لمتابعة آخر التطورات... أنقر على الصورة

تاريخ النشر الثلاثاء الساعة 6:00 ت. غ
آخر تحديث الثلاثاء الساعة 9:50 ت. غ

تنطلق اليوم تظاهرة quot;مليونيةquot; من القاهرة للمطالبة بتنحي الرئيس المصري. ومع نجاح الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة باحداث تغيير كبير في المشهد السياسي المصري مرغمة مبارك على اتخاذ قرارات كانت الى وقت قريب حلماً بعيد المنال، بدأت احزاب وقوى المعارضة السياسية تسعى الى قطف ثمار هذا الحراك.


القاهرة: تنطلق من ميدان التحرير وسط القاهرة تظاهرة احتجاجية حاشدة يريد لها منظموها المطالبون بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك أن تكون مليونية. ويواصل المحتجون الاحتشاد في ميدان التحرير الذي توافد عليه الآلاف استعدادا لتظاهرة الثلاثاء في وقت أعلن فيه الجيش المصري أنه على دراية بمطالب المحتجين ولن يستخدم العنف ضد الشعب.

إلى ذلك حذر المعارض المصري محمد البرادعي الذي تحول الى ابرز شخصيات حركة الاحتجاج ضد النظام المصري، في حديث مع صحيفة بريطانية الثلاثاء، الرئيس حسني مبارك من انه quot;من الافضل ان يرحل اذا اراد حقا النجاةquot;.

واعتبر البرادعي انه quot;عندما يسحب نظام الشرطة بشكل كامل من شوارع القاهرة وعندما يتبين ان من ينهب ينتمي الى الشرطة في محاولة الادعاء بان من دون مبارك سيغرق البلد في الفوضى، فهذا عمل اجراميquot;.

واضاف quot;اذا اراد النجاة حقا فيجب عليه ان يرحلquot;. واكد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام انه لا يطمح الى الرئاسة. وردا على سؤال عن امكانية توليه قيادة المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات، قال quot;اذا حصل اجماع من الجميع حول ما يجب ان افعله من اجلهم (...) فسأنجزهquot;.

واعتبر الدبلوماسي السابق quot;في نهاية المطاف الجيش المصري مع الشعبquot;. واضاف البرادعي انه quot;عندما يخلع كل منهم (العسكر) بزته في نهاية النهار، يظل ينتمي الى الشعب ويعاني من المشاكل نفسها والقمع نفسه واستحالة حياة كريمةquot;.

وتابع quot;بالنهاية لا اعتقد انهم سيطلقون النار على شعبهمquot;. وتشهد مصر منذ اسبوع حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ 1981، ودعت المعارضة الى تظاهرة مليونية الثلاثاء.

من جهتها، ناشدت الولايات المتحدة المصريين ممارسة ضبط النفس خلال التظاهرة المليونية المتوقعة أن تقوم بها المعارضة الثلاثاء في سياق تصعيدها الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس حسني مبارك.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي quot;لا نريد أن تؤول المظاهرات إلى أعمال عنف، وندعو الحكومة والجيش والشعب إلى ضبط النفس من أجل تمكين إطلاق عملية الحوار الوطني وإجراء مفاوضات حقيقية داخل المجتمع المصري. وكرر كراولي تأكيد حق الشعب المصري بإجراء تظاهرات سلمية.quot;

هذا واستمر تدفق آلاف المحتجين على ميدان التحرير بالقاهرة مساء الاثنين هاتفين بخروج مبارك ومنشدين السلام الوطني، رغم حظر التجول وانخفاض درجات الحرارة، وقلة الأغطية والطعام، مشددين على أنهم لن يغادروا أماكنهم حتى الاستجابة إلى مطلبهم بتنحي الرئيس مبارك.

ومع نجاح الانتفاضة في مصر المطالبة بتغيير النظام بدأت احزاب وقوى المعارضة السياسية تسعى إلى قطف ثمار هذا الحراك.

فبعد اعلان المعارض المصري البارز محمد البرادعي استعداده لتولى قيادة فترة انتقالية عقب مشاركته في quot;جمعة الغضبquot; التي كانت ذروة الانتفاضة التي بدات الثلاثاء، سارعت أحزاب عدة مثل الوفد والتجمع والناصري والغد الى تشكيل تحالف باسم quot;الائتلاف الوطني للتغييرquot; يضم ايضا شخصيات عامة لها وزنها مثل الدكتور احمد كمال ابو المجد والعالم المصري الاميركي احمد زويل الذي اعلن انه سيصل الى مصر الثلاثاء والذي دعا الى تشكيل لجنة حكماء للتفاوض على نظام ديموقراطي.

ومن اهداف هذا الائتلاف quot;مطالبة الرئيس مبارك بترك منصبه كرئيس للجمهورية بعد ان اسقطت التظاهرات والاحتجاجات شرعية نظامه وتشكيل حكومة وطنية ... بالاضافة الى تشكيل جمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد يضمن تداول السلطةquot; كما اعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد.

وشدد البدوي على ان quot;الائتلاف يرفض محاولات القفز التي تجري الان فوق انتفاضة الشعبquot; في اشارة على ما يبدو الى البرادعي مؤكدا ان احدا لم يفوضه التفاوض مع السلطات.

وكان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين سعد الكتاتني اكد الاحد ان quot;الجمعية الوطنية للتغييرquot; التي تضم انصار المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والاخوان المسلمين وقوى وطنية اخرى quot;فوضت محمد البرادعي التفاوض مع السلطةquot; غير ان الناطق باسم جماعة الاخوان عصام العريان عاد واكد انه كانت هناك اساءة فهم لما تم الاتفاق عليه وانه تم تشكيل quot;لجنة تضم البرادعي وعدة قوى وطنية وممثلين للشبابquot;.

يشار الى ان جماعة الاخوان اعلنت في البداية عدم مشاركتها في تظاهرة الغضب التي كانت شرارة اطلاق الانتفاضة الثلاثاء الماضي.

ويرى نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية ان quot;هذه القوى كلها كانت بعيدة عن التحرك الشعبي معتبرة انه مجرد لعبة افتراضيةquot;، اذ ان الدعوة الى التحرك جاءت خصوصا عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر الامر الذي شجع الكثير من شباب جيل الانترنت على المشاركة فيها.

وقال عبد الفتاح quot;لقد غاب الجميع في البداية عن المشهد السياسي وعن التظاهرة السياسية لكن هذه القوى فوجئت بلغة جديدة وثقافة جديدة كما فوجئت باشكال جديدة من التنظيم والحشد والتبعئة السياسية وعندما تبين نجاح التحرك بدأ كل من اطراف المعارضة السياسية يبحث له عن وجود ماquot;.

من جانبه، اعتبر الدكتور عمرو الشبكي مدير quot;منتدى البدائلquot; وهو مركز ابحاث مستقل ان هذا quot;يرجع الى وجود خلط لدى بعض قوى المعارضة بين مرحلة الانتقال نحو الديموقراطية وبين التنافس في المجتمع الديموقراطيquot;، معتبرا ان هذا الخلط quot;سببه النظام الشمولي الذي حكم البلد والذي اعطى الانطباع بانه عند غياب السلطة يمكن لاي احد ان يبقى رئيسا مدى الحياةquot;.

لكنه اوضح لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;هذا التنافس بين القوى السياسية امر طبيعي بالاضافة الى اننا في حاجة الى رمز يتم التوافق عليه من اجل انجاز مرحلة الانتقال الديموقراطي حتى لو كان هذا الرمز من المؤسسة العسكريةquot; التي يبدو انها تمسك بالامور حاليا.

من جهته، قال عمرو هاشم ربيع رئيس وحدة الدراسات المصرية في مركز الاهرام للدراسات ان quot;المكسب الرئيسي من هذا الحدث هو مكسب الشعب المصري وهناك محاولات للقفز على هذا المكسب من خلال ركوب الموجةquot; معتبرا ايضا انه quot;لا مانع من ذلك اذ يجب ان نتكاتف جميعاquot;.

وشدد على انه quot;يجب ان لا يدعي احد انه هو الذي يحرك او ينتفضquot; معتبرا ايضا انه quot;لا مانع من مشاركة من يريد ركوب الموجةquot;. وقال quot;في النهاية يجب ان يكون هناك متحدث باسم هؤلاء حتى لو كان من المعارضة لاحداث ضغط حقيقي وواقعيquot;.