لندن: قالت صحيفة الحياة الصادرة في لندن أن المجلس العسكري المصري منزعج من نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها مصر، وبحسب الصحيفة فأن هذا الانزعاج سببه فوز الإسلاميين في هذه الانتخابات.
وقال الصحيفة:quot; رغم التزام المجلس العسكري في مصر الصمت تجاه نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها laquo;الإخوانraquo; والسلفيون، إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن النتائج سببت انزعاجاً وقلقاً داخل المؤسسة العسكرية، خصوصاً أن التوقعات في جولة الإعادة وكذلك في المرحلتين الثانية والثالثة تشير إلى زيادة فرص الإسلاميينraquo; إلى درجة تجعل حصول القوى المدنية على الثلث المعطل أمراً مشكوكاً فيه.

وأعلن رئيس اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات المستشار عبدالمعز إبراهيم مساء أمس نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي جرت في تسع محافظات، مشيراً إلى أن نسبة المشاركة فيها بلغت 62 في المئة. وأظهرت النتائج تفوقاً ساحقاً للإسلاميين، إذ نال حزب laquo;الحرية والعدالةraquo;، الذراع السياسية لـ laquo;الإخوان المسلمينraquo;، أكثر من 40 في المئة من الأصوات ونال حزب laquo;النورraquo; السلفي نحو 20 في المئة من الأصوات بالنسبة إلى القوائم، ويخوض مرشحون إسلاميون جولة الإعادة في كل الدوائر الباقية تقريباً على المقاعد الفردية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها laquo;رغم قبول الجيش للنتائج كونها تعكس إرادة الناخبين، إلا أن شعوراً بالقلق يسود المؤسسة العسكرية، خصوصاً أن التيار الإسلامي لديه حظوظ وافرة في محافظات الدلتا ومنها الدقهلية والغربية والشرقية التي سيجري فيها الاقتراع في المرحلتين الثانية والثالثة ويتوقع حصول المرشحين الإسلاميين فيها على نسب تفوق ما حققوه في المرحلة الأولىraquo;. واعتبرت أن laquo;النتائج تصعب من موقف الجيش في مواجهة الإخوان والسلفيين في معركة مدنية الدولة في الدستور بعد الانتخاباتraquo;.

ونقلت المصادر laquo;عتاباً من المؤسسة العسكرية على القوى المدنية التي ركزت جهودها في مواجهة المجلس العسكري واعتبرت أن معركتها مع العسكرraquo;. وقالت إن laquo;سبب تفوق التيار الإسلامي في المرحلة الأولى مرجعه حال الضعف والفرقة وعدم الاتفاق بين قوى التيار الليبرالي، وانشغالها بالعمل على مواجهة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رغم أن المجلس أرسل رسائل عدة بأن مشكلة العسكر ليست معهم، إلا أنهم لم يفطنوا لذلكraquo;.

ورأت المصادر أن laquo;الليبراليين اعتقدوا أن برحيل الجيش، ستخلو الساحة لهم، ولم يدركوا مدى ترابط التيار الإسلامي وخبرته الكبيرة في عملية الانتخاباتraquo;. ولفت إلى أن laquo;النتائج التي ظهرت حتى الآن لم تجعل القوى المدنية تعدل من مسارها وتغير من استراتيجيتها... والغريب أن نشهد، مثلاً، تحريضاً من أصوات ليبرالية لقوى التيار الإسلامي في شأن صلاحيات البرلمان المقبل يفوق ما صدر عن الإسلاميين من مطالب في هذا الشأنraquo;.

وإذ شددت المصادر على أن المؤسسة العسكرية laquo;ليست في صراع مع أي تيار وستتعامل في النهاية مع الأمر الواقعraquo;، إلا أنها أكدت أن laquo;المجلس العسكري يهمه في نهاية الأمر اتخاذ القرارات التي في مصلحة مصر، وأنه لن يتنازل عن أمرين هما وضع الجيش في الدستور الجديد ومدنية الدولة التي تعتبر خطاً أحمرraquo;.

نتائج اولية تؤكد التقدم الكبير للاحزاب الاسلامية

نشرت الصحف المصرية السبت نتائج بعض الدوائر التي جرت فيها الانتخابات البرلمانية الاثنين والثلاثاء والتي تؤكد الفوز المعلن للاحزاب الاسلامية وخاصة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين.

في مدينة بور سعيد، على مدخل قناة السويس، حصدت قائمة التحالف الديموقراطي بقيادة حزب الحرية والعدالة 32,5 في المئة من الاصوات يليه حزب النور السلفي مع 20,7 في المائة ثم حزب الوسط الاسلامي المعتدل مع 12,9 في المائة.

ولم يحصل حزب الوفد الليبرالي سوى على 14 في المئة من الاصوات كما فشل جورج اسحق مؤسس حركة كفاية واحد المعارضين الرئيسيين لنظام مبارك في الفوز بمقعد الفردي.

وفي محافظة البحر الاحمر، التي تضم العديد من الاماكن السياحية الهامة، حصل الحرية والعدالة على 30 في المئة من الاصوات اي ضعف ما حصل عليه تحالف الكتلة المصرية الذي يضم احزابا ليبرالية كما ذكرت صحيفة الاهرام.

وكانت اللجنة العليا اعلنت مساء امس نتائج المقاعد الفردية وقال رئيسها المستشار عبد المعز ابراهيم ان النتائج ستنشر على موقع اللجنة على الانترنت.

وشملت هذه المرحلة الاولى التي بدأت صباح الاثنين وانتهت مساء الثلاثاء ثلث محافظات مصر، اي تسعا من اصل سبع وعشرين محافظة، وهي القاهرة والاسكندرية ودمياط وبور سعيد وكفر الشيخ والاقصر واسيوط والفيوم والبحر الاحمر، وذلك لانتخاب 168 نائبا (56 بنظام الدوائر الفردية و112 بنظام القوائم) من اصل 498 نائبا يشكلون اجمالي عدد اعضاء مجلس الشعب.

ولم تنجح اي امراة في الجولة الاولى سواء في الفردي او القوائم الحزبية، وفقا لصحيفة المصري اليوم المستقلة. ونقلت الصحيفة عن نهال عهدي مرشحة الوفد ان خسارتها ترجع الى quot;الاحزاب والتيارات الاسلامية التي سيطرت على المجتمع المصريquot;.

وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة يشعر المعتصمون الذين اقتصروا على بضعة مئات بالمرارة والاحباط.

ويقول محمد القصاص (25 سنة) quot;كل الذين وثقنا بهم تخلوا عنا (محمد) البرادعي اختفى والاخوان بعد ان نجحوا في الانتخابات لم يعودوا معناquot;.

من جانبه يقول مصطفى عبد المنعم وهو عازف موسيقى في الحادية والثلاثين يراقب مدخل المخيم امام مقر رئيس الوزراء كمال الجنزوري quot;لم اشارك في الانتخابات لانني لم ار الديموقراطية بعد، والمرشحون لا يريدون سوى مصلحتهم وليس مصلحة الشعبquot;.