ألقت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية الضوء على الجهود المضنية التي يبذلها منذ سنوات المفكر الأميركي المغمور جين شارب لتعزيز الديمقراطية حول العالم، من خلال كتاباته العملية التي لم تحظ بالشهرة الواسعة.

ألقت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية اليوم الضوء على الجهود المضنية التي يبذلها منذ سنوات مفكر أميركي مغمور يدعى جين شارب من أجل تعزيز الديمقراطية حول العالم، من خلال كتاباته العملية التي لم تحظ بالشهرة الواسعة.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن شارب، الذي لم يَسمع عنه كثير من الأميركيين ويقيم بأحد الأحياء الخاصة بالطبقة العاملة في بوسطن بالولايات المتحدة، قد كرَّس حياته على مدار عقود للكتابة عن الثورات الشعبية السلمية، وكان أبرز تلك الكتابات، ما جاء تحت عنوان quot;من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةquot;، وهو دليل مكون من 93 صفحة، يتحدث عن الطريقة التي يمكن من خلالها إسقاط الحكام المستبدين.

كما أنه متوفر في 24 لغة، ويمكن تحميله من على شبكة الإنترنت، وقد لعب دوراً بارزاً في إلهام المنشقين والمنتمين لتيارات المعارضة حول العالم، بما في ذلك بورما والبوسنة واستونيا وزيمبابوي والآن تونس ومصر. وقال أحمد ماهر الخبير الاستراتيجي البارز إنه في الوقت الذي كانت تسعى فيه حركة السادس من أبريل المصرية للتعافي من محاولة فاشلة عام 2005، طرح قادتها أفكاراً مجنونة لإسقاط الحكومة. وقد عثروا على شارب، أثناء دراستهم لحركة أوتبور الصربية، التي أثَّر فيها.

وحين فكر المركز الدولي للنضال السلمي غير الحزبي، الذي يعني بتدريب الناشطين الديمقراطيين، في إقامة ورشة عمل بالقاهرة منذ عدة سنوات، كان من بين الأوراق التي قام بتوزيعها دليل من تأليف شارب تحت عنوان quot;198 طريقة للقيام بنشاطات سلميةquot;، وهي قائمة تكتيكات تتراوح بين الإضراب عن الطعام إلى الكشف عن هوية عملاء سريين.

من جهتها، قالت داليا زيادة، وهي ناشطة ومدونة مصرية حضرت تلك الورشة ونظَّمت بعد ذلك دورات مماثلة، إن الأشخاص الذين شاركوا في تلك الورشة كانوا ناشطين في الثورتين اللتين شهدتها كل من تونس ومصر خلال الآونة الأخيرة. ولفتت إلى أن بعض الناشطين قاموا بترجمة مقتطفات من كتابات شارب إلى اللغة العربية، وأنهم تمسكوا برسالته التي تتحدث عن quot;مهاجمة نقاط ضعف الحكام المستبدينquot;.

أما بيتر أكرمان، واحد من طلاب شارب الذي قام بتأسيس مركز اللاعنف وأدار الورشة التي أقيمت في القاهرة، فنوه من جانبه إلى أن مرشده السابق يعد دليلاً على أن الأفكار تحظى بالقوة.

بعدها، أشارت الصحيفة إلى أن شارب يتسم بالخجل الشديد، ويحرص على ألا يُنسَب إليه أي فضل. كما أنه مفكر أكثر من كونه رجل ثوري، رغم مشاركته عندما كان شاباً في اعتصامات وقضائه تسعة أشهر في أحد السجون الاتحادية في دانبري بولاية كونيتيكت، كأحد المعترضين الشرفاء خلال الحرب الكورية.

ونقلت عنه النيويورك تايمز قوله :quot;لم أجر أي اتصالات بالمتظاهرين المصريين، رغم علمي مؤخراً بأن جماعة الإخوان المسلمين قامت بنشر كتابي )من الديكتاتورية إلى الديمقراطية) على موقعها الإلكتروني. وبينما أنظر إلى الثورة التي أطاحت بمبارك على أنها دليل على التشجيع، فإن المصريين هم من قاموا بذلك.. ولست أناquot;.