في حال تم تسليح الجيش من ايران فهل نشهد انقسامات داخل الجيش بين السنة والشيعة؟ يجيب:quot; اعتقد ان الشعب اللبناني مع الجيش موحد، هناك بعض الاشخاص الذين في رؤوسهم مرض، يتكلمون عن الطائفية والمذهبية، هؤلاء مرتبطون بمصالح معينة مع جهات ايرانية ام سورية، بكل الاوضاع نحن داخل المؤسسات اصبح لدينا وحدة.

واذا تحدثنا عن انقسام الجيش فالامر غير صحيح، لان هناك وحدة حقيقية، وغيرة على التراب الوطني.

وردًا على سؤال هل يعزز تسليح الجيش اللبناني من ايران ما يسمى المحور السوري الايراني فيه؟ يجيب المرعبي:quot; تمت السيطرة على البلد، وتمت السيطرة على مراكز الامن العام، من خلال تغيير الضباط الموجودين ووضع ضباط آخرين مكانهم يعتبرون تابعين للجهات المعروفة، ومثلاً الامن العام في طرابلس اكبر دليل على ذلك، وتم استبدال احد الضباط من آل الايوبي مع احد الضباط من عائلة نصرالدين ومعروفة تبعيته.

ولدى سؤاله هل يوافق رئيس الجمهورية اليوم على تسليح الجيش من ايران؟ يجيب:quot; من استحلى مات، فكل شيء يمشي بهذا الاتجاه، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل المسؤولين يدورون في فلك حزب الله.

خبير استراتيجي

بدوره تحدث الخبير الاستراتيجي الياس حنا لإيلاف فقال:quot;دائمًا من أين يأتي السلاح الى لبنان فلا مشكلة لدينا، ويضيف دائمًا من يهب السلاح لديه تأثير على البلد الذي يهبه السلاح، وعندما تمنح دبابة فلبنان بحاجة الى تدريب وذخيرة وتأهيل وكل هذا يربط لبنان بالاساس، فايران اصلا كانت مربوطة بأميركا وفي العام 1979 قاموا بعملية اصدار سلاح بأنفسهم.

ويضيف:quot; قبل ان نتحدث عن احتياجات الجيش من عتاد يجب ان نتكلم عن اي استراتيجية، ومن دونها لا يمكن التحدث عن سلاح، والاستراتيجية هي الفكرة التي تربط الاهداف بالوسائل، ولا استراتيجية حتى الآن في لبنان، وطلب السلاح يجب ان ندرس تاريخ الجيش وقدرته وما لدى اسرائيل وبعدها نقوم بالاستراتيجية، والطلب للسلاح يلي مرحلة تحديد الاستراتيجية الكبرى للبنان، او استراتيجية الامن القومي.

ولدى سؤاله تسليح ايران للجيش اللبناني هل سيكون على حساب تسليحها المعروف لحزب الله؟ يجيب حنا:quot; الاولوية بالنسبة لايران هو حزب الله، حزب الله تركيبته تختلف عن الجيش وأهدافه السياسية المطلقة تختلف كذلك عن الجيش اللبناني، وايران وسوريا تستطيعان تحريك حزب الله متى تشاءان والامر لا ينطبق على الجيش اللبناني، والاولوية لحزب الله، وهنا نوعية السلاح غير مهمة، لان حزب الله يقاتل بصواريخ عمرها 50 عامًا، ولكن تركيبته واهدافه واندماجه تختلف عن الجيش من هنا نجاحه اكبر.