يرى الكثيرون في عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل جلعاد شاليط إنجازًا كبيرًا لحماس وللشعب الفلسطيني ، وهذه العملية تأتي كثمرة للتحولات التي تشهدها المنطقة العربية عمومًا كما لها تأثير مباشر على تعزيز الاستقرار في المنطقة ولبنان بصورة خاصة.


بيروت: 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل جلعاد شاليط. هي صفقة تبادل الأسرى التي توصلت إليها quot;حماسquot; مع إسرائيل وهي واحدة من أهم الصفقات بين إسرائيل والجانب الفلسطيني.

وقال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يورام كوهين، إن صفقة تبادل الأسرى التي جرى التوصل إليها quot;لا تشمل إطلاق سراح عدد من كبار المسؤولين في الحركةquot;، مشيرًا إلى أن quot;مسؤولي حماس في الضفة الغربية الذين كانوا يقفون على رأس جهازها العسكري، مثل عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد وآخرين، سيبقون في السجن، ولن يطلق سراحهمquot;. كذلك أوضح كوهين أن quot;الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح مروان البرغوثي، لم يجر ضمّهما إلى الصفقة، وسيبقيان في السجنquot;.

مع ذلك، أكد كوهين أنه في موازاة إطلاق جلعاد شاليط، المتوقع أن يصل إلى إسرائيل الثلاثاء بحسب ما أورد التلفزيون، تشمل الصفقة في مرحلتها الأولى إطلاق quot;479 أسيرًا أمنيًا فلسطينيًاquot;، لافتًا إلى أن quot;من بين الأسرى الذين سيحررون في هذه المرحلة 279 محكومًا بالسجن مدى الحياة، و110 أسرى يطلق سراحهم إلى مدنهم في الضفة الغربية وشرق القدس، من بينهم 55 من حركة حماس، والبقية من حركة فتح ومنظمات فلسطينية أخرىquot;.

حول هذا الموضوع يقول المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور لإيلاف ان صفقة التبادل بين اسرائيل وحماس تشكل بحجمها وتوقيتها والظروف التي تمت فيها، إنجازًا تاريخيًا لحركة حماس خصوصًا وللشعب الفلسطيني عمومًا، فهي اولاً جاءت بعد مفاوضات صعبة استمرت اكثر من 5 سنوات، شهدت حربًا كبرى على غزة وحصارًا طويلاً واعتداءات مستمرة، وضغوطًا دولية وعربية الى حد كبير، وبالتالي اثبت خلالها مفاوضو حماس ومعهم اهل غزة وكل الشعب الفلسطيني، عن صلابة وبراعة وقدرة على ابقاء هذا الاسير محتجزًا لديهم طيلة هذه السنوات، ورغم صغر حجم قطاع غزة من جهة وكبر الضغوط التي مورست عليه من جهة اخرى.

ويضيف بشور:quot; ثانيًا جاء هذا الانجاز ليؤكد وحدة الشعب الفلسطيني بل وحدة الاراضي العربية المحتلة عام 1967، فقد شمل اسرى من الاراضي المحتلة عام 67، والمغتصبة عام 48، ومن القدس بالاضافة الى الجولان العربي السوري، وهو امر لم يكن فعلاً على حكومة تل ابيب ان توافق عليه، وجاء هذا الانجاز ايضًا كثمرة من ثمرات التحولات المهمة التي يشهدها الوطن العربي لا سيما في مصر، فمنذ هذا الاتفاق لم يكن ممكنًا قبل ثورة 25 يناير في مصر، كما لم يكن ممكنًا قبل ضرب البعثة الاسرائيلية والاحساس العالي بالارتباك لدى السلطات الاسرائيلية، كما ان اهمية هذا الانجاز تأتي في انه يعتبر بمثابة اعلان مشرف، عن نهاية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، في نهاية عام 2008 وبداية 2009، فتلك الحرب كما حرب تموز/يوليو عام 2006، كان هدفها المعلن، هو استعادة الاسير جلعاد شاليط، كما كان هدف الحرب الاسرائيلية على لبنان استعادة الجنديين الاسيرين، وكما لم تحقق الحرب الاولى على لبنان هدفها، فان الحرب الثانية ايضًا على غزة لم تحقق هدفها، بل على العكس من ذلك، جاءت عملية التبادل هذه في غزة لتتوج انتصارًا للمقاومة تمامًا كما جاء تسليم عميد اسرى العرب سمير القنطار للمقاومة اللبنانية عام 2007 انتصارًا لهذه المقاومة.

على لبنان

ولدى سؤاله كيف تؤثر هذه العمليةفي المنطقة ككل وعلى لبنان بصورة خاصة؟ يجيب بشور:quot; من دون شك هذه العملية يجب ان نقرأها في سياق متواصل ومتفاعل، هو السياق ذاته للصراع العربي الاسرائيلي، فهي خطوة الى الامام لصالح خط المقاومة والتحرير، وهي تأكيد ان اسرائيل لا تفهم الا لغة المقاومة والمواجهة والصمود، فمن شأن هذه العملية ان تعزز من ثقافة المقاومة ونهجها، كما ان هذه العملية كمعركة الاعتراف بدولة فلسطين في الامم المتحدة، وكمعارك اخرى تم خوضها في السنوات الاخيرة جاءت ايضًا لتؤكد ان قضية فلسطين ما زالت البوصلة التي ينبغي ان توجه كل تحرك عربي، في لبنان من دون شك كل ما من شأنه ان يعزز من نهج المقاومة مع اسرائيل ان يعزز من الاستقرار في لبنان، وان يبعد شبح التهويل والتهديد الاسرائيلي عليه وخصوصًا انه يومًا بعد يوم يبرز التكامل بين المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والعراق امتدادًا الى افغانستان ويتحول هذا التكامل الى حقيقة لا تنحصر تأثيراتها في بلادنا ولا على مستوى اسرائيل، وانما تمتد لتصل الى داخل الولايات المتحدة الاميركية نفسها، حيث تعيش مدنها هذه الايام خريفًا اميركيًا بكل ما تعني كلمة الخريف من معاني الشيخوخة للنظام الاميركي الحالي.