أكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين أن مبادرة الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام تحظى باهتمام متزايد من قبل الجهات الفلسطينية والعربية كافة في ظل استمرار الحراك الشبابي الداعي إلى إنهاء الإنقسام.
محمود عباس

رام الله: رأى مراقبون وسياسيون أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنواب ووزراء سابقين من حركة حماس أخيرًا، حظي بإهتمام وإحترام شديدين على الرغم من غياب الرد الرسمي من حركة حماس حول ما يتعلق بزيارة الرئيس إلى قطاع غزة.

وقال عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;إن اللقاء الذي جمعه والوفد المرافق له بالرئيس محمود عباس، أخيرًا، كان إيجابيًا ومعمقًاquot;، لافتًا إلى أن حركة حماس quot;ستحدد موقفها خلال الأيام القادمة في ما يتعلق بمبادرة الرئيس لزيارة غزة وإنهاء الإنقسامquot;. موضحًا أن اللقاء الذي دعا إليه الرئيس إستمر قرابة الساعتين وضم نوابًا ووزراء سابقين من quot;حماسquot;، واتّسم بالودّ والصراحة وأزال الضبابية التي رافقت دعوة عباس لإنهاء الانقسام.

وقال الدويك: quot;إن اللقاء أزال الضبابية المتعلقة بإساءة البعض لفهم ما قصده الرئيس لما ينوي فعله خلال زيارته لغزة، حيث أوضح الرئيس لوفد حركة حماس أنه يريد أن يذهب إلى غزة للتوصل إلى اتفاق ينهي الإنقسام بناء على ما تم التوصل إليه من تفاهمات وليس البدء من نقطة الصفر كما فهم البعضquot;. ما اعتبر أن اللقاء quot;أزال أيضًا القلق والمناكفة التي سادت الساحة الفلسطينية في أعقاب التوضيح الذي قدمه الرئيس، وساهم في إذابة الجليد ما بين نواب حركة حماس والقيادة الفلسطينية وهو أمر إيجابي يجب البناء عليهquot;.
عزيز الدويك

وأشار رئيس المجلس التشريعي إلى أن اللقاء اشتمل على بحث المواضيع العالقة بين الأطراف المختلفة في الساحة الفلسطينية، منوّهًا بأن النواب طرحوا الكثير من القضايا والملفات وجرى استعراض الاوضاع المحلية والاقليمية والعالمية.

وفي أعقاب اللقاء أكد الدويك أنه قام بسؤال الوفد المرافق له عن الإنطباع الذي تشكل عندهم بعد ساعتين من لقاء الرئيس، وكانت إجابات الجميع أنه ترك إنطباعًا إيجابيًا، الأمر الذي سيعكس آثارا طيبة على الساحة الفلسطينية.

خطوات إيجابية لإنهاء الانقسام

وفي ما يتعلق بالخطوات التي اتخذت في أعقاب مبادرة الرئيس عباس، أكد الدويك أنها خطوات إيجابية وتمثل حراكًا عمليًا نحو إنهاء الإنقسام، لافتًا إلى أن اللقاء الذي عقد في محافظة نابلس وضم نوابًا من حركتي فتح وحماس كان إيجابيًا، كما كان اللقاء الذي ضم وفد حماس والرئيس عباس.

وثمن رئيس المجلس التشريعي موقف الرئيس الذي أكد من خلاله أن أقصر الطرق للمصالحة هي طريق رام الله غزة وأنه لا انتخابات دون غزة الأمر الذي يستحق التقدير والثناء كما قال الدويك.

وأشار الدويك إلى أن عباس إستمع إلى الرسائل التي قدمها نواب ووزراء سابقون في حماس حول بعض القضايا والمواقف والنقاط الحساسة الأمر الذي أزال الضبابية التي سادت خلال الفترة الماضية. وقال الدويك: quot;بناء على ذلك قمت بإرسال ما تم خلال اللقاء مع الرئيس عباس بشكل مفصل إلى نواب التغيير والإصلاح في قطاع غزة على أمل أن يكون هناك لقاءات في القطاع لبحث الخطوة التالية والعملية لتهيئة الواقع والأجواء لإتمام الزيارة وإنجاحهاquot;، مضيفًا quot;لا بد الآن من اتخاذ الإجراءات والكلام اللازم لإيصاله إلى الأخوة في القطاع لتهيئة الأجواء والظروف وإنجاح الزيارة كي نصل إلى مبتغى الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسامquot;.

وعن خطوة ومبادرة الرئيس وإعلانه عن زيارة القطاع لإنهاء الانقسام، أوضح الدويك أنها الخطوة العملية الأكثر جدية وجرأة نحو إنهاء الانقسام السائد بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وشدد على ضرورة الانتقال في الخطاب السياسي من أسلوب التخوين إلى أسلوب حضاري يؤدي إلى الوحدة والشراكة السياسية.

وحول الحراك الشبابي الفلسطيني نحو إنهاء الانقسام والحديث عن تراجع حدته قال الدويك: quot;لا أظن أن هناك تراجعًا في الزخم الشبابي والمبادرات نحو إنهاء الإنقسامquot;، لافتًا إلى أن هذا الحراك quot;كموجات البحر تزداد حدته أحيانا وتخف في أحيان أخرى ولكنها ماضية في طريقهاquot;.

ودعا إلى ضرورة الاستفادة من رياح التغيير التي جرت في العالم العربي، وقال: quot;كما شاهدنا هذه الرياح من سار معها كسب ومن وقف ضدها خسر وخابquot;. وأعرب عن أمله في أن تكون هناك خطوات عملية لتحقيق مصلحة هذا الشعب تتمثل بعقد المزيد من اللقاءات والاجتماعات، داعيًا إلى ضرورة تذليل العقبات أمام جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإتمام زيارة الرئيس كونها أصبحت مطلبًا شعبيًا وجماهيريًا.

رسالة تطمينات واستيضاح للموقف

في سياق متصل، أكد وصفي قبها وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية المقالة في إتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن الرئيس عباس وضّح الأمر واللبس الذي ساد عند بعض الأطراف والمتعلق بموضوع الحوار لإنهاء الانقسام. وقال: quot;إن الرئيس أوضح لنا خلال اللقاء أنه قصد من كلامه أن الحوار لن يبدأ من الصفر، وإنما سيبدأ من حيث وصل وسيتم البناء على ما تم الاتفاق والوفاق عليه بدءا من حوار القاهرة العام 2005 وكل ما اتفق عليه سواء كان باتفاقيات مكتوبة أو شفويةquot;.

وأضاف: quot;بعد هذا اللقاء تبددت الشكوك والمخاوف وقمنا باستيضاح الموقف تمامًا ونعمل الآن للبناء على ما اتفق عليهquot;، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن quot;الانطباعات الإيجابية التي تشكلت تمثل رسالة طمأنة لحركة حماسquot;. وأعرب عن أمله في أن تمثل هذه الأجواء الإيجابية التي أعقبت إعلان الرئيس عباس لزيارة غزة ولقاء وفد حماس معه ومواقف رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية بوادر إنهاء الإنقسام، متوقعًا في الوقت ذاته أن يكون رد حماس على دعوة الرئيس إيجابيًا.

وفي خصوص الرسالة التي سلّمها رئيس المجلس التشريعي للرئيس، أوضح قبها أنها كانت باسم الوفد الذي يمثل الشعب الفلسطيني، وليس المكتب السياسي لحركة حماس، منوّهًا إلى أنها اشتملت على رؤية الوفد لبناء الثقة بين حماس وفتح، وتضمّنت جملة من القضايا الهامة لتحقيق المصالحة.

وحول المواضيع التي نوقشت خلال اللقاء أوضح قبها أنها تمثلت في كيفية تعزيز الديمقراطية واطلاق الحريات ووقف المظاهر كافة التي تسبب التوتر كالاعتقالات السياسية والمسح الامني والفصل الوظيفي وغيرها من القضايا التي من شأنها أن تزعزع الثقة بين الأطراف.

رئيس كتلة فتح: لن نيأس
تحرك الشباب الفلسطيني لإنهاء الإنقسام

من ناحيته أوضح عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في تصريح صحافي، أن الاجتماع الذي عقد السبت الماضي في رام الله كان معمقًا وإيجابيًا، مؤكدًا غياب الخطوات العملية من قبل حركة حماس باتجاه تنفيذ رغبة الرئيس عباس بالتوجه إلى القطاع حتى الآن. وقال الأحمد: quot;المهم أن نصل إلى نتيجة عملية تتمثل بوصول الرئيس إلى غزة لإنهاء الانقسام،على الرغم منالتصريحات السلبية التي صدرت حول مبادرتهquot;. وأضاف: quot;رغم ما ردده بعض ناطقي حركة حماس في ما يتعلق بمبادرة الرئيس إلا أننا لم نيأس، وسنبذل كل الجهود بشكل مباشر وغير مباشر، حتى لو استعنا بأشقائنا العرب لخلق الأجواء المناسبة لإنجاح المبادرة وإنهاء حالة الانقسامquot;.

وأوضح الأحمد أن اللقاء الذي جرى بين وفد حماس وعباس، يؤكد على إصرار الرئيس على المضي قدما للوقوف على أرضية واحدة لمناقشة الأمور كافة بشكل واضح، لإنهاء الانقسام.

وكان الرئيس محمود عباس وفي تصريحات له خلال لقائه وفد حماس قد قال: quot;إنه لن يكون هناك سلام يحقق طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإجراء انتخابات دون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنيةquot;.

وأطلع عباس وفد حماس على تفاصيل مبادرته لإنهاء الانقسام المتمثلة بالتوجه إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على المبادرة، وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة، تقوم بالبدء بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.

ودعا الرئيس عباس إلى ضرورة التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني quot;وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي وتهديده بضرب قطاع غزة مجددًاquot;.

جهود مستمرة للشخصيات المستقلة

من جانبه، قال خليل عساف منسق تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية في لقاء مع quot;إيلافquot;: quot;إن التجمع يثمن مبادرة الرئيس محمود عباس ويعتبر أن الخطوات العملية والتي تمثلت بعقد لقاء بين نواب فتح وحماس في نابلس ولقاء وفد من حماس بالرئيس تعد خطوات عملية في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الانقسامquot;.

وشدد على أهمية مشاركة الجميع في الحراك الشبابي الفلسطيني المطالب بإنهاء الانقسام للتخلص من الحالة الراهنة بهدف درء المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني والقضية في ظل المتغيرات التي تجري في المنطقة وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. وحول الحراك الشبابي والخطوات القادمة قال: quot;لقد تمت مناقشة العديد من المواضيع مع الجهات كافة لخلق حالة جماهيرية موحدة تشارك في الفعاليات القادمة وخصوصًا فعالية يوم الأرض التي دعا الحراك الشبابي إلى اعتبارها مناسبة وطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسامquot;.

وأكد عساف أن الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة تعمل على توحيد الصف الفلسطيني بعقد لقاءات واجتماعات مع مختلف الأطر والفصائل بهدف إنهاء الحالة الراهنة، مشددًا على ضرورة أن يقف الجميع عند مسؤولياته لإنهاء الانقسام.

يوم الأرض للوحدة وإنهاء الانقسام

في ما يتعلق بالحراك الشبابي المستمر وخيم الاعتصام المتواصلة في العديد من المدن الفلسطينية للمطالبة بإنهاء الانقسام، اتفقت المجموعات والفعاليات الشبابية والأطر الطلابية، على سلسلة من الفعاليات والمسيرات في الثلاثين من الشهر الجاري الذي يصادف يوم الأرض لجعل هذه المناسبة الوطنية يوما للتمسك بالأرض والوحدة الوطنية.

وذكرت هذه المجموعات في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أنها ستعمل على توحيد الجهود وخلق حالة جماهيرية موحدة بغية تشكيل حالة ضاغطة لإنهاء الانقسام.

وتضم هذه المجموعات بحسب البيان quot;الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام، والحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الانقسام، واللجنة الشبابية للوحدة الوطنية، وسكرتارية الأطر الطلابية، وائتلاف 15 آذار، وشباب 15 آذار، وشباب 5 حزيران، وتجمع كفى، وشباب التغيير لإنهاء الانقسام، والتيار الشبابي الحر، ومحامون من اجل الوحدة الوطنية وتتركز معظمها في قطاع غزة.

اللجنة التنفيذية تدعم مبادرة الرئيس

وقال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;: quot;إن اللجنة التنفيذية أكدت مجددًا دعم مبادرة الرئيس ومتابعة كل الاتصالات مع حركة حماس لإنجاح هذه المبادرة الهادفة إلى إنهاء الانقسام وترمي إلى التوافق على تشكيل حكومة وحدة تبحث في التحضير للانتخاباتquot;.

وفي ما يتعلق بالحراك الشبابي ودعم هذا الحراك أكد رأفت أن القيادة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول لهذا الحراك دعمت هذا الحراك الشبابي والشعبي لممارسة التأثير على كل الفصائل للإسراع بإنهاء الانقسام لأن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تتطلب إنهاء الانقسام الذي تستخدمه إسرائيل كورقة بيدها تسعى لتحويله إلى انفصال دائم.

يذكر أن الرئيس محمود عباس كان قد أبلغ أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن كلًا من عمر موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أبديا إستعدادهما لمرافقته في زيارته إلى قطاع غزة إضافة إلى أعضاء من اللجنة التنفيذية، كما جرى تشكيل لجنة إدارية وفنية للتحضير لهذه الزيارة.