مع مرور أسبوعين على انطلاق التظاهرات الإحتجاجية في مصر، كان المشهد في الشارع اليوم كما في الأمس ينبض بالحركة، فقد استأنف المصريون حياتهم دون أن يتخلوا عن مطالبهم بالإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي الشامل والقضاء على الفساد وترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الإجتماعية. واستمر المحتجون في اعتصامهم في ميدان التحرير في إطار أسبوع الصمود، مطالبين بسقوط مبارك، وذلك مع بدء أطراف في المعارضة حوارهم أمس مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان.

شوارع مصر تنبض مجدداً

كان المشهد في الشارع المصري اليوم كما في الأمس ينبض بالحركة، فقد استأنف المصريون حياتهم من جديد، دون أن يتخلوا عن مطالبهم بالإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي الشامل والقضاء على الفساد وترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الإجتماعية.

وعادت المؤسسات والمصارف والمحلات التجارية إلى العمل بشكل كامل، وإلتحق الموظفون في القطاع الرسمي بوظائفهم. كما شهدت المصارف لليوم الثاني على التوالي إزدحاماً كبيراً بسبب إقبال المواطنين على سحب رواتبهم واستقبال التحويلات من عائلاتهم في المهجر، والتي كانت قد توقفت خلال الأيام الماضية بسبب الإضطرابات وإقفال المصارف.

وشهدت شوارع القاهرة والمدن الكبرى والمحافظات حركة نشطة بل في بعض الأحيان إزدحاماً، حيث فتحت معظم المحال والمتاجر أبوابها وعاد العمل في معظم مرافق البلد الحيوية.

وعاد عدد كبير من الموظفين إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، حيث كان الموظفون الأساسيون فقط هم من سمح لهم بمزاولة أعمالهم الأسبوع الماضي.


وفي خطوة لاقت إستحسان المصريين، أعلن طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتrlm;، أنه سيتم تأجيل دفع الفواتير وإعادة الخدمة التليفونية لنحو مليون وrlm;200rlm; ألف مشترك متأخرين عن السدادrlm;.rlm;

وشهدت شوارع المدينة وأحياؤها تقلص عدد اللجان الشعبية التي انتشرت بكثافة خلال الإحتجاجات لحماية الناس من البلطجية، وذلك مع عودة الشرطة تدريجياً إلى معظم الأحياء السكنية. لكن بعض المناطق لا تزال تشهد وجود مدنيين وعناصر الجيش يسيّرون المرور فيها في غياب الشرطة.

في حين تعهد وزير الداخلية المصري الجديد اللواء محمود وجدي إعادة الأمن والاستقرار خلال الفترة المقبلة وإحداث تغيير في الخدمات الأمنية المقدمة للشعب. وشدد وجدي على أهمية استمرار جهود الأمن لضبط أشكال الخروج على الشرعية والقانون وإجهاض محاولات ترويع المواطنين وتعطيل مصالحهم. وطالب بزيادة أعداد الدوريات الأمنية التي تجوب الشوارع والأحياء الشعبية لضبط كافة الجرائم مع العمل على رفع معدلات الأداء الأمني بمختلف المواقع خلال الفترة الوجيزة المقبلة.

الميدان على حاله

في ميدان التحرير كانت الصورة على حالها، حيث يواصل المصريون المحتجون على نظام الرئيس حسني مبارك والذين يطالبون بتنحيه، اليوم الاثنين اعتصامهم في ميدان التحرير في وسط القاهرة لليوم الرابع عشر على التوالي في إطار quot;أسبوع الصمودquot; الذي أعلن عنه.

ونام بضعة آلاف من المحتجين في وسط الميدان أمس، تحت خيام بسيطة أو في العراء، مؤكدين مواصلتهم الإعتصام حتى تحقيق مطلبهم الأساسي وهو تنحي مبارك عن الحكم.

ولا يزال المعتصمون يتواجدون حول الدبابات المنتشرة على مداخل الميدان لمنع عناصر الجيش من أي محاولة محتملة للتقدم داخل الميدان مقدمة لإخراجهم، او لإزالة العوائق التي وضعوها على كل المداخل لمنع انصار الرئيس مبارك من التقدم داخله.

وقد شهد الميدان أمس قداساً شارك فيه الأقباط والمسلمون، وأقيمت بعده صلاة على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الإحتجاجات. كما شهد الميدان عقد قران شاب وفتاة أضاف شيئاً من البهجة إلى قلوب الحاضرين.

حوار مع سليمان

في المقابل، بدأ نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان حواراً مع عدد من الأحزاب السياسية بمشاركة الإخوان المسلمين وستة من الشباب المشاركين في الإحتجاجات الذين أشاروا إلى انهم حضروا بصفتهم الشخصيةrlm; وأنهم لا يمثلون الجموع المعتصمة في الميدان.

وأبدت المعارضة المصرية انتقاداتها وتحفظاتها تجاه نتائج الحوار إذ سمعت من سليمان تحذيراً يشير إلى أن الضغط المتواصل على مبارك قد يدفعه إلى تسليم السلطة للجيش، وفق ما ذكره القيادي المصري المعارض مصطفى بكري عن عمر سليمان.
وقد أكد رئيس الوزراء أحمد شفيق أن مبارك لن يترك منصبه قبل نهاية ولايته الحالية في أيلول- سبتمبر المقبل على الرغم من استمرار التظاهرات المطالبة برحيله، وقال إن الرئيس quot;باق في منصبه حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن البلاد في حاجة إليه لإقرار التعديلات الدستورية التي جرى التوافق عليهاquot;.

من جهتها واصلت جماعة الإخوان المسلمين مطالبتها بتنحي مبارك، وأعلنت تمسكها بمطالب المتظاهرين واعتبرت أن الحوار مع سليمان لم يقدم نتائج ملموسة، لافتة إلى ان استمرارها في الحوار quot;مرتبط بتنفيذ ما تنادي به حركة 25 ينايرquot;. وأكدت أن استجابة النظام للمطالب الشعبية هي التي ستحدد إلى متى سيستمر الحوار.
ومن الأصوات المعارضة التي قاطعت الحوار مع سليمان كان حزب الغد الذي اعتبر زعيمه أيمن نور أنه لا يحق لأي أحد أن يتخذ قراراً نيابة عن الشباب الذين قاموا بالثورة.
كما غاب محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير عن الحوار ولم يُدع إليه كما قيل، وهو عبر عن انتقاده للحوار مع سليمان معتبراً أن هذه المحادثات تديرها الشخصيات نفسها التي تحكم مصر منذ 30 عاما وتفتقر إلى المصداقية.