بهية مارديني من القاهرة: للمرة الأولى في تاريخ الإعلام السوري الرسمي البعثي نشرت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; تقريرًا عن احتفالات الأكراد بعيد النوروز، وأشار التقرير إلى أنّ دمشق وعددًا من المحافظات شهدت أمس احتفالات المواطنين الأكراد بعيد النوروز- عيد الربيع، الذي يصادف في الحادي والعشرين من آذار/مارس، التي أبرزت عمق التنوع الثقافي والحضاري الذي تختزنه سورية وغنى الفلكلور النابع من تاريخ المنطقة وهويتها المتنوعة.

وأكد المحتفون على حالة الألفة والمحبة التي تجمع أبناء الوطن والنسيج الوطني الواحد، كما أرفقت quot;ساناquot; مع التقرير، العديد من الصور لهذه الاحتفالات.

من جانبه قال ناشط حقوقي كردي لـquot;ايلافquot; إنه فجأة quot;اكتشف الإعلام الرسمي أنّ في سوريا مواطنين أكراد هم جزء من الشعب السوري يمثلون ما لايقل عن 20 % من السوريين، وأن لديهم عيدًا يدعى النوروز لطالما حاصروه، واعتقلوا من احتفى به، معتبرًا أن هذه رشوة مكشوفة للأكرادquot;.

كما نقلت وسائل الإعلام الرسمية تأكيدات عمر أوسي رئيس ما سميّ بالمبادرة السورية الكردية أن الشعب السوري بمختلف أطيافه وفئاته ينعم بحياة اجتماعية عريقة وعلاقات متينة، وأن بعض الدوائر الغربية المعادية تحاول استنساخ الفوضى التي تضرب بعض دول المنطقة وإسقاطها على الواقع السوري.

وقوله كذلك في تصريح له: إن المنطقة تشهد نوعًا من الفوضى وضرب الأمن والاستقرار في بعض الدول، وهناك محاولة لاستنساخ هذا النموذج في سوريةquot;، مؤكدًا أن الأكراد السوريين وطنيون بامتياز.

وكان احتفالات الأكراد مرّت من دون وجود حوادث تُذكر، كما قاطع الأكراد الاعتصامات المطالبة بإصلاحات وتغيير في سوريا. وكان لافتًا الدعوة على مواقع الانترنت قبل أعياد النيروز إلى حملة تهدف إلى رفع مليون علم سوري خلال احتفالات عيد نوروز وعدم رفع أعلام أخرى، وخصوصاً العلم الكردي.

كما أبرزت جريدة الوطن السورية أنه كما ذكرت في أعدادها السابقة مرّ عيد رأس السنة الكردية نوروز في سورية من دون مشاكل ومواجهات مع الالتزام بالاكتفاء برفع العلم السوري.

وناشد أوسي بهذه المناسبة الرئيس بشار الأسد، في تناول الملف الكردي في سورية، وقال إن quot;مطالبنا محددة في الأجندة الآتية: حل مشكلة إحصاء عام 1962 الجائر الذي جرّد عشرات الآلاف من الكرد السوريين من هويتهم السورية، ودمج الكرد السوريين في الحياة الوطنية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وإفساح المجال أمام تطور العادات والطقوس والثقافة واللغة الكرديةquot;.

وأبرزت وسائل الاعلام السورية quot;أن ساحة الاحتفال غطّتهاquot; أعلام الوطن وصور الرئيس السوري بشار الأسد واللافتات التي حملت عناوين وطنية واضحة تؤكد تمسك الأكراد بسورية وطناً، والتعايش مع كل أطياف المجتمع السوري ومحبتهم لهذا الوطن واستعدادهم الدائم للتضحية من أجل ترابه، ولتبقى سورية دائماً حرة وكريمةquot;.

في المقابل واصلت منظمات حقوق الانسان الكردية رصدها انتهاكات حقوق الانسان عبر بيانات، كان آخرها بيان صدر اليوم حول الاعتقالات التي طالت العشرات من السوريين في مختلف المحافظات السورية، فيما قلّصت الأحزاب الكردية من بياناتها رغم اعتقال عدد من الأكراد في اعتصام جرى أمام وزارة الداخلية السورية.