الخلية الإرهابية خططت لاستهداف جسر الملك فهد

أحبطت رياح الإنجاز الأمني القطري مخططًا إرهابيًا كان ينوي استهداف جسر الملك فهد الرابط بين مملكتي الخليج، وكذلك السفارة السعودية في المنامة ووزارة الداخلية البحرينية، وأزالت قوة الرياح الأمنية القطرية غيوم الخلافات بين الدوحة والمنامة بعد أشهر من الخلاف الصامت بينهما.


بعد أشهر على اشتعال نار التوتر البحريني ndash; القطري؛ جاء الإعلان الأمني من الدوحة، ومعه تدفقت مياه الخليج مطفئة جمرة الخلاف quot;الصامتquot; بين المنامة والدوحة، والمستفيد أمن السعودية والبحرين والخليج على العموم.

فبعد شهر على كشف محاولة لاغتيال السفير السعودي في أميركا عادل الجبير، عادت رياح الشرق الإيرانية محاولة اقتحام أسوار الخليج عبر بوابة المنامة، ومن خلال خلية بحرينية تتكون من خمسة أشخاص، عبر أربعة منهم إلى قطر، مخططين للتوجه نحو إيران وسوريا ومستهدفين في عودتهم السفارة السعودية ووزارة الداخلية البحرينية وجسر الملك فهد.

وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية على لسان متحدثهاالعميد طارق الحسن أنه تم ضبط خلية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية، وأشخاص في البحرين عبر تنسيق أمني مع الأجهزة الأمنية القطرية، التي كشفت عن الخلية.

إقرأ أيضاَ
احباط مخطط لاستهداف سفارة السعودية وجسر الملك فهد في البحرين

الحسن أوضح خلال مؤتمر صحافي أن الأمن القطري تمكن من القبض على أربعة مواطنين بحرينيين، كانوا دخلوا دولة قطر عبر الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية، وأثناء اتخاذ السلطات القطرية المختصة، إجراءات التفتيش الجمركية للسيارة التي كانوا يستقلونها، تم العثور على بعض المستندات والأوراق وجهاز حاسوب، تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية وتفاصيل عن بعض المنشآت والجهات الحيوية وحجوزات طيران إلى سوريا، كما تم العثور معهم على مبالغ مالية بالدولار الأميركي والتومان الإيراني.

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إلى أن السلطات الأمنية في دولة قطر اتخذت إجراءات التحقيق مع المتهمين، الذين أقرّوا بمغادرتهم البحرين بطرق غير مشروعة، بتحريض من آخرين، للتوجه إلى إيران عبوراً بدولتي قطر وسوريا، وذلك بقصد إنشاء تنظيم للقيام بعمليات إرهابية مسلحة في البحرين ضد بعض المنشآت الحيوية والأشخاص.

البحرين شهدت احتجاجات في شباط الماضي

رياح الإنجاز الأمني القطري جاءت متوازية ومتساوية في قيمة النجاح والفائدة، فلم تكن البحرين أو السعودية أو أمن الخليج فقط هم المستفيدون من ذلك، بل الإنجاز القطري بدّد غيوم الخلافات بين دولة الحراك العربي الحالي ومملكة الخليج الصغرى، التي أحدثتها قناة الجزيرة وفيلمها الشهير quot;الصراخ في الظلامquot; منذ شهر آب/أغسطس الماضي.

لم يأتِ الإعلان من أراضي قطر، بل جاء بموجب الاتفاقيات الأمنية التعاونية من أرض المنامة، التي لا تزال في طور لملمة بقايا الاحتجاجات ضد النظام الحاكم في المملكة، حيث تسلّمت السلطات البحرينية المتهمين الأربعة في اليوم الرابع من شهر تشرين الثاني الحالي لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية.

جمرة النار الكبرى، التي خلفتها القناة المثيرة quot;الجزيرةquot; بين صغيرتي الخليج، ولم تشفع لها المحاولات الخارجية المجاورة من إعادة ترتيب أوراق الدبلوماسية بينهما؛ قام بهذا الدور مبدأ quot;الأمن والمصير المشتركquot;، والأصابع الاتهامية تتجه نحو إيران، التي لا يزال صوتها يسري في دهاليز الظلام وبصورة البراءة.

وكانت السعودية أكثر الدول الأعضاء في منظومة الخليج تعرّضًا للإساءات من قبل طهران، وكانت فيها التصريحات الرسمية الأكثر حضورًا إلى جانب اعتداءات على البعثة الدبلوماسية السعودية، وتأتي حادثة الاعتداء المسلّح على القنصلية السعودية بعد أيام من انتقاد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الدول الخليجية إرسال قوات درع الجزيرة لحفظ الأمن في البحرين.

وقال حينها نجاد في تصريح له quot;أقول لبعض الذين أرسلوا قوات مسلحة إلى البحرين: إن بعض دول المنطقة أرسلت في الماضي قوات إلى جيران لها، ومن ثم يجب استخلاص العِبَر مثلما حصل لصدّام حسينquot;، وأضاف: quot;الولايات المتحدة ليست صديقة وفيّة لكم؛ فقد ضحّت في الماضي بأصدقائها؛ خصوصاً صدامquot;.

تسلسل الأحداث بدأ بعدما وجَّهت إيران تهديداً جديداً لدول الخليج في شهر تموز/يوليو، حيث قالت على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي إنها quot;لن تقف مكتوفة الأيديquot; تجاه إرسال جنود من قوات الخليج quot;درع الجزيرةquot; إلى مملكة البحرين. معتبرًا أن الهدف من دعم الخليج للبحرين بقوات مسلحة هو quot;إبادة الشيعةquot;.

دول الخليج تتفق في صياغة محتوى الأمن بين الدول الست الأعضاء الرئيسة، وليس أعمق من ذلك من المواقف المشتركة، خاصة في ما يتعلق بمحاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها، وحزمها على مواجهة ذلك بإصرار quot;لكل من تسوّل له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية، أو بثّ الفرقة بين أبناء الدولة أو المجلس الخليجي.

وبالعودة إلى تصريح المتحدث الأمني البحريني، فقد أعلنالبدء على الفور التحقيق معهم بمعرفة جهات التحقيق المختصة، وبسؤالهم عمّا هو منسوب إليهم من تهم، اعترفوا بأنهم كانوا يستهدفون جسر الملك فهد ومبنى وزارة الداخلية والسفارة السعودية في المملكة وأشخاصًا، كما اعترف المتهمون الأربعة على شخص خامس، اتضح أنه موجود في البحرين، وتم القبض عليه، وجرت إحالة المتهمين الخمسة إلى النيابة العامة.

البحرينيون عبّروا رسميًا عن تقديرهم للسلطات الأمنية القطرية على ما قامت به من جهود، وما قدمته من تعاون بناء بشأن ضبط هذه الواقعة، معتبرين أن ذلك quot;جسد التكامل القائم بين الأجهزة الأمنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةquot;.