يروي سينمائي بريطاني اعتقل في سوريا كيف كان يسمع اصوات التعذيب التي تقشعر لها الأبدان.


السينمائي البريطاني يشيد بشجاعة السوريين بعد ما عايشه خلال الاعتقال

كان السينمائي البريطاني شون ماكالستر يغطي احداث الانتفاضة السورية للقناة التلفزيونة الرابعة في بريطانيا حين اعتُقل من احد مقاهي دمشق مؤخرًا. وأُخذ ماكالستر مع مرافقه السوري، جهاد، معصوبي العينين في سيارة انطلقت بهما في شوارع المدينة.

وقال السينمائي البريطاني إنه أُجلس على كرسي في غرفة فارغة بمفرده. ومن الخارج كان يسمع اصوات ضرب في الغرفة المجاورة، أشخاص يُصفعون ويولولون من شدة الألم اثناء تعرضهم للضرب.

وكان ماكالستر اعتُقل مع عدد من خصوم نظام الرئيس بشار الأسد الذين وصف كيف كانوا يُعاملون من خلال وجوده بينهم. وقال في حديثه للبرنامج التلفزيوني الذي بثته القناة الرابعة إن المعتقلين quot;حين يؤخذون خارج الزنزانة، تُعصب عيونهم وتقيد أياديهم. وهم يؤخذون عبر الرواق، دون أن يعرفوا إلى أين يؤخذونquot;، مشيرًا الى فقدان الاحساس بالاتجاهات حين يكون المرء معصوب العينين، ويصبح المقابل مجرد صوت تسمعه quot;وعليك أن تراه على ركبة واحدة إذ تُجبر على الركوع على ركبة واحدةquot; مؤكدا أنها وضعية يصعب البقاء فيها طيلة ساعة من الاستجواب.

وتابع الاعلامي البريطاني أنه إذا كان المحققون غير راضين على معلومات المعتقل فانه يؤخذ في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل إلى غرفة التعذيب ويُجلد بسلك أو بنحو مئة حزام جلدي، أو ما يشبه quot;كرة كبيرة من الأحزمة الجلديةquot;.

واكد ماكالستر قائلا quot;رأيتُ هذه الأشياء التي يستخدمونها لأن السلك كان بجانب سريري ذات ليلة. وهو سلك ثقيل، وفظيع، ولا بد أنه كان يكسر العظامquot;.

quot;والصراخ، صوت انسان يُضرب بذلك، فترتجف وتختض. وتسمع صوتا لم تسمعه من قبل، أنا لم اسمعه من قبلquot;.
وأضاف انه رأى من قبل اشخاصًا موتى واشخاصا يحتضرون واشخاصا مقطوعي الرأس quot;ولكن هذا الصوت، صوت رجل ينحب، فظيع، ولا يقارن شيء آخر بهquot;.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ماكالستر أنه لا يعرف مصير مرافقه جهاد معربا عن خوفه على سلامة آخرين ساعدوه في تصوير فيلمه. وقال إنه لم يكن يعرف المخاطرة التي يقدم عليها هؤلاء السوريون الى أن عاش التجربة بنفسه معربا عن إعجابه بشجاعتهم.