يتحضر قسم من عائلة التميمي الفلسطينية لاستقبال ابنهم التابع لحركة فتح الذي كان معتقلاً مدى الحياة في إسرائيل، فيما يتولى قسم آخر استقبال خطيبته التابعة لحركة حماس والتي بدورها سيفرج عنها ضمن صفقة تبادل الاسرى. ومن جهتها، ايّدت غالبية الاسرائيلين هذه الصفقة التي سيفرج بموجبها عن الجندي جلعاد شاليط.


النبي صالح: تستعد عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية لاستقبال ابنها نزار الذي كان محكوما بالسجن مدة الحياة لدى اسرائيل وهو من حركة فتح فيما اوفدت قسما اخر منها الى الاردن لاستقبال خطيبته احلام التميمي التي كانت محكومة بالسجن 16 مؤبدا وتنتمي الى حماس.

ونزار (38 عاما) واحلام (31 عاما) هما ضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطلق اسرائيل سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

وقد عملت اسرائيل وحماس الاحد على اتمام التحضيرات الاخيرة تمهيدا لعملية تبادل اسرى غير مسبوقة مقررة الثلاثاء بينهما تتسلم اسرائيل بموجبها شاليط المحتجز في غزة منذ اكثر من خمس سنوات، مقابل مجموعة اولى تضم 477 اسيرا فلسطينيا.

وستفرج اسرائيل لاحقا في غضون شهرين عن مجموعة ثانية تضم 550 اسيرا فلسطينيا.

ونزار ينتمي الى فتح وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب مشاركته في عملية قتل مستوطن اسرائيلي في بداية التسعينات، في حين ان احلام تنتمي الى حماس وشاركت في تقديم المساعدة لفلسطيني نفذ عملية انتحارية في احد المطاعم الاسرائيلية في العام 2001.

وعايش محمود التميمي شقيق نزار تفاصيل العلاقة بين نزار واحلام كونه امضى اربع سنوات داخل السجون الاسرائيلية والتقى مع شقيقه نزار. وسبق ان التقى احلام في الاردن قبل ان ان يتم اعتقاله.

وقال محمود لوكالة فرانس برس quot;قصة نزار ابن فتح واحلام ابنة حركة حماس هي تعبير عن حقيقة الشعب الفلسطيني المتوحد، والانقسام القائم هو الحالة الشاذةquot;.

وتحدث محمود عن لقائه باحلام ابنة عمه في الاردن فيما كان نزار في السجن قائلا quot;وجدت تلك الفتاة المرتبطة بمشاعرها كاملة مع فلسطين، ووجدت انها تعلق صور نزار في غرفتها، لان نزار عنى لها القضية التي تحبهاquot;.

واضاف quot;طلبت مني في العام 1998 ان اؤمن لها تصريحا للدراسة في جامعة بيرزيت، وهذا ما تم، وصلت احلام الى الاراضي الفلسطينية وانخرطت في التعليم الجامعيquot;.

وبعد اعوام اعتقل محمود في السجون الاسرائيلية وحكم عليه بالسجن اربع سنوات في حين ان احلام اعتقلت وهي في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، وحكم عليها بالسجن 16 مؤبدا.

وقال محمود quot;التقيت شقيقي نزار في السجن ولم يكن يمضي يوم الا ويبعث الى احلام رسالة من خلال الصليب الاحمر، وحملت هذه الرسائل مشاعر حب واشتياق ووطن وحريةquot;.

وتابع quot;وبعد ذلك بعثنا انا ونزار الى والدي برسالة نسأله فيها بان يتقدم رسميا الى والد احلام بخطبتها، بعد ان حكم على احلام بالسجن 16 مؤبدquot;.

ويؤكد محمود ان ارتباط نزار مع احلام لم يكن بناء على رغبة العائلة بقدر ما كان بناء على رغبة الاثنين من خلال التواصل عبر الرسائل.

وقال quot;ارتبط الاثنان رغم واقعهما المعقد، الا ان الامل لم يغب عنهما لحظة بانهما سيلتقيان يوما ماquot;.

وقبل خمس سنوات تقدمت اسرة الشاب نزار بطلب يد الشابة احلام لابنهم نزار، وسط حضور كبير من قبل الاهل لكن بغياب العروسين اللذين كان يقضيان عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وتقول افتخار عارف شقيقة احلام quot;لم نكن نأمل ان يتم اطلاق سراح احلام ونزار، ولكن الحمد لله تم ذلك وعلمنا ان اسم الاثنين ضمن الصفقة، لذلك بدأنا بترتيب حفلة لهما، هنا في النبي صالح وفي الاردنquot;.

وسيتم اطلاق سراح نزار الى بيته في النبي صالح، الا ان احلام سيتم ابعادها الى الاردن حيت يتواجد والدها وشقيقها.

ولم يسبق للعروسين نزار واحلام ان التقيا الا مرة واحدة حينما كان نزار داخل السجن وزارته احلام في السجن. وقام الاهل بتركيب صورة تجمع بين الاثنين وتم تعليقها في منزل الفتاة احلام التميمي.

ويقول حلمي التميمي ابن اخت احلام، الذي يعمل في لجنة مواجهة الاستيطان في قرية النبي صالح quot; خطبة نزار مع خالتي احلام، هو اكبر دليل على وحدة الشعب الفلسطيني، فنزار من فتح واحلام من حماس، وهذا نموذج للامل والحب ووحدة الشعب الفلسطينيquot;.

ولم تكن احلام تحمل بطاقة هوية فلسطينية حينما ساعدت على تنفيذ العملية، الا انها حصلت عليها وهي داخل السجن الامر الذي اعطى العائلة الامل بامكانية ان تعود احلام الى النبي صالح بعد ابعادها الى الاردن.

وتقول شقيقتها افتخار quot;سنكمل ترتيبات الزواج بين احلام ونزار، فاذا لم تتمكن احلام من العودة الى النبي صالح فقد يتمكن نزار من التوجه الى الاردنquot;.

من جهته، قال الشاب حلمي quot;ان نزار سيخرج دون التقيد باجراءات امنية مثما فرضت اسرائيل على اخرين، وهذا ما يعطينا الامل بان يتمكن من التوجه الى الاردن والالتحاق بعروسه هناك بين اهلهاquot;.

وقد جهزت عائلة التميمي نفسها كي تتوجه الى الاردن للاحتفال بزواج ابنها نزار في حال تمكن بعد تنفيذ صفقة التبادل من التوجه الى المملكة.

ويقول شقيقه محمود ان محاولات العائلة بدأت من الان لترتيب حفل زواج نزار باحلام، في الاردن.

صفقة شاليط تحصد تأييد أغلبية الإسرائيليين

كشف استطلاع للراي نشرت نتائجه صحيفة يديعوت احرونوت الاثنين ان الغالبية العظمى من الاسرائيليين توافق على صفقة تبادل الاسرى مع حركة حماس التي سيطلق سراح الجندي جلعاد شاليط بموجبها لقاء الافراج عن دفعة اولى تضم 477 اسيرا فلسطينيا.

ووفقا للاستطلاع فان 79% من الاسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاليط مع 1027 اسير امني فلسطيني امني بينما يعارض 14% فقط العملية.

ومن المتوقع تنفيذ المرحلة الاولى من التبادل الثلاثاء حيث سيتم اطلاق سراح شاليط الذي سيعود الى اسرائيل بعد احتجازه خمس سنوات في قطاع غزة، مقابل اطلاق سراح 477 معتقلا فلسطينيا.

وتلقت المحكم العليا الاثنين اربعة طعون قدمتها عائلات اسرائيلية قتل اولادها في هجمات ومجموعة تمثل ضحايا هجمات، باعتبار ان اعادة اطلاق السجناء مقابل جندي اسرائيلي واحد امر غير متناسب ويعرض حياة الاسرائيليين للخطر.

ولم يسبق ان رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية اي قرار حكومي للافراج عن سجناء ضالعين في هجمات مسلحة.

واشار 50% من المستطلعين الى انهم يخشون من انعكاسات سلبية لاطلاق سراح المعتقلين على امن وسلامة المواطنين الاسرائيليين بينما قال 48% انهم لا يخشون ذلك وانهم يثقون بالقوى الامنية.

واجري الاستطلاع الاحد على عينة تمثيلية مؤلفة من 500 شخص من اليهود والعرب مع هامش خطا بنسبة 4,4%.

وعندما طلب من الاشخاص المشاركين في الاستطلاع وصف سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في اتمام الصفقة مع حماس راى 43% انه تصرف quot;كالمعتادquot; بينما قال 49% انه رضخ للراي العام.

وافاد استطلاع اخر اجرته القناة التلفزيونية العاشرة ان 69% من الاسرائيليين يدعمون الصفقة بينما يعارضها 32%.

ومن المتوقع ان يطلق سراح شاليط الذي اسر على تخوم قطاع غزة عام 2006 مقابل المجموعة الاولى من 477 معتقلا فلسطينيا الثلاثاء بينما سيتم اطلاق سراح المجموعة الثانية المؤلفة من 550 معتقلا في غضون شهرين.

ويعود لاسرائيل ان تحدد الاسرى المشمولين في المجموعة الثانية، وهي لم تعلن بعد اسماءهم ولكن لدبلوماسيا مصريا افاد ان مصر طالبت منذ عام 2007 بان يكونوا اعضاء في حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس