هل تمتد عدوى الإحتجاجات في مصر وتونس الى الشارع اللبناني ، بماذا يختلف هذا الاخير عن سائر الشوارع العربية، ماذا عن المعطيات المتشابهة بين كافة الشوارع العربية منها وجود التوريث السياسي وانعدام فرص العمل والهجرة هل تدفع كل الشعوب العربية بمن فيها لبنان الى الثورة؟


بيروت: تنفي رولا حوراني ان تمتد عدوى الاحتجاجات من مصر وتونس الى لبنان، لان الوضع الديموغرافي في لبنان يختلف عن الدول العربية، واذا حصلت ثورات في لبنان فذلك سيكون في مناطق محدودة، وليس بتلك القوة والأعداد الكبيرة، والايديولوجية تختلف ايضًا في مصر، ويختلف الشارع اللبناني عن غيره برأيها انه غير موحد وهناك اتجاهات عدة واحزاب وطوائف كثيرة مع آراء مختلفة، وكذلك النظام اللبناني يختلف عن المصري حيث منذ 30 عامًا الرئيس حسني مبارك يحكم، وتضيف رولا:quot; في لبنان وجود المغتربين يساعد في الأعباء المعيشية، وتقول:quot; في لبنان شاهدنا ثورات لكن ضمن نطاق محدود، منها عندما اسقطت الحكومة كان الاحتجاج بقي ضمن مناطق معينة ولوقت قصيرquot;.

تتابع رولا ما يجري في مصر يوميًا وتقول انها من دعاة السلم وكانت تفضل لو تدارك الرؤساء والقيمون على البلاد الموضوع قبل حصول الثورة، لان ما نشهده في مصر بالإضافة الى الثورة هناك الفوضى والسرقات والعصابات والتخريب.

جهاد خوري بدوره يستبعد ان تمتد الاحتجاجات من تونس ومصر الى لبنان، لان الشارع اللبناني سبق وان مرّ بظروف صعبة اكثر من الاحتجاجات الموجودة في مصر وكل الدول العربية، والسبب يعود إلى الانفتاح الصحافي وحرية الرأي الموجودة في لبنان من دون سائر الدول العربية، من هنا الشعوب تعبر عن الكبت الموجود فيها واكثر مما هي تظاهرة، من خلال سنوات عدة تعتبر اعوامًا عاشوا فيها عدم الديمقراطية، من هنا اميركا واوروبا تطالب بتطبيق الديمقراطية الحقيقية.

منيف خير يرى ان الشارع اللبناني يختلف عن سائر الشوارع العربية بكل انظمته، لان اللبناني مرّ بتجارب صعبة كثيرة، والحريات الموجودة لدينا تظهر بكل فترة عندما نرى أيّ تعدٍ على الديمقراطية والحريات الشخصية، من هنا ان الشارع اللبناني واع اكثر ومرّ بتجارب كثيرة، وبيروت منذ العام 1800 حتى اليوم هي رائدة الحريات بكل الدول العربية، وكل التنظيمات في هذه البلدان اساسها لبنان او لبنانيون.

جيلبرت فياض ترى ان هناك معطيات متشابهة بين شارع الشباب المصري واللبناني منها ان الاثنين يعانيان التوريث السياسي وانعدام فرص العمل والهجرة رغم ذلك لن نشهد ثورة مماثلة كمصر لان التوريث السياسي موجود في كل بلدان العالم، والشعوب الراقية لديها تفكير حزبي، والحزب من يطلق الاشخاص، انما في دول العالم الثالث، لا تزال تتأثر بالمحيط الذي تعيش فيه، لان لا وعي كافيًا بوجود اشخاص يمكن ان يصلوا الى مراكز من دون شجرة عائلة سياسية.

لا عمل حزبيا صحيحا في لبنان، تضيف جيلبيرت، يوصل الاشخاص الى المراكز الجيدة، ففي بريطانيا واميركا لا نرى عائلات سياسية متحكمة بل حزب سياسي يحكم، وهذا هو الفرق بين الدول الراقية ودول العالم الثالث.

ففي نطاق البلديات والمخاتير والنيابة والوزارة والرئاسة يتأثر لبنان بالعائلات السياسية، ولكن رغم ذلك نشهد بعض التغيير في لبنان، حيث وصل منذ فترة حديثة اشخاص من غير عائلة سياسية الى المعترك السياسي.

ربيع حلو يؤكد ان الرئيس بشارة الخوري أسقطته المعارضة عندما اراد التجديد، لذلك تاريخ لبنان ايضًا حافل برأيه كما تاريخ مصر ويضيف:quot; الثورات تحصل من الغبن والفقر، والشارع المصري تحرك لانه لم يعد يحتمل عبء فقره، في لبنان سبق وحصلت انتفاضات لكن ليس على الفقر، مع ان لبنان اصبح قريبًا من درجة الفقر، هناك طبقة غنية واخرى فقيرة جدًا. في مصر، اميركا تطالب بالتغيير وتدعمها مع الشارع، رغم انها من وضعت الحكام وكانوا خاضعين لها، وكذلك التجربة التونسية والسودانية، ففي دول العالم الثالث هناك تسوية تحصل على حساب كل شعب وحكام.

فريد سركيس يتابع ما يجري في مصر يوميًا، ويرى ان التاريخ المصري حافل بالانجازات الثورية التي تحصل، واذا تابعنا تاريخ مصر من ايام الملك فاروق حيث تم تغيير النظام وبعدها اتت ثورة شعبية من قبل عبد الناصر، وكذلك انور السادات وصل الى مرحلة معينة وقام بالمهمة الموكلة به وبعدها اغتيل، واليوم حسني مبارك قام بالمهمة وتريد مصر وسائر الدول انجاز تغيير جذري فيها.