رأى ناشطون سوريونأن مقتل القذافي جددالأمل بنجاح ثورتهم

رأى ناشطون سوريون في مقتل القذافي عدالة الشعوب الصارخة التي أعادت دفق الأمل بنجاح الثورة السورية. واعتبروا أن المجتمع الدولي بعد التخلّص من القذافي، ومع الضغط على الرئيس اليمني بقرار مجلس الأمن الأخير، سيتفرّغ الآن لمواجهة نظام الأسد.


إسطنبول: رأى ناشطون سوريون في تصريحات خاصة لـquot;ايلافquot; أنّ نهاية معمّر القذافي المروّعة، شكّلت عدالة الشعوب الصارخة، وأشاروا إلى أن مؤيدي بشار الأسد وشبيحته يعلمون أنّ الأنظمة العربية باتت اليوم بين أيدي quot;الجرذانquot; وquot;الجراثيمquot;.

فاعتبر الإعلامي السوري إبراهيم الجبين في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن الشعب السوري quot;أصرّ طيلة شهور الثورة على التزام السلمية، والابتعاد عن العنف والعقل الثأري، وامتيازه هذا جعل من ثورة السوريين أكبر الثورات في العصر الحديث، وأكثرها تأثيراً في وعي الأمم، فلا يصدّق المتابعون أن أحياءً مثل بابا عمرو تُقصف بالمدافع نهاراً، وترخ فيها المظاهرات ليلاً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، ليغنوا (سكابا يا دموع العين سكابا...على شهدا سوريا وشبابا)quot;.

وأكد أن quot;هذا كلّه لم يمنع السوريين من فهم الرابط الكبير ما بين الحالة السورية والحالة الليبية، فهم يدركون تماماً أن نظام بشار الأسد حاول تأخير انطلاق ثورتهم على الأرض السورية، حين أرسل الطيارين السوريين لقصف الشعب الليبي من سماء طرابس وبنغازي والزاوية ومصراتهquot;، وفق اعتباره، quot;ويدركون أن التنسيق بين النظامين لم يبدأ الآن، ولكن منذ سنوات حكم الأسد الأب وقذافي الثمانينيات، حين أحكم الاثنان القبضة على لبنان، عسكرياً وثقافياً وسياسياً ومالياًquot;.

ورأى الجبين أن quot;نهاية القذافي المروّعة، ومقاطع الفيديو التي سرّبت في ما بعد، على دمويتها وعنفها الكبيرين، شكّلت عدالة الشعوب الصارخة والساطعة، ويعلم السوريون أن مشهداً كهذا، إنما يجعل أسنان الأسد الابن تصطك ذعراً، من مواجهة المصير نفسه، ويعلم السوريون ممن يخرجون في مظاهرات الثورة، أن مؤيدي الأسد وشبيحته، برؤيتهم القذافي متروكاً بين أيدي (الجرذان) إنما يمثّل رمزهم وقائدهم بشار الأسد بين يدي (الجراثيم) وإن تأخّرت اللقطة...وأجّل المشهد...وهذا الأمر قام بالفعل بتغيير لغة الخطاب عند هؤلاء، إذا راقبنا التحولات السريعة، فانتقل الذعر إلى صفوف الشبيحة ومن يؤيد النظام في سوريا، من أصحاب المصالح والمنتفعين، ولا تجدي مواجهة عجلات التاريخ، مهما كان البطش عنيفاً وعظيماًquot;.

لفت الجبين، الذي قدم استقالته من عمله في الإعلام الرسمي السوري، إلى أن quot;ما يحصل تحت الأرض في سوريا الآن، هو تدفّق كبير للأمل بنجاح الثورة، وزيادة في نشاط العاملين فيها، والمحركين لآلياتها في الصفوف الخلفية، وهم شبابٌ مدهشٌ، يمتلك أرفع الذهنيات، وأبعدها عن الطائفية والعنصرية والتعصب، وينظر إلى المستقبل كواقعٍ مؤكد، وليس كاحتمال...ويعلم هؤلاء بأن المجتمع الدولي بالتخلّص من القذافي، ومع الضغط على الرئيس اليمني بقرار مجلس الأمن الأخير، سيتفرّغ الآن، لمواجهة ما يفعله بشار الأسد بشعب سوريا الشجاعquot;.

وحول ذلك، قال الناشط السياسي السوري إبراهيم بدرخان في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; إن quot;ما يدور في العالم العربي اليوم لم يكن وليد الصدفةquot;، ورأىquot; أن الرأي العام العربي، وخاصة خلال التسعينات من القرن الماضي، وإبان احتلال العراق بدأ يتقارب في الرؤية من المسائل العامة والأحدات التي تعصف في المنطقةquot;.

ولاحظ ذلك quot;من خلال الإحصائيات والإستفتاء على شبكات الإنترنت، حيث وصلت نسبة التقارب في الرأي من 70 إلى 80 في المائة. ونرى هذا واضحًا حتى في المواقع المقربة من السلطاتquot;. وأشار إلى أننا quot;اليوم نرى أن الشعوب العربية قررت تغيير حالة الركود التي تعيشها مجتمعاتنا، وكانت قد علمتنا الحركات والأحزاب القومية بأن أي ألم في الوطن العربي يتداعى له كامل الجسدquot;.

وقال بدرخان: quot;رغم أن هذه الأحزاب والحركات القومية بدأت تتكلم بصيغة أخرى وتنكر التداعي والألم في الجسد الواحد، وتروّج أن لكل بلد خصوصيات، إلا أن الوضع في سوريا يختلف عن الوضع في تونس. وبدأت الشرذمة والتنكر لوحدة المصير، وما إن اشعلت شرارة بوعزيزي الثورة في تونس، حتى بدأت الشعوب العربية تنتظر اللحظة التاريخية لإشعال الثورات، وتغيير مسار السياسات العربية، والتي تنعكس في جلالة ووضوح في مواقف الجامعة العربية الميتة والمهترئة كقرارها الأخير حول الوضع في سورياquot;.

لكنه رأى quot;أن الشعوب العربية توحدت بدون حكامها الذين وقفوا عائقًا في تقارب ووحدة الصفوف، وتقاربت في همومها ومشاكلها وتداعياتها. وبالفعل إن أي حدث يصيب جسد هذه الشعوب صار له تأثير مباشر على شعوب المنطقة، ولهذا اصطف الحكام العرب على دور رحليهم، فمنهم من هرب، ومنهم من يحاكم، ومنهم من حرق، ولن يتنازل مهما يكن، ولم يبق لنظامه إلا مسألة وقتquot;.

وأكد أن مقتل القذافي quot;جاء ليؤكد أنه لا محالة من رحيل الأنظمة. وهذا الرحيل أجّج مشاعر الشارع السوري، وأضاف إلى حماسه وتصميمه قوة معنوية كبيرة. ورغم اختلاف الآراء عن نهايته بين مقتله ومحاكمته، يعتبر بدرخان أن الغالبية متفقة على أن رحيله سيشجّع الشعوب العربية الأخرى لتمضي قدمًا في إسقاط بقية الأنظمة، والحبل على الجرار، وكل له دور ووقت مقبل، رغم أنه كان من الأفضل أن تتم محاكمته لكي لا تختفي أمواله وتنكشف علاقاته مع ساركوزي وبيرلسكوني ومع حسناواتهquot;. وأضاف إن قتله دفن معه الكثير من المسائل، ومنها تعاونه مع النظام في سوريا وقمع للمظاهرات.

من جانبه، قال معتز شقلب رجل الأعمال السوري الأمين العام لتيار الكرامة السوري في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن مقتل القذافي أعاد إلى الثورة في سوريا قوتها وعنفوانها، وأرسل رسالة واضحة أنه مهما بلغت قوة الطاغيين، إلا أن إرادة الشعب هي التي تنتصر في نهاية المطافquot;.

وأكد أن quot;مقتل القذافي قذف الرعب لدى أركان النظام السوريquot;، مؤكدًا: quot;أنا أكاد أراهم يتهامسون عن الطريقة التي سيقفزون منها من سفينة النظام تاركين الجزار يواجه مصيره وحدهquot;.

الى ذلك، اعتبر الناشط السياسي السوري عمر قسوم في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن تأثير موت القذافي واضح، وقال هو quot;خطوة إلى الأمام للثوار السوريينquot;،وأكد quot;بمعنى آخر هو نافذة أمل جديدة، وضوءها قوي باتجاه النصرquot;.