دعا معارض سوري جامعة الدول العربية عدم استثناء أي طرف من المعارضة السورية في الاجتماع الذي أعلنت أنه سيتم خلال ثلاثة أيام بين الجامعة العربية والمعارضة السورية في حين أعلن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) عن مشاركته بهذا اللقاء.

المعارضة السورية ترحب بقرارات الجامعة العربية

ورحّب المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، بقرار جامعة الدول العربية، القاضي بتعليق مشاركة وفود سوريا في جامعة الدول العربية.

واعتبر quot;المؤتمرquot; في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، أن تعليق العضوية يستهدف النظام الحاكم، لا سوريا التي يتعرض شعبها الأعزل إلا من كرامته، إلى واحدة من أبشع حملات القتل في التاريخ الحديث. ويشيد quot;المؤتمرquot;، بما تضمنه القرار بـ quot;توفير الحماية للمدنيين السوريينquot;، وهو أمر بات حتمياً منذ بداية الثورة الشعبية السلمية العارمة في سوريا، بعد أن تأكد الأشقاء العرب ومعهم العالم أجمع، بأن نظام بشار الأسد، لم يوفر آلة واحدة من آلات القتل إلا واستخدمها ضد شعبه. كما أشاد البيان بالتحرك الفوري للاتصال بالمنظمات العربية المعنية بهذا الشأن، بما في ذلك الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، في مرحلة تتبع رفض النظام السوري وقف القتل.

وثمّن المؤتمر السوري للتغيير، دعوة جامعة الدول العربية لجميع أطراف المعارضة، للاجتماع في مقر الجامعة.

وأعلن quot;المؤتمرquot; بهذا الصدد، مشاركته في هذا الاجتماع، بغية الوصول إلى رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا.

وشدد quot;المؤتمرquot; في هذا المجال، على قناعته بحتمية توحيد الرؤية والجهود للمعارضة السورية، من أجل تحقيق الهدف الرئيسي، وهو زوال النظام اللا شرعي في سوريا بكل رموزه، بما في ذلك بشار الأسد، الذي يرفض منذ بداية الثورة كل المطالب العربية والدولية بوقف قتل شعبه الأعزل.

كما شدد المؤتمر السوري للتغيير، على ضرورة تسريع توقيع العقوبات الاقتصادية والسياسية العربية على نظام الأسد، بصورة لا تنال من الشعب السوري، بما في ذلك قيام الدول العربية الشقيقة بسحب سفرائها المعتمدين في دمشق.

وأهاب بكل الدول العربيةquot; أن تتخذ هذا القرار بأسرع وقت ممكن. ويؤكد في هذا الصدد على أهمية تجميد الأرصدة المصرفية العائدة لرموز النظام في الدول العربية، لأنها تساهم بصور مختلفة، في دعم الآلة العسكرية التي لم تتوقف ضد الشعب السوريquot;.

واعتبر المؤتمر السوري للتغيير،quot; أن دعوة جامعة الدول العربية للجيش السوري بعدم التورط في أعمال العنف وقتل المدنيين، تؤكد مرة أخرى حرص الاشقاء العرب، على الحفاظ على المؤسسات الوطنية السورية، التي تحولت على مدى أربعة عقود إلى مؤسسات خاصة بالنظام وأعوانه. ويشيد quot;المؤتمرquot; في هذا الشأن، برفض العسكريين الأحرار من كل الرتب في الجيش السوري، لأوامر قتل أهلهم من المدنيين العزلquot;.

وأكد المؤتمر السوري للتغيير، موقفه الثابت بعدم الحوار مع نظام بشار الأسد، وهو مستعد للدخول بمفاوضات تتعلق فقط بتنحي الأسد، وانتقال السلطة في سوريا إلى حكومة ديمقراطية انتقالية، تمهد الطريق لقيام نظام ديمقراطي مدني يضم كل فئات المجتمع في سوريا، وكل الأطياف السياسية. كما يرفض بصورة قاطعة أي دور لأي فرد (أو جهة) تلطخت أيديه بدماء الشعب السوري الحر.

يذكر أن المؤتمر السوري للتغيير، عُقد في أنطاليا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 31 أيار/ مايو و3 حزيران/ يونيو، بمشاركة أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة. وبلغ عدد المشاركين 420 شخصاً، انتخبوا في نهاية المؤتمر، هيئة استشارية مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة في سوريا ودعمها.

وكانت الهيئة الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذي المكون من 10 أعضاء. وقد طالب المؤتمر السوري للتغيير في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام السوري بشار الأسد من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالي، يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية في البلاد، بعد أن شدد المؤتمر على أن الشعب السوري يتكون من قوميات عديدة، عربية وكردية وآشورية وسريان وتركمان وشركس وأرمن وسواهم.

من جانبه، اعتبرشلال كدو قيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا أنه quot;لاشك ان قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا من الجامعة العربية وسائر مؤسساتها جاء متأخراً جداً، لكنها في كل الاحوال خير من ان لا تأتي، ومن شأن سلة القرارات هذه، ان يكثف الضغط على النظام الحاكم، ليكف عن خيار القمع والتنكيل بالمتظاهرين السوريين في طول البلد وعرضهquot;.

وأشار في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; الى مسألة في غاية الاهمية والحساسية، الا وهي دعوة الجامعة العربية السريع لأطياف المعارضة السورية للاجتماع في مقرها بالقاهرة، للتباحث حول المرحلة الانتقالية المقبلة، وخشى أن تقتصر هذه الدعوة على بعض الطيف السوري المعارض دون الآخر.

وتخوف أيضًا quot;من محاولة تهميش المكون الكردي وممثله الشرعي، المتمثل بالمؤتمر الوطني الكردي، الذي يعد عنواناً عريضاً للمعارضة الكردية المنظمةquot;.

وقال كدو quot;إن أي مؤتمر يصار الى عقده تحت خيمة الجامعة العربية بغياب ممثلي المجلس الوطني الكردي سوف يكون ناقصاً ومعتوهاً، ولابد من حضورالكرد من خلال مجلسهم الوطني الآنف الذكر، اضافة الى المكونات السورية الاخرى، كالآشوريين وسائر الطيف السوري المعارضquot;.

واضاف quot;ان استعداد الجامعة العربية بالاعتراف بالمعارضة السورية يعد مكسباً كبيراً للثورة السورية المستمرة منذ تسعة شهور، شريطة أن لا يستند هذا الاعتراف على مبدأ الانتقائية بين هذا الاطار السوري المعارض او ذاكquot;.

ورأى quot;أن تغييب المجلس الوطني الكردي وتهميشه من هذه الاجتماعات ومن هذا الاعتراف، سوف يكون بمثابة صدمة كبيرة لمكونات الشعب السوري، لأنها ستكون بداية لتأسيس سورية جديدة مكبلة بالعنصرية المقيتة، في حال صارت الأمور في هذا الاتجاه الاقصائي الشوفيني الخطير، الامر الذي لا يغير من المعادلة الحالية شيء سوى تغيير الواجهةquot;.