إعتبرت السلطات السورية أن الاحداث التي تجري حاليًا في البلاد تندرج ضمن quot;مشروع طائفيquot; يحاك ضد سوريا، في حين تواصلت الاضطرابات في بعض المناطق السورية موقعة قتيلين في اللاذقية على الاقل. الى ذلك إعتقلت السلطات السورية مواطنًا مصريًا يحمل الجنسية الاميركية زار إسرائيل سرًا.


دمشق:بثّ التلفزيون السوري السبت، ما وصفها بـquot;اعترافاتquot; لشاب مصري، يحمل الجنسية الأميركية، ذكر أنه زار إسرائيل سرًا، كما اتفق مع quot;جهات خارجيةquot;، على تلقي مبالغ مالية، مقابل تزويدها بصور ومقاطع فيديو من داخل سوريا.

وفيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية quot;ساناquot; أن التلفزيون السوري بثّ quot;إعترافات أولية من أشخاص غير سوريين، من جنسيات مختلفة، تم إلقاء القبض عليهم خلال الأحداث التي تشهدها بعض المدن السوريةquot;، فلم تورد الوكالة سوى اعترافات منسوبة للمعتقل المصري.

وبحسب تلك الاعترافات، فقد ذكر quot;المصريquot; أنه quot;كان يتلقى إيميلات من جهات خارجية، تسأله عن إمكانية إرسال صور ومقاطع فيديو عن سوريا، حيث وصله إيميل يسأله إن كان مستعداً كي يساعد أحداً يتكلم الإسبانية من كولومبيا، وطلب منه التواصل معه عبر الإيميل، تمهيداً لمقابلته وإرسال الصور ومقاطع الفيديوquot;.

وأضاف المصري، الذي لم تكشف وكالة الأنباء السورية عن هويته، أن quot;اختياره تم على أساس أنه موجود في سوريا، ويحمل جوالاً مزوداً بكاميرا، ويمكنه أن يستفيد من هذه الفرصةquot;.

كما نسبت إلى المصري قوله quot;أحمل الجنسية الأميركية إلى جانب الجنسية المصرية، وزرت إسرائيل عن طريق الأردن، وذهبت إلى القدس، وعدت ثانية إلى سورياquot;، لافتاً إلى أنه ذهب إلى هناك على أساس مقابلة صديق في الضفة، ولكنه تركه وذهب إلى القدس، ومكث في المنطقة الشرقية، ثم دخل غرباً، ورجع ثانية.

وقال المصري إنه quot;كان يجب أن يتم إرسال الصور إلى الخارج لقاء مقابل مادي أو ما شابهquot;، مضيفاً أن quot;العرض كان عن طريق الكولومبي، وكانت الصورة بسعر مئة جنيه مصري، فيما لم يتم الاتفاق على سعر الفيديو، لكن من المؤكد أنه بسعر أكبرquot;.

وتابع المصري أن quot;تواصله مع الكولومبي كان عن طريق شخص آخر، تعرف عليه في القاهرة، وأرسل له إيميلاً، يقول فيه إنه في حال أراد التواصل مع الكولومبي فإيميله موجودquot;.

وقال: quot;عندما كنت على المعبر الإسرائيلي سألوني: من أين أتيت؟.. وأين كنت قبل ذلك؟.. فأخبرتهم أنني كنت في سوريا، وسألوني الكثير من الأسئلة لمدة 4 ساعات تقريباً، وفي النهاية عندما دخلت بالجواز الأميركي قالوا لي: هل تحب أن نختم الجواز أم لا؟.. فأجبتهم: أنني أفضل ألا يختموه من أجل أن أعود إلى سورياquot;.

من جهة أخرى، قالت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان في لقاء مع الصحافيين في دمشق quot;ان ما نحن في صدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد ان تسرع من وتيرة الاصلاح في سورياquot; بل هو شيء quot;مختلف، وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة التي يتم تلبيتها تباعاquot;.

واضافت ان quot;ما تاكدنا منه حتى الآن بعدما اتضحت بعض الصور ان هناك مشروع فتنة طائفية في سورياquot;.

اما على صعيد الاضطرابات فقد افاد ناشط حقوقي quot;ان الالاف شاركوا في تشييع ثلاثة قتلى سقطوا الجمعة (اكرر الجمعة) في قرية طفس المجاورة لدرعا (18 كلم شمالاً مندرعا) وقاموا بإحراق مخفر الشرطة فيها ومقر حزب البعث الحاكمquot;.

وفي درعا نفسها، على بعد 120 كلم جنوب دمشق، قال الناشط إن quot;300 شخص تظاهروا، وبعضهم عراة الصدور، امام منزل محافظ درعا رافعين شعارات مناهضة للنظامquot;. وقال شهود ان المتظاهرين صعدوا على بقايا تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد حطموه الجمعة.

وشهدت مدينة اللاذقية السورية الساحلية احداثا امنية السبت. وقال مصدر سوري رسمي ان quot;قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا باطلاق النار على المارة في اللاذقية السبت، ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرينquot;.

وكان مسؤول سوري رفيع اعلن في وقت سابق ان quot;مجموعة مسلحة احتلت اسطح ابنية في بعض احياء مدينة اللاذقية وقامت باطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الامنquot; من دون ان يوضح هوية المجموعة المسلحة.

الا ان شعبان وجهت بشكل غير مباشر اصابع اتهام الى فلسطينيين بالتورط في احداث اللاذقية. وقالت السبت في لقائها الصحافي تعليقا على احداث جرت في اللاذقية الجمعة قبل ان ترد اخبار الاحداث الامنية التي جرت في هذه المدينة السبت quot;اتى اشخاص البارحة (الجمعة) من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) الى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية، وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الامن العنف ضدهم خرج من ادعى انه من المتظاهرين وقتل رجل امن واثنين من المتظاهرينquot;.

واعتبرت شعبان ان quot;العيش المشترك في سوريا هو احد الاهداف الاساسيةquot; لهذا المشروع الذي quot;يسعى إلى النيل من عزة وموقف سوريا، وان هذا التجييش الطائفي يستهدف وحدة سورياquot;.

وكانت منظمات حقوقية سورية اعلنت السبت ان السلطات السورية افرجت عن 260 معتقلا سياسيا، غداة تظاهرات دامية وقعت الاحد اوقعت العديد من الضحايا.

واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان السلطات السورية quot;افرجت مساء الجمعة عن 260 معتقلا سياسيا بينهم 14 كردياquot;، مشيرا الى ان quot;معظم الذين افرج عنهم كان قد تم اعتقالهم على خلفية انتمائهم الى تيارات اسلاميةquot;.

واعتبر ريحاوي ان quot;هذه الخطوة تأتي بداية لجملة الوعود التي تم اطلاقها أخيرًا حول تحسين واقع الحريات العامة في سورياquot;.

فيما أكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان السلطات السورية افرجت مساء الجمعة عن مئتي معتقل سياسي، بينهم اسلاميون من سجن صيدناياquot;، مشيرًا الى ان quot;الغالبية العظمى منهم من الاسلاميينquot;.

الا ان مصدرًا سوريًا مسؤولاً رفيع المستوى نفى ان يكون عدد المفرج عنهم 260. وقال السبت طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;هذا ليس صحيحاquot;، قبل ان يتساءل quot;وهل يوجد في سوريا 260 معتقلا؟quot;. واعتبر هذا المسؤول ان quot;الهدف من هذه المقولة هو المبالغة في عدد المعتقلين في سوريا.

واعلنت القيادة السورية الخميس عن سلسلة اصلاحات quot;تلبّي طموحاتquot; الشعب في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس، كما أطلقت سراح جميع الموقوفين على خلفية احداث درعا.

واكد مصدر سوري مسؤول رفيع المستوى السبت ان quot;القرارات التي اتخذت الخميس هي قرارت جدية وجادة والقيادة اجتمعت اليوم لتقر أطرًا زمنية لتنفيذها خلال اسبوعquot;، لافتا الى ان ذلك سيتم عبرquot;خطوات متلاحقةquot;.

واكد المسؤول ان ذلك لا علاقة له بما جرى الجمعة في اللاذقية وجبلة التي اعتبر انها quot;ليست امورا مطلبية، وليست نابعة من اشخاص ساعين إلى الاصلاحquot;.

واشار تقرير بثه التلفزيون السوري الى مقتل شخص واصابة 73 شخصًا بجروح،معظمهم من قوى الامن اثر اشتباكات بين معتدين ورجال الامن في اللاذقية الجمعة.

وكان مسؤول سوري رفض الكشف عن اسمه اكد ان تظاهرات الجمعة quot;اوقعت 13 قتيلا، بينهم رجلا اطفاء وموظف قتل بايدي المتظاهرينquot;. اما ناشطو حقوق الانسان فتحدثوا عن مقتل 25 شخصا بين المتظاهرين الجمعة.

وقال المسؤول السوري ان 10 من القتلى سقطوا في قرية الصنمين، في جنوب درعا، خلال اشتباك مع الجيش.

ونشرت صحيفة تشرين الحكومية السبت تصريحًا لمصدر سوري مسؤول اكد فيه ان quot;مجموعة مسلحة قامت امس (الجمعة) بمهاجمة مقر للجيش الشعبي في بلدة الصنمين محاولة اقتحامه، فتصدى لها حراس المقر، واسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمينquot;.

وقال المصدر ان حارس ناد للضباط قتل بايدي محتجين في مدينة حمص على بعد 160 كلم شمال دمشق.

واضاف المصدر ان quot;مجموعة مسلحة استغلت تجمعًا لبعض المواطنين، واقتحمت نادي الضباط، وقامت باعمال تخريب وكسر واطلاق نار، مما ادى الى استشهاد المواطن عادل فندي واصابة اخرين، اضافة الى الحاق الاذى والضرر بالنادي والمحال التجاريةquot;.

وتشهد مدينة درعا تظاهرات غير مسبوقة منذ 18 اذار/مارس، ادت الى صدامات مع قوى الامن. وقد انطلقت منها حركة احتجاج انتقلت الى مدن مجاورة وبعض المدن السورية، رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب.

وادت التظاهرات الى مقتل 100 شخص حتى الان، وفق ناشطين حقوقيين، في حين تحدثت منظمة العفو الدولية عن مقتل 55 شخصا منذ بداية التظاهرات.

وفي تعداد قامت به فرانس برس استنادا الى المعلومات الرسمية، فان عدد الاشخاص الذين قتلوا حتى مساء السبت حسب السلطات السورية بلغ 27 شخصًا، بينهم 20 متظاهرًا.