يرفض المسؤولون الأميركيون التطرق إلى سبب وقوع الطائرة التي أرسلت إلى إيران للكشف عن منشآت نووية هناك، مصرين أنها سقطت بسبب عطل فني طرأ عليها.


لندن:كانت طائرة التجسس بدون طيار التي تحطمت داخل الأراضي الايرانية مؤخرا تعمل في اطار برنامج مكثف لعمليات الاستطلاع تنفذه وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بارسال أصعب طائراتها التجسسية إلى ايران للكشف عن مواقع يُشتبه انها منشآت نووية، كما افاد مسؤولون غير اميركيين وخبراء اميركيين مطلعين على هذا النشاط.

وحتى هذا الاسبوع كانت هذه التحليقات على ارتفاعات شاهقة انطلاقا من قواعد في افغانستان من أشد النشاطات التجسسية التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية السرية في عمليات متعددة لجمع المعلومات عن ايران، ويرفض المسؤولون الاميركيون التطرق اليها. ولكن تحطم إحدى الطائرات بدون طيار على بعد نحو 170 كلم عن الحدود الايرانية مع افغانستان، كما قال مسؤولون ايرانيون، اماط اللثام عن البرنامج.


ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ان التحليقات التي تقوم بها الطائرة آر كيو. 170 من انتاج شركة لوكهيد مارتن وشوهدت أول مرة على مهبط في قندهار عام 2009 تعمل في اطار برنامج تجسسي واسع يستهدف ايران. وتأكدت اهمية البرنامج بنقاش جرى مؤخرا في اسرائيل حول ما إذا كان الوقت ينفد على توجيه ضربة عسكرية الى ايران لتعطيل برنامجها النووي.

واشار مستشار الأمن القومي الاميركي توم دونيلون مؤخرا الى هذه النشاطات السرية الأميركية لمراقبة برنامج ايران النووي قائلاً ان الولايات المتحدة ستعمل جاهدة لكشف أية نشاطات نووية ايرانية جديدة وستفضحها وتجبر ايران على وضعها تحت المراقبة الدولية.

وكان مسؤولون ايرانيون اعلنوا ان الطائرة أُسقطت او تحطمت بعدما تمكن الجيش الايراني من اختراق منظوماتها الالكترونية. ولكن مسؤولين اميركيين يقولون ان هذه الروايات من نسج الخيال وان الطائرة تحطمت بسبب عطل فني.

وأياً تكن الحقيقة فان الأداة الرئيسية في البرنامج السري أصبحت الآن بيد القوات الايرانية التي قد تتقاسم التكنولوجيا مع بلدان أخرى. وهناك تخمينات متباينة لحجم الضرر الذي لحق بالطائرة ولم تنشر ايران صورا لحطامها رغم ان مسؤولين قالوا ان شريط فيديو قد يُبث قريبا على التلفزيون.

وقال مسؤولان اميركيان ان الولايات المتحدة فكرت في تنفيذ عملية سرية لاستعادة الطائرة او تدميرها داخل ايران ولكن صُرف النظر عن مثل هذه العملية لأنها محفوفة بالمخاطر. وهناك تساؤلات عما إذا كان بمقدور ايران ان تعيد بناء تكنولوجيا الطائرة رغم انها تستطيع بيع الطائرة الى الصين أو روسيا او دول أخرى لديها رغبة قوية في الحصول عليها.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بي. دبليو. سنغر الخبير بالتكنولوجيا العسكرية في معهد بروكنز ان الرحلات الجوية من موسكو وبكين الى طهران كانت على الأرجح مزدحمة خلال الأيام القليلة الماضية. واضاف سنغر ان أهم ما يسيل اللعاب في تكنولوجيا الطائرة هو اجهزة الاستشعار التي قد تشتمل على رادار أكثر تطورا من أي رادار لدى روسيا او الصين.

وقال الخبير دينس غورملي من جامعة بتسبرغ الاميركية ان اعادة بناء تكنولوجيا الطائرة سيكون صعبا حتى على جيش متطور إلا إذا وضع احدهم التصاميم الهندسية على متن الطائرة.

وكانت الطائرة آر كيو ـ 170 استُخدمت لاستطلاع منزل اسامة بن لادن في مدينة ابوت آباد الباكستانية. وفي ايران تتركز عملياتها على البحث عن انفاق أو منشآت تحت الأرض أو مواقع أخرى يمكن ان تستخدمها ايران لنصب اجهزة الطرد أو بناء منشآت تخصيب.

وكانت تقارير افادت ان الولايات المتحدة تخطط لارسال هذه الطائرة الى كوريا الجنوبية لتنفيذ عمليات استطلاع فوق كوريا الشمالية التي يشكل برنامجها النووي والصاروخي هدفا رئيسيا للاستخبارات الاميركية.