دعا العراق والإمارات إلى إستقرار مصر ورفضا أي تدخل خارجي في شؤونها ووصفا هذا التدخل بأنه مقيت وتمنى وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الاستقرار لمصر بغض النظر عن حكومتها... فيما اكد نظيره العراقي هوشيار زيباري ان القمة العربية المقبلة ستنعقد في موعدها المقرر ببغداد في 23 من الشهر المقبل مشيرًا الى اهمية استتباب الاوضاع في مصر بالنسبة إلى العراق والعرب.


خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن مصر اهم دولة عربية تاريخًا وحضارة واستقرارًا وثقلاً ومكانة وما يحصل فيها يؤلمنا جميعًا واملنا ان تستمر مصر بالاعتزاز بحلفائها واشقائها. واشار الى ان القطيعة بين مصر والعرب عقب اتفاقات كامب ديفيد مع اسرائيل كانت مؤلمة جدًّا quot;وتضررت منها الدول العربية مثلما تضررت مصر وكانت سنوات مؤلمة وندمنا على انقطاعنا عن مصر وانقطاعها عناquot;.

واضاف قائلاً quot;إن وقوفنا مع مصر ضرورة ملحة ولكن في الوقت نفسه عتبنا على بعض الاطراف (لم يسمها) التي تحاول ان تستغل وضع مصر لاجندة خارجية لان هناك دول لاتفهم مصر واوضاعها وتريد استغلالها لمصالحها وهذا تصرف قصير النظر.. التغيير مطلوب نحو نظام اكثر تواصلاً مع الشعب ولكن استغلال هذه الاطراف مخزٍ ومقيتquot;.

وتمنى لمصر الاستقرار بغضّ النظر عن حكومتها وقال quot;نريد لها استقرارًا ومن يراهن على غير ذلك فهو خاطئ لأنّ مصر ستظل محور استقرار عربيًّا واقليميًّاquot;. وقد اكد زيباري تاييد العراق لوجهة النظر الاماراتية هذه بالنسبة للاوضاع في مصر.

وحول العلاقات الاماراتية العراقية اكد الشيخ عبد الله بن زايد ارتياح بلاده للمستوى المتقدم الذي وصلت اليه واشار الى ان لجنة مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين قد تشكلت لتعزيز هذه العلاقات والتواصل بين المسؤولين في البلدين وتشجيع الاستثمارات والوجود الاماراتي في العراق في مجالات التعليم والثقافة والرياضة وتسهيل العمل بين رجال الاعمال العراقيين والاماراتيين وبحث تشكيل مجلس مشترك لهم.

وعبر عن الارتياح لوجود جالية عراقية كبيرة في الامارات وقال انها تقدم الكثير للامارات. واشار الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد له خلال اجتماعه به اليوم حرص العراق على تطوير العلاقات مع الامارات واوضح ان بلاده ستعمل من جهتها على تعزيز هذه العلاقة.

وقال انه زار بغداد قبل ثلاث سنوات لكنه وجدها هذه المرة مختلفة من حيث الشكل وحرفية الحكومة العراقية فيها مدينًا العمليات الارهابية التي يتعرض لها العراق. وحول مشاركة الامارات في القمة العربية المنتظرة في بغداد قال الوزير ان بلاده ستمثل في المؤتمر على اعلى المستويات.. وقال ان القمم العربية عزيزة على الامارات وهي تشارك فيها دائمًا بأعلى المستويات quot;وانعقادها في بغداد يعطيها اهمية كبرىquot;.

ومن جهته اشار زيباري الى انه بحث مع نظيره الاماراتي عقد اتفاقات مشتركة للازدواج الضريبي والجمركي وتسهيل الاستثمارات ورحلات الطيران بين البلدين. وحول القمة العربية في بغداد وامكان تأجيلها بسبب الاوضاع العربية المضطربة في بعض الدول العربية اكد الوزير العراقي ان بلاده مستعدة لانعقادها ولن تؤثر التطورات العربية والاحداث المؤلمة في مصر على انعقادها.

واشار الى ان وفدًا فنيًّا من الجامعة العربية موجود في بغداد حاليًّا للاطلاع على مستوى التحضيرات العراقية للقمى.. واوضح ان الوفد قد عبر عن ارتياحه لمستوى التحضيرات والاستعدادات العراقية للقمة. وشدد على ان استقرار مصر مهم ليس بالنسبة إلى الشرق الاوسط وحده وانما للعراق والدول العربية كاملة ايضًا.

وكان الوزير الاماراتي قدبدأ اليوم زيارة رسمية الى بغداد لاجراء مباحثات تستهدف تطويرعلاقات البلدين السياسية والتجارية اضافة الى مناقشة القضايا المتعلقة بانعقاد القمة العربية المقبلة في العاصمة العراقية في 23 من الشهر المقبل.

وتتزامن زيارة الوزير الاماراتي الى العراق مع قيام شركة طيران الامارات بالرحلة الجوية الأولى الى مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم. وقالت الشركة انها ستسير رحلات من دبي إلى البصرة أيام الاثنين والأربعاء والخميس والسبت من كل أسبوع باستخدام طائرات من طراز ايرباص 330 وتوفير خدمات الشحن الجوي على الخط بواقع 130 طنًا أسبوعيًا.

ويرتبط العراق والامارات بعلاقات تجارية مهمة حيث بلغ حجم استثمارات الشركات الإماراتية في العراق بنهاية العام الماضي 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) بحسب تقرير لوزارة التجارة الخارجية الاماراتية توقع ارتفاعها إلى 22 مليار درهم (6 مليارات دولار) خلال السنوات القليلة المقبلة. واوضحت الوزارة أن الشركات الإماراتية مهتمة بتعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع العراق حيث تنوي الإمارات استثمار 2.22 مليار درهم في اقليم كردستان العراق حتى العام 2013. وتحتل العراق المركز الثاني عربيًّا والحادي عشر عالميًّا في لائحة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.

وقالت الوزارة إن شركات النفط والطاقة الإماراتية المستثمرة في إقليم كردستان العراق تسعى إلى زيادة إنتاجها واستثماراتها حيث تمتلك شركة دانا غاز 40 في المئة من مصنع خوبور لإنتاج الغاز والمكثفات.

وكانت الشركة الأولى التي حصلت على رخصة للاستثمار في بغداد هي شركة اماراتية مختصة بمجال البناء ستتولى انشاء سوق كبير وفندق ومبان سكنية في منطقة باب الشيخ ببغداد اضافة الى وجود شركات اخرى ستتم مناقشة دورها الاستثماري في العراق قريبًا. وخلال العام الماضي وقعت وزارة البيئة العراقية مع هيئة البيئة في أبو ظبي اتفاقًا للتعاون البيئي المشترك بهدف تفعيل آليات العمل بمجال حماية البيئة.

ونصت الاتفاقية على تبادل المعلومات بشأن وضع الاستراتيجيات البيئية وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية، إضافة إلى إطلاق مشروع إعادة توطين المها العربي في العراق. واوضح ان الاتفاق ينص على إعداد وتنفيذ خطط الطوارئ لمواجهة الكوارث البيئية، ودعم تأليف ونشر سلسلة عن الأحياء في كلا البلدين. كما تهدف الاتفاقية التي تسري لمدة عشر سنوات الى تطوير التشريعات البيئية وبناء القدرات ومكافحة الجريمة البيئية.

وخلال اجتماعه مع الوزير الاماراتي اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة تطوير آفاق التعاون والتواصل بين البلدين مشيرًا إلى ان مجالات التعاون واسعة جدًا وينبغي العمل على تطويرها.

ودعا إلى تشكيل لجنة مشتركة لتفعيل التعاون والتنسيق بين العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد على على ضرورة الإسراع بتنفيذ ما يتم الإتفاق عليه في كافة مجالات التعاون التي تشمل ميادين الإسكان والإعمار والموانئ والنقل وغيرها من المجالات التي لدى الشركات الإماراتية القدرة على الإستثمار والعمل فيها.

من جانبه، أكد الشيخ عبد الله بن زايد رغبة بلاده بتطوير العلاقات مع العراق في كافة المجالات،مشددا على ضرورة تشكيل لجنة التعاون والتنسيق المشتركة بأسرع وقت. وأكد وجود إرادة قوية لدى القيادة في الإمارات لتطوير العلاقات مع العراق في جميع الميادين.

وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية الاماراتي قال الرئيس العراقي جلال طالباني:quot;إن العراق الذي يسعى إلى ترسيخ بناء دولته الجديدة بصبر أبنائه وعملهم وتحديهم للإرهاب يحتاج إلى دعم الأشقاء والأصدقاء للمساعدة في دعم هذا البناء وبما يجعل العراق يمضي قدمًا في التطور إلى أمام.. وهو ما فيه خير وصالح العراق الديمقراطي المستقل الذي يؤمن بمبدأ التعاون والصداقة كما فيه صالح أشقائنا وأصدقائناquot;.

وأضاف quot;إن مثل هذا اللقاء بين الأشقاء واللقاءات السابقة تعزز فرص التواصل والتفاهم بما يخدم العلاقات المشتركة وتقدم الجميعquot; .. مؤكدًا أنه كلما زادت فرص الإتصال واللقاءات يتعمق التواصل الأخوي وتتضح الصورة أمام الجميع. وخاطب طالباني أعضاء الوفد الزائر من العاملين في القطاع الخاص في دولة الإمارات وأساتذة الجامعة والمثقفين ورجال الصحافة قائلاً quot;نتمنى أن توفر هذه الزيارة لكم فرص الإتصال والإطلاع على واقع الإنجازات المتحققة في البلد والتي نعمل على تطويرها أكثر وهو ما نحتاج فيه إلى الشراكة في مجال الإستثمار.. ويساعدنا الأخوة الإعلاميون على نقل الصورة الأمينة للعراق الجديدquot;.

وبعد توجيه الدعوة للرئيس العراقي باسم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لزيارة الإمارات العربية والتي قبلها فخامته أكد الشيخ عبد الله بن زايد قائلاً quot;أهنئكم فخامة الرئيس من كل قلبي.. لقد زرت بغداد قبل ثلاث سنوات وأنا الآن سعيد أن أرى الصورة في بغداد غير تلك الصورة التي رأيتها عليها في زيارتي السابقةquot;. واضاف quot;نحن نلمس الآن نَفَسَ عراق جديد وهناك نظرة جديدة الآن إلى العراق.. قد لا تكون متشابهة لكنها نظرة إيجابية.. إننا سعداء بخطواتكم الإيجابية إلى أمامquot;.

وقدم وزير الخارجية الاماراتي مواطنًا عراقيًا مرافقًا له في الوفد كان قد غادر البلد منذ ستين عامًا قائلاً quot;أن هذا المواطن العراقي الذي إلتقيته مصادفةً في إحدى سفراتي قدّم لي صورةً مازلت أعتز بها عن العراقيquot; .. وتقدّم هذا المواطن إلى الرئيس قائلاً quot;اليوم أشعر أن الله قد رضي عني وأنا أطأ تراب بلدي بعد هذه السنوات الطويلة.. إن بلدنا عظيم وإن شاء الله سيكون أعظم وستعود دار السلام دارًا للسلامquot; .. وقد رحب الرئيس بالمواطن قائلاً quot;أن العراقيين خارج البلد مثلما هم في داخله مفخرة لنا بنجاحاتهم وتألقهم وإبداعهم في تخصصاتهم وأعمالهم حيثما يكونون.. وإن العراق المليء بالطاقات والإمكانات البشرية والثروات والخيرات يبنى بجهود أبنائه ويتقدم بإرادتهم ويتطور بعزمهمquot;.