كيف تؤثر الأحداث الجارية في سوريا في الداخل اللبناني، وخصوصًا على حزب الله؟، وهل المحور السوري الإيراني اليوم مهدد بسبب الثورات في سوريا، ماذا أيضًا عن تخوف بعض المسيحيين في لبنان من أن يلقوا مصير مسيحيي العراق نفسه؟.


بيروت: يقول النائب السابق والقيادي في 14 آذار/مارس الدكتور فارس سعيد لـquot;إيلافquot; ان كل الثورات العربية التي بدأت منذ 25 كانون الثاني/يناير، لها انعكاسات على الداخل اللبناني، بما يختص فينا كلبنانيين، نحن نعتبر انه من حق الشعوب تقرير مصيرها، وهو حق مكرس لدى الشعوب، ولا نتدخل بالشؤون السورية، شرط الا يتدخل السوريون في شؤوننا الداخلية، وبالتالي ما تشهده الساحة اللبنانية حول موضوع تأليف الحكومة مثلاً، وكأن هناك تدخلاً سوريًا في الشؤون الداخلية اللبنانية، نحن لا نريد ان نتدخل في شؤونهم، ونتمنى للشعب السوري ما هو مناسب له، وهو من يدرك ما هو مناسب له، ويعرف ما الذي يجب ان يفعله من اجل تحسين ظروف معيشته، وان حق الشعوب في تقرير مصيرها انما هو مقدس.

ولدى سؤاله في حال سقط النظام في سوريا ما هو وضع حزب الله في المستقبل؟ يجيب سعيد: quot;من المبكر الإجابة عن اسئلة افتراضية، اعتقد ان الحزب بمعزل عن النظام السوري له كيانه وحضوره وارتباطه الإقليمي، هذا الموضوع سيجعل من الحزب اقرب الى الحوار مع اللبنانيين، واقرب الى الدخول الى الدولة بشروط الدولة.

المحور الايراني السوري

عن وضع المحور الايراني السوري في حال سقط النظام في سوريا، يقول سعيد: quot;نحن نشهد في هذه المرحلة سقوط نظام عربي بدأ بناؤه منذ العام 1952، اول انقلاب عسكري على الانظمة بدأ مع ثورة الضباط في العام 1952 في مصر،وآخر انقلاب عسكري كان في العام 1969 في ليبيا، الرئيس السوري حافظ الاسد اتى الى سدة الرئاسة في العام 1970، كل هذا النظام العربي القديم هو اليوم في طور الإنهيار، من الغباء القول اليوم ان هناك احدًا يدرك او يعرف بدقة ما هو النظام العربي البديل، نحن ما نتمناه كلبنانيين ان نتشارك نحن وكل العرب والمجتمع العربي بكل ما هو حقنا، من ديموقراطية ومبدأ تداول السلطة، وحرية العمل السياسي، والاستشفاء، والجامعة والمدرسة والمواصلات البيئة، وهي هموم مشتركة بيننا وبين الجميع، ما يعطينا املاً هو ان هذه الثورات ليست ثورات تطيح بانظمة من اجل قيام انظمة ايديولوجية، بل هي ترتكز على مبدأ التنمية والرفاهية والعيش الكريم، والمصالحة مع العالم، وبالتالي هذا موضوع يعطينا الامل.

مسيحيو لبنان

ردًا على سؤال بان البعض من مسيحيي لبنان يتخوفون من سقوط النظام في سوريا كي لا يصبحوا كمسيحيي العراق؟ يجيب سعيد: quot;مفهوم ان مسيحيي لبنان والعراق وفلسطين ومصر يخافون من اي تغيير، ولكن علينا جميعًا ان ندرك بان هذا التغيير له ملامح ايجابية اكثر بكثير من الملامح السلبية، وهنا لا اقصد موضوع النظام السوري، بل اقصد ان تغيير الانتفاضة العربية، سيعطي مجالاً للمجتمع العربي، ومن ضمنهم المسيحيون، ان يعيشوا في مجتمع يتناسب مع قناعاتهم ومعتقداتهم ومشتركاتهم.

عن قدرة الرئيس السوري بشار الاسد القيام باصلاحات في سوريا ام ان الوضع في سوريا متجه الى المزيد من التأزم يعلق سعيد بالقول: quot;هذا موضوع معني به الاسد والادارة السورية، انا اعتقد ان بشار الاسد اعطى املاً في العام 2000 عند وصوله بانه سيكون عنصر تغيير او على الاقل تطوير في سوريا، اليوم هو الذي يرى ما هو مناسبًا بالنسبة إلى شعبه، نحن كلبنانيين، نعتبر انه كلما اتجه العالم العربي باتجاه الحداثة، كلما كان لبنان كان سيدًا ومستقلاً، وضمان استقلال لبنان هو ديموقراطية العالم العربي.

اما هل يرى ان الاحداث العربية بدأت بالتأثير على لبنان في ظل ما شاهدناه من تفجير كنيسة زحلة وخطف الآستونيين في البقاع؟ يجيب سعيد: quot;هناك من حاول او يحاول ربط الساحة السورية بالساحة اللبنانية، هناك من يحاول القول إن اي تلاعب بالاستقرار الداخلي السوري سينعكس ايضًا تلاعبًا بالاستقرار في لبنان، نحن ما نتمناه ان يدبِّر الشعب السوري اموره بنفسه، ان يأخذ الشعب السوري على عاتقه ما هو مناسبٌ له، من دون ان يتدخل احد في هذا التفاعل السوري المستجد، نحن كلبنانيين طالبنا منذ العام 2005، بترسيم الحدود وضبطها بين سوريا ولبنان، لو حصل ذلك، لما كان هناك اتهام لبناني بأن سوريا تصدر العنف باتجاه لبنان، ولما كان هناك ربما اتهام سوري بأن بعض العناصر اللبنانية تذهب الى سوريا، لذلك فان ترسيم الحدود هو مبدأ اساسي من اجل عدم الفلتان الامني بين لبنان وسوريا.