القذافي كان يهذي حين وقع في قبضة الثوار متسائلا quot;ماذا يجري؟ ماذا فعلت؟ لا أحد يُصدقquot;.وما حدث بعد ذلك يبقى ملتَبسا، ولكن القذافي أُصيب في وقت ما بعد القبض عليه برصاصة في الرأس، هي سبب الاتهامات في إعدامه دون محاكمة.


الليبيون فرحون بعد مقتل القذافي

هل قُتل العقيد معمر القذافي متأثرا بجروح أُصيب بها خلال محاولته الفرار أم أُعدم بلا محاكمة؟

بدأت طاحونة التكهنات تعمل بسرعة مضاعفة ما إن بُثت في أنحاء العالم مشاهد الزعيم المخلوع بقبضة الثوار ثم صوره مقتولا، وخاصة ما إذا توفي متأثرا بجروحه خلال غارة شنتها طائرات حلف شمالي الأطلسي أو في المعركة التي اندلعت عقب الغارة بين رجاله وقوات المجلس الانتقالي.

من بين الأدلة المتاحة على الطريقة التي قُتل بها القذافي شريط فيديو يظهر فيه القذافي حياً بعد القبض عليه ثم يظهر في لقطة تالية وقد فارق الحياة.

وبُثت عدة لقطات خاطفة على الهاتف الخلوي يظهر فيها القذافي قادرًا على استخدام ساقيه بعد وقوعه بيد الثوار، بما في ذلك القذافي يرفع يده الى حنجرته، ثم القذافي بلا روح بعد وضعه على متن شاحنة بك آب.

وفي حين أن نوعية هذه اللقطات رديئة فالواضح ان القذافي كان في اللقطات الأولى على قيد الحياة ينزف من جرح على الجانب الأيسر من رأسه بموازاة عينه اليسرى.

وفي لقطات جامدة بعد مقتله، أُخذت في سيارة إسعاف، تظهر جروح عديدة بينها جرح دائري كبير قرب صدغه الأيسر، وجرح وسط جبهته وجرح طولي قرب حنجرته. كما تنقل صحيفة الغارديان عن اطباء وشهود عيان وجود جرح في الصدر قد يكون الجرح القريب من حنجرته.

وتحدث اطباء كانوا في سيارة الاسعاف مع القذافي عن جرح اطلاقة نارية في الرأس وآخر في الصدر رغم انه ليس معروفا ما إذا أُصيب بهما قبل القبض عليه أو بعد وقوعه بأيدي الثوار إزاء الدليل على وجود جرح في الرأس لدى القبض عليه، كما أكد المجلس الانتقالي الليبي نفسه.

وتشير اقوال مسؤول في المجلس الانتقالي ومقاتل تحدث على شاشة التلفزيون الى اصابة القذافي بطلقة عيار 9 ملم quot;بعدquot; إلقاء القبض عليه.

ويصعب من الصور التي التُقطت بعد مصرع القذافي أن يُحدد متى أُصيب القذافي في صدغه الأيسر أو نوع الذخيرة.ومن الواضح ان القذافي كان مصابا في الرأس عند القبض عليه. وفي غالبية المقاطع المتوفرة من اشرطة الفيديو هناك أدلة على نزف دموي من جانب وجهه الأيسر مضرجا كم قميصه، حتى عندما كان لم يزل حيًا.

والمعروف ان الإصابات الناجمة عن اطلاق النار من مسافة قريبة، عادة بطريقة الاعدام، تكون ذات شكل مغاير، وكثيرا ما تبدو quot;نجماquot; يحيطه quot;وشمquot; من البارود وآثار أخرى.

ولكن هذا ليس ظاهرا مما يمكن تبينه من جرح الصدغ.ومن المتعذر الحكم من الصور المنشورة من سيارة الاسعاف بعد مقتل القذافي إن كان هناك جرح آخر من مكان خروج الطلقة ولكن يبدو ان كيسا بلاستيكيا وُضع قرب المكان المتوقع لخروج الرصاصة.وعموما فان من الصعب الآن القول كيف أُصيب القذافي بهذا الجرح ومن أي مسافة ومتى أو حتى في أي ظروف.

وفي الصور التي التُقطت للقذافي على متن الشاحنة الخفيفة يبدو فاقدا للوعي، لكنه ينزف بغزارة من رأسه.

ومن الأشرطة المتوفرة ما يبدو هجوم حشد من الأشخاص على القذافي، وهو مطروح أرضا. والمشكلة في هذه اللقطات أنها لا تبين على وجه التأكيد إن كان القذافي حيا أو ميتا في هذه الوضعية.وفي مقاطع أخرى يظهر القذافي حيا يرتدي بدلة صفراء اللون، وفي لقطة أخرى نُزع قميصه، الأمر الذي يشير إلى أخذها ربما بعد ان فارق الحياة.

في غضون ذلك نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المقاتل محمد الحويجي (20 عاما) من مصراتة أن القذافي كان يهذي حين وقع في قبضة الثوار متسائلا quot;ماذا يجري؟ ماذا فعلت؟ لا أحد يُصدقquot;.وما حدث بعد ذلك يبقى ملتَبسا، ولكن القذافي أُصيب في وقت ما بعد القبض عليه برصاصة في الرأس، هي سبب الاتهامات بإعدامه دون محاكمة ولا سيما ان قادة الثوار قالوا إن القذافي أُصيب في الرأس خلال اشتباك بالأسلحة النارية، بحسب الديلي تلغراف.

رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل قال في حديث لمجلة تايم ان الطريقة التي قُتل بها القذافي لا تهم الشعب الليبي كثيرا طالما أنه اختفى من المشهد. ولكن جبريل أضاف أنه شخصيا يشعر بخيبة امل لأن القذافي لن يحاسب على اعماله في محكمة.وقال إن مقتل القذافي quot;يعني الكثيرquot;ـ واصفا عهده بالكابوس الطويل الذي حُرم فيه الشعب الليبي من التنمية الحقيقية.

وكان جبريل أكد لمجلة تايم انه قرر ان يكرس طاقاته لاعادة بناء منظمات المجتمع المدني مع التركيز على قضايا المرأة والتعليم.

وقال رئيس المكتب التنفيذي الذي يقوم عمليا بمهام رئيس الوزراء إن هناك مهمات ملحة في الوقت الحاضرـ على رأسها إعادة اللحمة بين الليبيين بعد عقود من الدكتاتورية التي لعبت على المحاباة والمناطقية وثمانية أشهر من الحرب الأهلية.وكانت ميليشياتمختلفة من شرق ليبيا وغربها اعلنت اصرارها على تولي حقائب حساسة في الحكومة الجديدة مكافأة على دورها.

وقال جبريل ايضا إنه سيتعين على الحكومة الجديدة أن تكبح أي نزعات ثأرية قد تدفع بعض الليبيين إلى الانتقام من الموالين للقذافي بعد عقود من القمع. واعترف بأن هذا قد لا يكون سهلا. ودعا جبريل الى quot;عدالة انتقاليةquot; والامتناع عن اللجوء الى الأعمال الانتقامية والتوجه الى القضاء لاعادة حقوق من صودرت ممتلكاتهم في زمن القذافي أو ذوي الضحايا أو المعتقلين.