قالت قالت جماعة بريطانية تُسمّى الجمهورية إن وقوع نفقات الزواج الملكي المقبل على كاهل دافع الضرائب غير مقبول بالنظر إلى الظروف الاقتصادية المؤلمة الحالية. وأعلنت أنها ستستغلّ الغضب الشعبي لبدء الثورة على القصر.


وليام وكيت

قبل أسابيع قليلة أرسلت جماعة بريطانية صغيرة بعض أعضائها الى السويد لتعلم الكيفية التي تُزرع بها quot;بذور الثورة على الملكيةquot;.

أهي خلية إرهابية؟ الإجابة هي النفي. فهي جماعة صغيرة من الجمهوريين، هدفها المعلن هو إطاحة الملكية بعد ألف سنة ونيف في البلاد (والكمونولث البريطاني بالتبعية). ووفقًا لصحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; فإن الجماعة، التي تسمّي نفسها quot;ريبابليكquot; (الجمهورية)، ستستغل فرصة زواج الأمير وليام من كيت ميدلتون في أواخر الشهر المقبل لتسليط الضوء على قضيتها.
وقد أرسلت وفدها الى السويد لأن جماعة سويدية مشابهة لاحظت تزايد عضويتها بشكل هائل خلال زواج ولية العهد الأميرة فكتوريا من مدربها البدني الشخصي.

في الظاهر تبدو الأسرة البريطانية المالكة هدفًا سهلاً في هذه الأزمنة الحديثة في الغرب. لكن الواقع هو أن الإحصاءات تظهر تأييدًا لها وسط البريطانيين يبلغ 70 %. وقارن هذا بنسبة 0.003 % من عدد السكان يشكلها أعضاء quot;الجمهوريةquot; الذين لا يتجاوز عددهم الرسمي الألفين.

ورغم ان الجمهور البريطاني عمومًا صار أقل حماسة للملكية مقارنة بعقود قليلة مضت، فهو يكنّ الكثير من الولاء للملكة التي ظلت جالسة على العرش لفترة السنوات الستين الماضية. وهذا بحد ذاته مشكلة أمام غراهام سميث (36 عامًا)، مدير حملة الجمهورية، ويقلل من عدد خياراته في كيفية استغلال مناسبة الزواج الملكي المقبلة. وهو يقول في شقته القريبة من برج لندن - الذي قطعت الملكية فيه رؤوس المئات، وربما الآلاف من معارضيها في السابق - إن بعض الناس قد يتهمون جماعته بالافتقار الى الوطنية. لكنه يضيف quot;على العكس فإننا نسعى الى مستقبل أفضل بالنسبة إلى بريطانياquot;.

ويعوّل سميث ورفاقه على ضيق الشارع البريطاني إزاء تكاليف الزواج على حساب دافع الضرائب في زمن الشدة الاقتصادية هذا، وبدء الحكومة الجديدة تطبيق إجراءات تقشف مؤلمة ومحسوسة بشدة وسط سائر قطاعات المجتمع. وقد رفض ناطق باسم الملكة التعليق على الأمر، بينما قال ناطق باسم الأمير تشارلز إن ابنه وخطيبته كيت quot;مدركان للظروف الإقتصادية التي تمر بها البلادquot;.
الملكة

يذكر أن جماعة الجمهورية تأسست فيالعام 1983 وهدفها المعلن هو إطاحة الملكية، والاستبدال بها رأسًا منتخبًا للدولة، تكون مهامه تشريفية الى حد كبير، كما هو الحال مع رئيس جمهورية آيرلندا.
ويتمتع بعضوية الجماعة عدد من المحامين والصحافيين وبعض الساسة أيضًا، من أبرزهم نورمان بيكر، عضو البرلمان عن الليبراليين الديمقراطيين، الذي كان معروفًا بانتقاده اللاذع للملكية، وقوله إنه لا مكان لها في هذا العصر.
لكنه لزم جانب الصمت منذ أن ائتلف حزبه مع المحافظين لتشكيل الحكومة، وحصل هو على منصب وزير لوزارة المواصلات. وقد علل هذا بأن منصبه يمنعه من الإدلاء علنًا بآرائه وخياراته الشخصية.

ويقول سميث إنهم يعتزمون إحياء أمسية يوم عقد القران الملكي بالأحاديث والأشعار والموسيقى للفت الأنظار الى قضيتهم. لكن إدوارد هالستيد، وهو عضو جديد في اللجنة التنفيذية للجماعة، يقرّ بأنها غير معروفة، وأن معظم الناس لم يسمعوا بها. ويرد سميث على هذا بأن 600 عضوًا جديدًا انضموا اليها منذ إعلان الخطوبة، وأن آلافًا آخرين أبدوا اهتماهم بنشاطها.

ومع أن الجماعة نظمت تظاهرة احتجاج صغيرة أمام بوابة قصر باكينغهام في الشهر الحالي، فلا يبدو أن quot;الثورةquot; وشيكة الوقوع الآن. ذلك إن عدد الذين شاركوا في هذا الاحتجاج لم يتعد 20 شخصًا. لكن هذا نفسه أغضب كاثرين غروم، وهي تاجرة تحف متقاعدة، فقالت: quot;الملكية هي ما يجعل بريطانيا تلك البلاد البديعةquot;.

ويقرّ سميث بأن شعبية الملكة الشخصية هي التي تحافظ على هذه المؤسسة العريقة. لكنه يجد بارقة أمل في أنها تشارف على 85 عامًا من العمر، وأن الرأي العام سيتغير بعد مماتها. ويقول: quot;فرصتنا الحقيقية ستأتي عندما يجلس تشارلز على العرش. فهو شخصية مثيرة للجدل، ولا يتمتع بشعبية والدته. هذا سيساعد قضيتنا بشكل هائلquot;.