ربيع دمشق: نار في عرين الأسد!

فيما تشهد سوريا حركة احتجاج لا سابق لها منذ تولي بشار الأسدالسلطة عام 2000 أعلنت مستشارة الرئيس السوري أن الأخير سيتوجه بكلمة الى الشعب quot;قريباquot;. هذا وتجمع نحو مئتي شخص أمام مبنى السفارة السورية في بيروت في تظاهرة مؤيدة للأسد.


دمشق: أعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد الاحد لوكالة الأنباء الفرنسية أن 12 شخصًا قتلوا السبت في اللاذقية شمال غرب سوريا، بينهم رجلان مسلحان.

وقالت شعبان ان quot;الحصيلة الرسمية هي عشرة من عناصر الامن ومدنيان، ورجلان مسلحان قتلوا السبت في اعتداءات عناصر مسلحة على اهالي واحياء مدينة اللاذقيةquot; شمال غرب سوريا.

واتهمت quot;متطرفين بالوقوف وراء الهجوم بهدف اثارة النعرات الطائفية في البلادquot;. وتضم مدينة اللاذقية (350 كلم شمال غرب دمشق) مسلمين سنّة وعلويين ومسيحيين.

واضافت ان عنصرين من قوات الامن ومدنيًا قتلوا الجمعة في اللاذقية. وأعلنت مستشارة الرئيس السوري اليوم الأحد ان الرئيس سيتوجه بكلمة الى الشعب quot;قريبًاquot;، فيما تشهد البلاد حركة احتجاج لا سابق لها منذ توليه السلطة في عام 2000.

هذا وتجمع نحو مئتي شخص أمام مبنى السفارة في منطقة الحمرا في غرب بيروت رافعين صورًا للأسد، ومرددين هتاف quot;بالروح بالدم نفديك يا بشارquot;، فيما ضرب عناصر الشرطة والجيش طوقًاحول المتظاهرين، وعمدوا الى التدقيق في الهويات.

وفي منطقة الطريق الجديدة، في غرب بيروت، ذات الغالبية السنّية المؤيدة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، افاد شهود عيان ان متظاهرين سوريين دخلوا المنطقة خطأquot;، وهم يرددون شعارات مؤيدة للأسد، قبل ان يجري تشابك بالايدي بينهم وبين شبان في المنطقة، تدخل على اثره وجهاء في المنطقة لفضّه.

وقال احد الشهود العيان quot;قرابة الساعة 13:00 دخل عشرات من الأشخاص يرددون شعار quot;بالروح بالدم نفديك يا بشارquot; فوقع اشتباك بينهم وبين شبان من المنطقةquot;. واضاف الشاهد quot;سرعان ما تدخل رجال من الوجوه المعروفة في المنطقة ففضوا الاشتباك، واجلوا عددا من المتظاهرين ذوي اللكنة السورية على متن سياراتquot;.

وافاد شاهد آخر ان احد المتظاهرين اكد quot;انهم دخلوا هذه المنطقة عن طريق الخطأquot;. وقال مصدر أمني لوكالة الانباء الفرنسية quot;اضطر الجيش للتدخل في الطريق الجديدة بعد اشتباك بين المواطنين والمتظاهرين، مما ادى الى تفريق التظاهرةquot;.

وفي منطقة النبعة في شرق بيروت، جرت تظاهرة سار فيها عشرات السوريين، وخلال التجمع مرّت سيارة في المكان واطلقت النار في اتجاههم، ما ادى الى اصابة احد المتظاهرين في بطنه، وعلى الاثر تفرّق المتظاهرون بعد اصابتهم بذعر، بحسب المصدر الأمني.

وأكد هذا المسؤول انه تم فتح تحقيق في الحادث. يجري ذلك فيما تشهد سوريا تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة لم تتوقف حتى الساعة، على الرغم من الخطوات الاصلاحية التي اعلن عنها النظام، واعمال العنف التي اسفرت عن مقتل 120 شخصًا على الاقل بحسب منظمات حقوقية.

وكانت منطقة الطريق الجديدة شهدت اشتباكات في العام 2008 بين انصار سعد الحريري من جهة وانصار حزب الله الشيعي المؤيد لسوريا. ويعمل في لبنان عشرات الالاف من العمال السوريين في قطاعي البناء والزراعة، ولا يوجد احصاء دقيق لأعدادهم لأنهم يدخلون لبنان من دون تأشيرات دخول ومن دون اجازات عمل.

ودخلت تعزيزات عسكرية مدينة اللاذقية الساحلية السورية في شمال غرب البلاد لوقف اطلاق نيران قناصة تمركزوا على سطوح المنازل، واوقعوا اربعة قتلى، بينهم ضابطان و150 جريحًا منذ الجمعة. وافادت صحيفة الوطن القريبة من النظام ان quot;قوات من الجيش السوري دخلت مساء امس (السبت) الى مدينة اللاذقية (350 كلم شمال غرب دمشق) وانتشرت في كل المناطق، واعادت الامن والامان، وبدأت مطاردة ما تبقى من زعرانquot; حسب وصف الصحيفة.

وأعلن مسؤول سوري طالباً عدم كشف هويته أن quot;قناصة أطلقوا النار على مارة، فقتلوا شخصين وجرحوا اثنين اخرينquot;. واضافت الصحيفة ان quot;من قام بعمليات التخريب ليسوا متظاهرين لهم مطالب، بل زعران معروفون بتاريخهم الاجرامي في المدينة، يضاف اليهم عدد من الذين اتوا من مدن اخرى ومن خارج سورية، وبدأوا يتجولون بمجموعات مسلحة، ويكسرون محال وسيارات، ويحرقون عددا من الممتلكات العامة والخاصةquot;.

واكدت ان quot;قوات الجيش تدخلت بعد مناشدات من الاهالي والسكانquot;. من جانبها افادت صحيفة تشرين عن سقوط 150 جريحا الجمعة والسبت مندون التمييز بين المدنيين والعسكريين. من جهتها اعتبرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان السبت ان الاحداث التي تجري حاليًا في سوريا تندرج ضمن quot;مشروع طائفيquot; يحاك ضد سوريا، ولا علاقة له بـquot;التظاهر السلميquot; وquot;المطالب المحقة والمشروعةquot; للشعب السوري.

وقالت شعبان في لقاء مع الصحافيين في دمشق ان quot;ما تأكدنا منه حتى الان بعدما اتضحت بعض الصور أن هناك مشروع فتنة طائفية في سورياquot;. من جانبه نفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة quot;اي تورط فلسطيني من مخيم رامل في احداث السبتquot;.

وتعيش في اللاذقية، التي تعتبر من اكثر مدن سوريا ازدهارًا، غالبية من السنة والمسيحيين والعلويين. وتشهد سوريا منذ 13 يومًا حركة احتجاج غير مسبوقة ضد النظام. وشهدت مدينة اللاذقية السورية الساحلية احداثًا امنية السبت. وقال مصدر سوري رسمي ان quot;قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا باطلاق النار على المارة في اللاذقية السبت، ما اسفر عن مقتل شخصين، وجرح اثنين آخرينquot;.

وكان مسؤول سوري رفيع اعلن في وقت سابق ان quot;مجموعة مسلحة احتلت اسطح ابنية في بعض احياء مدينة اللاذقية، وقامت باطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الامنquot; من دون ان يوضح هوية المجموعة المسلحة. إلا أن شعبان وجهت بشكل غير مباشر إصابع إتهام الى فلسطينيين بالتورط في احداث اللاذقية.

وقالت السبت في لقائها الصحافي تعليقًا على احداث جرت في اللاذقية الجمعة قبل ان ترد اخبار الاحداث الامنية التي جرت في هذه المدينة السبت quot;اتى اشخاص البارحة (الجمعة) من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) الى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية، وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الامن العنف ضدهم، خرج من ادعى انه من المتظاهرين، وقتل رجل امن واثنين من المتظاهرينquot;.

واعتبرت شعبان ان quot;العيش المشترك في سوريا هو احد الاهداف الاساسيةquot; لهذا المشروع، الذي quot;يسعى إلى النيل من عزة وموقف سوريا، وان هذا التجييش الطائفي يستهدف وحدة سورياquot;. وكانت منظمات حقوقية سورية اعلنت السبت ان السلطات السورية أفرجت عن 260 معتقلاً سياسياً، غداة تظاهرات دامية وقعت الاحد اوقعت العديد من الضحايا.

واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي أن السلطات السورية quot;افرجت مساء الجمعة عن 260 معتقلا سياسيا، بينهم 14 كردياquot;، مشيرا الى ان quot;معظم الذين افرج عنهم كان قد تم اعتقالهم على خلفية انتمائهم الى تيارات اسلاميةquot;. واعتبر ريحاوي ان quot;هذه الخطوة تأتي بداية لجملة الوعود التي تم اطلاقها أخيرا حول تحسين واقع الحريات العامة في سورياquot;.

فيما أكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان السلطات السورية افرجت مساء الجمعة عن مئتي معتقل سياسي، بينهم اسلاميون من سجن صيدناياquot;، مشيرا الى ان quot;الغالبية العظمى منهم من الاسلاميينquot;.

الا ان مصدرًا سوريًا مسؤولاً رفيع المستوى نفى ان يكون عدد المفرج عنهم 260. وقال السبت طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;هذا ليس صحيحاquot;، قبل ان يتساءل quot;وهل يوجد في سوريا 260 معتقلا؟quot;. واعتبر هذا المسؤول ان quot;الهدف من هذه المقولة هو المبالغة في عدد المعتقلين في سوريا.

وتشهد مدينة درعا تظاهرات غير مسبوقة منذ 18 اذار/مارس، ادت الى صدامات مع قوى الامن. وقد انطلقت منها حركة احتجاج انتقلت الى مدن مجاورة وبعض المدن السورية، رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب. وأدت التظاهرات ألى مقتل 100 شخص حتى الان، وفق ناشطين حقوقيين، في حين تحدثت منظمة العفو الدولية عن مقتل 55 شخصاً منذ بداية التظاهرات.

وأعلنت شعبان ان السلطات السورية قد اتخذت قرار رفع قانون الطوارىء الساري في البلاد منذ 1963. وقالت ان quot;قرار رفع قانون الطوارئ قد اتخذ، لكنني لا اعلم متى سيدخل حيز التطبيقquot;. يذكر أن صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الاسدquot; (The Syrian Revolution 2011) على موقع فايسبوك ذكرت أن بثينة شعبان نفت خبر الغاء قانون الطوارئ بعد تسريبه إلى الإعلام.

وهذا القانون الذي فرض بعيد وصول حزب البعث الى السلطة في اذار/مارس 1963 يفرض قيودًا على حرية التجمع، ويتيح اعتقال quot;مشتبه بهم او اشخاص يهددون الامنquot;. كما يتيح استجواب اشخاص ومراقبة الاتصالات وفرض رقابة مسبقة على الصحف والمنشورات والاذاعات وكل وسائل الاعلام الاخرى.