أعلن الرئيس المصري حسني مبارك في خطاب للامة، هو الثاني له منذ اندلاع التظاهرات،عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وانه سيكمل فترة ولايته من اجل تأمين انتقال سلمي للسلطة. وكان التلفزيون المصري افاد مساء الثلاثاء في شريط اخباري ان الرئيس المصري حسني مبارك quot;سيلقي بيانا مهما بعد قليلquot;. على صعيد متصل، ورغم الدعوات المتكررة لكلّ من عمر سليمان وأحمد شفيق للحوار، أعلنت quot;اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعبquot; التي تضم محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسة في مصر أنها quot;لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه، ويأتي ذلك فيما تنهي التظاهرات المناهضة للنظام يومها الثامن.


لمتابعة أخبار ثورة مصر: أنقر على الصورة

القاهرة: أعلن الرئيس المصري حسني مبارك في خطاب للامة، هو الثاني له منذ اندلاع التظاهرات، عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وانه سيكمل فترة ولايته من اجل تأمين انتقال سلمي للسلطة.

وقال مبارك إن quot; التظاهرات تحولت من ممارسة حرية الرأي إلى مواجهات، وان قوى سياسية سعت للتصعيد وصب الزيت على النارquot;. واضاف quot; أحداث الايام الماضية تفرض علينا الاختيار بين الفوضى والاستقرار، كما تفرض واقعا مغايرا في مصرquot;.

كما اكد مبارك في خطابه انه يسعى للحوار لتحقيق المطالب المشروعة وقال quot;لم اكن يوما طالب سلطة، (...) الشعب يعرف ما قدمته للوطن وانا رجل من قواتنا المسلحة وليس من طبعي الخيانة، مسؤوليتي الاولى الان استعادة استقرار الوطن لتأمين الانتقال السلمي للسلطة. أقول وبكل صدق لم اكن انوي الترشح لفترة رئاسية جديدة، فقد قضيت فترة طويلة اخدم مصر وشعبهاquot;.

واضافquot; أقول بعبارة واضحة اني سأعمل خلال الاشهر المتبقية من ولايتي لاتخاذ الاجراءات لتأمين الانتقال السلمي للسلطة وادعو البرلمان لتعديل المادتين 76 و 77 من الدستور لاعتماد فترات محددة من الرئاسة (...) كما ساكلف جهاز الشرطة بحماية المواطنين بنزاهة وشرف وامانة وباحترام كامل لحقوقهم، وانني اطالب السلطات الرقابية ان تتخذ ما يلزم من اجراءات لملاحقة الفاسدين والمتسببين بالانفلات الامني والسلبquot;.

لكن المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، معقل الانتفاضة المصرية، أعلنوا رفضهم ما ورد في خطاب الرئيس حسني مبارك مساء الثلاثاء لجهة تصميمه على البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته.

وبمجرد ان قال الرئيس المصري في كلمته المتلفزة التي بثها التلفزيون انه ينوي البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته الخامسة في ايلول/سبتمبر المقبل، صاح المتظاهرون quot;ارحل، ارحل، ارحلquot;. واخذ احد المتظاهرين مكبر صوت وقال بصوت عال quot;انه عنيد جدا ولكننا اكثر عندا منه ولن نغادر الى ان يرحلquot;.

الى ذلك،اكد مسؤول أميركي كبيرأن اعلان مبارك انه لن يترشح للانتخابات المقبلة هو كلام quot;مهمquot; لكنه قد لا يكون كافيا لتلبية مطالب المتظاهرين.

وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان quot;ما اعلنه الرئيس المصري مهم، ولكن ينبغي معرفة ما اذا كان سيرضي مطالب الناس الموجودين في ميدان التحريرquot;.واضاف quot;من الواضح ان هذه الحركة تصبح اقوى ولن تتوقفquot;.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما طلب من نظيره المصري حسني مبارك عدم الترشح الى الانتخابات المقبلة المتوقعة في ايلول/سبتمبر، وذلك في رسالة نقلها اليه سفير اميركي سابق في مصر، كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء.

وقالت الصحيفة التي تتمتع بنفوذ كبير نقلا عن دبلوماسيين اميركيين ان هذا الطلب نقله فرانك ويزنر الذي توجه الى القاهرة الاثنين بناء على طلب الادارة الاميركية.

وكتبت الصحيفة ان quot;الرسالة التي نقلها ويزنر، كما قال هؤلاء الدبلوماسيون، ليست طلبا مباشرا لكي يتخلى مبارك فورا عن السلطة، لكنها تنصحه بالبدء بعملية اصلاح تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في ايلول/سبتمبر لانتخاب رئيس مصري جديدquot;.

واضافت الصحيفة ان الرسالة حظيت بموافقة الرئيس اوباما الذي جمع بعد ظهر الثلاثاء فريقه للامن القومي لبحث الوضع في مصر، كما صرح مسؤول اميركي. وقد يدل ذلك على ان الادارة الاميركية في صدد سحب دعمها لأحد اقرب حلفائها في المنطقة.

مبارك يوم الثلاثاء يؤكد عدم ترشحه لولاية جديدة

ويوم الثلاثاء، غصّ ميدان التحرير في القاهرة بمئات الاف الاشخاص الذين توزعوا في حلقات عدة تطلق الهتافات وسط اجراءات امنية مشددة قام بها عناصر الجيش عند مداخل الميدان بالتعاون مع quot;لجان شعبيةquot; كانت تقوم بتفتيش الداخلين والتدقيق في هوياتهم. وأفاد مصدر أمني أن اكثر من مليون شخص شاركوا في التظاهرات التي عمت الثلاثاء مناطق عدة في مصر. وقال المصدر الامني ان عدد المتظاهرين quot;بلغ اكثر من نصف مليون في القاهرة ونحو 400 الف في الاسكندرية، و40 الفا في المنصورة، و30 الفا في السويس، و20 الفا في الغربية، وعشرة الاف في كل من المنوفية وقنا، وعشرة الاف في الاسماعيليةquot;.

ونزل المتظاهرون الثلاثاء وسط جو من الاطمئنان بعد ان اكد الجيش انه quot;لم ولن يستخدم القوة ضد الشعب المصريquot; واصفا مطالبهم بأنها quot;مشروعةquot;.

وفي الاسكندرية، ثاني المدن المصرية، شارك ايضا مئات الاف الاشخاص في تظاهرة ضخمة امام مسجد القائد ابراهيم في وسط المدينة قبل التوجه الى كورنيش البحر، وهم يرددون هتافات تدعو الى رحيل مبارك.

واضافة الى القاهرة والاسكندرية تظاهر ايضا عشرات الالاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى.

والملفت انه لم يسجل يوم الثلاثاء الذي اطلق عليه المعارضون يوم quot;التظاهرات المليونيةquot; اي حادث يذكر.

في حين اعلنت المفوضة الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الثلاثاء ان 300 شخص قتلوا منذ بدء التظاهرات في مصر ولكنها اوضحت انها quot;تقارير غير مؤكدةquot;.

ورغم الدعوات المتكررة لنائب الرئيس المصري عمر سليمان ورئيس الحكومة الجديد احمد شفيق للحوار، اعلنت quot;اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعبquot; التي تضم المعارض البارز محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسة ومنها الاخوان المسلمون انها quot;لن تدخل في تفاوض (مع الدولة) حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعهquot;.

واعلنت اللجنة التي شكلت قبل يومين انها quot;لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية (حسني مبارك) عن موقعه وعندها يبدأ التفاوض الجماعي من اجل الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق مطالب الشعبquot;.

ودعا البرادعي في مقابلة مع قناة العربية الثلاثاء الرئيس المصري الى ان يترك السلطة قبل يوم الجمعة المقبل الذي اطلق عليه المتظاهرون quot;جمعة الرحيلquot;.

واكد في تصريحات اخرى لقناة الحرة انه quot;مع خروج آمنquot; للرئيس المصري مؤكدا ان المعارضة تريد ان تطوي صفحة الماضي ولا تريد محاسبة مبارك عما حدث في عهده مشيرا الى انها ستقول quot;عفا الله عما سلفquot;.

اما الحركات الاحتجاجية الشبابية التي أطلقت انتفاضة الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير فأكدت على لسان احد قيادييها انها ستختار ممثلها للحوار مع الدولة quot;ولكن بعد تنحي الرئيسquot;.

وقال شادي الغزالي حرب (32 سنة)، وهو طبيب جراح تخرج في جامعة القاهرة ثم نال درجة الدكتوراه في زراعة الكبد من احدى الجامعات البريطانية، لوكالة فرانس برس ان quot;الشباب الليبرالي سيكون له الاثر الاكبر في مسيرة مصر ما بعد مباركquot;.

وكان رئيس الحكومة المصرية الجديد احمد شفيق اعلن الثلاثاء ان حكومته هي quot;في صدد اعادة النظر في كل ما هو قائمquot;، في اشارة الى التنازلات التي يمكن ان تقدم الى المعارضة لاستيعاب حركات الاحتجاج.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن شفيق قوله quot;ان المراجعة لموقفنا السياسي والدستوري والتشريعي قابلة تماما للمناقشة والتطوير من دون اي قيود او حدودquot;.

ودعت خمسون منظمة حقوقية مصرية في بيان مشترك صباح الثلاثاء الرئيس المصري الى quot;الانسحاب حقنا لدماء المصريينquot;.

واكدت المنظمات الموقعة على البيان والتي تشمل ابرز منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في مصر مثل مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان والجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمركز العربي لاستقلال القضاء، انه quot;على الرئيس مبارك ان يحترم ارادة الشعب المصري وينسحب حقنا لدماء المصريينquot;.

وطالبت quot;بإصدار دستور جديد للبلاد من خلال جمعية وطنية مشكلة من ممثلي الاحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدنيquot;.

من جانبه اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مقابلة مع قناة العربية الثلاثاء دعمه للتغيير في مصر ولكن عبر الحوار، مبديا استعداده لتولي اي منصب لخدمة بلاده اذا ما طلب منه ذلك.

لكن موسى لم يتخذ موقفا مباشرا من المطالبات بتنحية الرئيس حسني مبارك. وقال ان quot;هذا المطلب يجب ان يكون محل الحوار القادم وان تسير الامور بسلاسة وسلام وبلياقةquot;.

من جهة ثانية قالت مصادر سياسية مصرية موثوقة ان البرادعي تلقى اتصالات هاتفية من مسؤولين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستطلاع رأيه في مرحلة quot;ما بعد مباركquot; في مصر.

واكدت المصادر ذاتها ان quot;رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو والسفيرة الاميركية في القاهرة مارغريت سكوبي والسفير البريطاني في العاصمة المصرية دومينيك اسكويث اتصلوا هاتفيا بالبرادعي للاستفسار منه عن رؤيته لكيفية انتقال السلطة اذا ما وافق الرئيس المصري على التخلي عنهاquot;.

وتابعت المصادر ان quot;البرادعي عرض اقتراحين الاول هو تشكيل مجلس رئاسي موقت مكون من ثلاثة اشخاص احدهما عسكري والاثنان الاخران مدنيان، والاقتراح الثاني هو ان يصبح اللواء عمر سليمان رئيسا موقتا -ربما بتفويض من مبارك- خلال فترة انتقالية تشهد حل مجلسي الشعب والشورى واعداد دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة بعد اقرار هذا الدستورquot;. واوضح المصدر ان quot;البرادعي يميل الى الخيار الثانيquot;.