القاهرة: وافقت سوريا على خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة متعهدة بوقف القمع في البلاد حيث اوقعت اعمال العنف الاربعاء 34 قتيلا.
وقال مسؤول في الجامعة العربية لوكالة فرانس برس ان سوريا quot;وافقت بلا تحفظات على الخطة العربية في مجملهاquot;.
واكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة موافقة دمشق على الخطة العربية لانهاء الازمة المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار/مارس والتي اوقعت وفقا للامم المتحدة اكثر من ثلاثة الاف قتيل.
وتلا بن جاسم القرار الذي اعتمده الوزراء العرب والذي نص على ان quot;الحكومة السورية وافقتquot; على الخطة العربية لوقف العنف وعقد مؤتمر حوار وطني مع كافة اطياف المعارضة. واضاف quot;المهم التزام الجانب السوري بتنفيذ هذا الاتفاق، نتأمل ونتمنى ان يكون هناك التنفيذ الجدي سواء بالنسبة ل(وقف) العنف والقتل او(الافراج عن) المعتقلين او اخلاء المدن من اي مظاهر مسلحة فيهاquot;.
وشدد على انه quot;اذا لم تلتزم سوريا فان الجامعة ستجتمع مجددا وتتخذ القرارات المناسبة في حينهquot;.
من جهته، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان quot;الهدف الحقيقي والرئيسي هو تقديم حل عربي ينقل رسالة واضحة ولها مصداقية الى الشعب السوري بأن هناك نقلة نوعية تؤدي الى وقف كافة انواع العنف وفتح المجالquot; امام منظمات الجامعة العربية ووسائل الاعلام لرصد ما يحدث في سوريا واجراء حوار وطني.
ووفقا لنص القرار، فان الخطة العربية تقضي اولا بمجموعة اجراءات على الارض هي:
quot;1- وقف كافة اعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين.
2- الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة.
3- اخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.
4- فتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداثquot;.
وينص القرار كذلك على انه quot;مع احراز تقدم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة في البند السابق تباشر اللجنة الوزارية العربية القيام باجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف اطراف المعارضة السورية من اجل الاعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني خلال فترة اسبوعين من تاريخهquot;.
ولم يحدد القرار مكان الحوار الذي كانت هناك خلافات حوله مع اصرار النظام السوري على ان يكون هذا الحوار في دمشق وتمسك المعارضة بانعقاده خارج سوريا.
وطلب المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا من تيارات المعارضة، الاربعاء من الجامعة العربية quot;تجميد عضويةquot; سوريا، مؤكدا ان دمشق ردت على عرض وساطتها quot;بتصعيد القمعquot;.
وقال المجلس في بيان ان quot;تصاعد القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبنا الصامد والذي اسفر عن مئات الضحايا خلال بضعة ايام يشكل الرد العملي للنظام على المبادرة العربيةquot;.
واكد المجلس انه quot;يثمن حرص العرب على حقن دماء السوريين وسعيهم الى تجنيب البلاد مخاطر التدخلات الاجنبيةquot;، متهما quot;النظام بانه رد كعادته على هذه الجهود بتصعيد مسلسل القتل والانتقام والاعتقال والتشريدquot;.
واضاف ان quot;السلوك الدموي للنظام (...) استخفاف بالجهود العربية الرامية الى حقن الدماء (...) واستمرار لنهجه في عمليات الاحتيال والمراوغة مما يجعلنا نشدد على أن النظام يحاول كسب الوقتquot;.
من جهة اخرى طالبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور برلين بتشديد الضغوط على دمشق.
وقالت ميركل quot;نرغب، واعني المانيا على الاقل، في ادانة اقوى (لسوريا) ولا سيما من الامم المتحدةquot;.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يزور ليبيا ان على الرئيس السوري بشار الاسد quot;تطبيق الاتفاق بالسرعة الممكنة كما تم الاتفاق عليهquot; مضيفا quot;لقد عانى الشعب الكثير لفترة طويلة وهذا وضع غير مقبولquot; مذكرا بحصيلة العنف التي بلغت بحسب الامم المتحدة اكثر من 3000 قتيل.
وفي لبنان دعت المعارضة اللبنانية الاربعاء الحكومة الى quot;التوقف الفوري عن دعم النظام السوريquot;، معتبرة ان quot;المخاطر الامنية تزدادquot; في لبنان مع quot;المنعطف الذي تدخله ازمة النظام السوريquot;.
ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان quot;نفذت مجموعات من المنشقين عن الجيش السوري عمليات نوعية في ريف حماة ردا على مجزرة الحولة التي نفذتها مجموعة مسلحة من قرى موالية للنظام ضد عمال في معمل ببلدة كفرلاها وذهب ضحيتها 11 عاملاquot;.
واضاف quot;في بلدة المضيق بريف حماة جرى تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة وسيارة للجيش السوري النظامي جنوب مشفى قلعة المضيق قتل خلالها سبعة من عناصر الجيش كما قتل 8 من عناصر الامن والشبيحة خلال مهاجمة منشقين حافلة وسيارة كانت تقلهم على الطريق بين قلعة المضيق وبلدة الصقيلبيةquot;.
كما قتل ثمانية مدنيين الاربعاء برصاص قوات الامن في احياء عدة في حمص التي تشهد عمليات عسكرية منذ اسابيع.
ويتعرض الرئيس السوري بشار الاسد لضغوط دولية وعربية متزايدة لانهاء العنف وتطبيق اصلاحات سياسية واسعة تلبي تطلعات المحتجين الذين يتظاهرون بصورة شبه يومية منذ منتصف اذار/مارس.