موسى كوسا

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي quot;ينهار من الداخلquot; بعد استقالة موسى كوسا، مؤكدًا ان بريطانيا لن quot;تمنح الحصانةquot; لوزير الخارجية الليبي المنشق.


لندن: أعلن وزير الخارجية البريطانيوليام هيغ اليوم الخميسللصحافيين خلال عرض التقرير السنوي لوزارة الخارجية ان quot;استقالة (موسى كوسا) دليل على ان نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطًا وينهار من الداخلquot;. وأكد هيغ ان بريطانيا لن تمنح الحصانة لكوسا.

واضاف ان quot;القذافي يتساءل من سيتخلى عنه الانquot;. وتابع أن quot;موسى كوسا لن يحصل على حصانة من القضاء البريطاني او الدولي. وهو يجري حاليًا مباحثات بملء ارادته مع مسؤولين بريطانيينquot;.

وواجه نظام القذافي نكسة جديدة الاربعاء مع مغادرة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى بريطانيا وابلاغه المسؤولين البريطانيين بأنه لم يعد يريدتمثيل نظام طرابلس.

وقال وزير الهجرة الليبي المنشق علي عريشي اليوم الخميسإن فرار موسى كوسا إلى بريطانيا يعني أن أيام نظام القذافي أصبحت معدودة.

وصرح العريشي بأن قدوم كوسا الى بريطانيا quot;اشارة إلى ان ايام النظام معدودة. انها النهاية ... انها ضربة للنظام (...) وستليها (ضربات) اخرىquot;.

وتابع العريشي، الذي انشق عن النظام بعيد اندلاع الثورة في اواسط شباط/فبراير، quot;لطالما قلت انهم يحتجزون رهائن في طرابلس. من المدهش ان يكون كوسا قد تمكن من الفرار من البلدquot;.

واضاف quot;لم يعد للقذافي احد. بات وحده مع ابنائهquot;. واعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان كوسا الى وصل مطار فارنبورو ايرفيلد غرب لندن اتيًا من تونس الاربعاء، بعدما سافر quot;بارادته الخاصةquot;، مضيفة انه quot;ابلغنا انه استقال من منصبهquot;.

ولدى سؤال العريشي حول ما يمكن ان تستفسر عنه بريطانيا من كوسا، كان رده quot;اذا كان هناك اي معلومات فهو الشخص الذي يمكن ان تتوافر لديهquot;. وختم العريشي بالقول quot;انه (يعلم) ماذا يجري في ليبيا، ومن اين يتزودون بالسلاح ... يمكن ان يعود بفائدة كبيرة، وهذه فرصة له للتعويض عن الكثير من (الامور) السيئةquot;.

واعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان quot;يمكننا ان نؤكد ان موسى كوسا وصل الى مطار فارنبورو في الثلاثين من اذار/مارس اتيًا من تونسquot;.

واضاف البيان quot;لقد وصل الى هنا بملء ارادته. وقال لنا انه استقال من مهامهquot;. وقد غادر بعد ظهر الاربعاء تونس متوجها الى لندن، في ختام زيارة استغرقت 48 ساعة، ووصفت بانها quot;زيارة خاصةquot;، كما اوردت وكالة الانباء التونسية الرسمية.

واوضح بيان الخارجية البريطانية ان quot;موسى كوسا هو احدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي، وكان دوره تمثيل النظام في الخارج، وهو امر لم يعد يرغب القيام بهquot;. وختم البيان quot;نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه، والعمل من اجل مستقبل افضل لليبيا، يتيح عملية انتقالية سياسية، واصلاحًا حقيقيًا يستجيب لتطلعات الشعب الليبيquot;.

وموسى كوسا، الذي كان يعتبر من المقربين الاوفياء للزعيم الليبي، كان مشاركًا في السنوات الماضية في كل المفاوضات والمداولات التي أتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية وتحسين صورتها قبل الازمة الحالية.
ويعتقد ان موسى كوسا اقنع الزعيم الليبي بالتخلّي عن برنامج الاسلحة النووية، ما فتح الطريق امام رفع العقوبات التجارية الاميركية.

وموسى كوسا (59 عامًا) الذي كان رئيسًا لجهاز المخابرات بين 1994 و2009 كان يحظى بنفوذ في اللجان الثورية، عصب النظام، ورجل ثقة لدى القذافي. وفي 1980 عيّن سفيرًا لليبيا في لندن قبل أن يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما أكد تصميمه على تصفية quot;أعداء الثورةquot; على الاراضي البريطانية.

ويشكل انشقاق موسى كوسا عن النظام اخر نكسة يواجهه نظام القذافي. وكان مسؤولون عدة من اوساط القذافي، وبينهم وزراء وضباط عسكريون كبار، انشقوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 42 عامًا قبل اكثر من شهر.

والمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل المعارضة الليبية، يضم عددا من الشخصيات البارزة سابقا في نظام القذافي. ويرئسه مصطفى عبد الجليل، الذي كان وزيرا للعدل، وتخلّى عن مهامه في شباط/فبراير احتجاجًا على قمع المتظاهرين.

كما ان عبد الرحمن شلقم سفير ليبيا الى الامم المتحدة ووزير الخارجية السابق انضم الى صفوف المعارضة. واستقال دبلوماسيون ليبيون عديدةفي انحاء العالم ايضًا. وسارعت واشنطن الى اعتبار انشقاق كوسا على انه ضربة كبرى لنظام القذافي.

وقال مسؤول اميركي كبير ان هذه الخطوة quot;مهمة جدًّاquot;، معتبرًا انه يدل على ان المحيطين بالزعيم معمّر القذافي لم يعد لهم ثقة بصلابة نظامه. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان quot;الامر يتعلق بانشقاق مهم جدًّا، ومؤشر حول كون الاشخاص المحيطين بالقذافي يعتقدون ان نهايته قريبةquot;.

يأتي انشقاق موسى كوسا بعد اعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان لندن طردت خمسة دبلوماسيين ليبيين، من بينهم الملحق العسكري، على خلفية مخاوف ان يشكلوا خطرًا امنيًّا.

وصرح هيغ امام النواب quot;اعلن امام المجلس اننا اتخذنا اليوم اجراءات لطرد خمسة دبلوماسيين ليبيين من السفارة الليبية في لندن، من بينهم الملحق العسكري، وذلك في دليل على قلقنا العميق ازاء موقف النظام (الليبي)quot;. واضاف ان quot;الحكومة اعتبرت ان بقاء هؤلاء الاشخاص في بريطانيا سيشكل خطرًا على امنناquot;.

laquo;الاتحاد الدستوري الليبيraquo; يطالب لندن بمحاكمة كوسا

الى ذلك، أصدر laquo;الاتحاد الدستوري الليبيraquo; المعارض في بريطانيا بيانا يناشد فيه حكومة ديفيد كامرون الامتناع الكامل عن توفير ملجأ آمن أو حصانة من المحاكمة لوزرير الخارجية السابق موسى كوسا الذي اعلن انشقاقه عن نظام القدافي ولجوءه الريطانيا يوم الأربعاء. وفي ما يلي نص البيان:

laquo;في الوقت الذي يرحب فيه الاتحاد الدستوري الليبي بانشقاق الشخصيات المحسوبة على نظام القذافي للتعجيل بسقوطه فإنه يناشد الحكومة البريطانية بعدم منح وزير خارجية القذافي المنشق موسى كوسا أية حصانة أو ملجأ آمن في بريطانيا.

laquo;الاتحاد الدستوري الليبي يحث الحكومة البريطانية على القبض على موسى كوسا، وتقديمه للمحاكمة لضلوعه فيما يعرف بحملة laquo;التصفيات الجسديةraquo; التي شنها نظام القذافي سنة 1980 ضد معارضين ليبيين على الأراضي البريطانية تحديدا، عندما كان يشغل منصب سفير النظام في العاصمة البريطانية، والتي تم فيها اغتيال الصحفي الليبي محمد مصطفى رمضان، والمحامي الليبي محمود عبدالسلام نافع في مدينة لندن في أبريل 1980. وكذلك قتل الطالب الليبي أحمد عبدالسلام بورقيعة في مدينة مانشستر والتنكيل بجثته في نوفمبر 1980، وكذلك في قضية قتل المعارض الليبي علي بوزيد في متجره بوسط العاصمة البريطانية في نوفمبر 1995، عندما كان كوسا رئيساً لجهاز الاستخبارات.

laquo;وهذا بالإضافة إلى التحقيق معه في قضية قتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر أثناء قيامها بواجبها في تنظيم مظاهرة -سلمية- لمعارضين ليبيين أمام السفارة الليبية بلندن يوم 17 أبريل 1984 برصاص أطلق من داخل السفارة، وجريمة تفجير طائرة الركاب المدنية فوق قرية لوكربي الأسكتلندية والتي راح ضحيتها مواطنون من جنسيات مختلفة بالإضافة إلى أهالي من قرية لوكربي في ديسمبر 1988raquo;.

البيت الابيض: انشقاق كوسا quot;ضربة قاسيةquot; للقذافي

بدوره، إعتبر متحدث باسم البيت الابيض أن انشقاق كوسا يشكل quot;ضربة قاسيةquot; لمعمر القذافي ويؤكد أن المحيطين بالزعيم الليبي فقدوا ثقتهم بنظامه.

واعرب البيت الابيض عن اقتناعه بخلاف ذلك، ووصف المتحدث باسم مجلس الامن القومي طومي فيتور هذا التطور بأنه quot;انشقاق كبير وضربة قاسية لنظام القذافيquot;.

وقال فيتور في بيان ان quot;موسى كوسا كان احد المساعدين الذين كان القذافي يثق بهم اكثر من سواهمquot;. وأضاف ان كوسا quot;يمكنه المساعدة في تأمين معلومات اساسية حول الوضع النفسي الحالي للقذافي واستراتيجيته العسكريةquot;.

واوضح المتحدث ان انشقاق كوسا quot;يثبت ايضا ان المحيطين بالقذافي يدركون ان نظامه سائر الى الزوال ... وعلى الاشخاص المحيطين بالقذافي ان يختاروا بين المراهنة على نظام فقد كل شرعيته او تحمل العواقب او الوقوف الى جانب التاريخquot;.

وخلص المتحدث الى القول ان quot;قرار موسى كوسا يثبت ما هو الاتجاه السائد في طرابلسquot;.

القضاء الاسكتلندي يريد إستجواب كوسا حول لوكربي

من جهة أخرى، أعلن القضاء الاسكتلندي انه يريد استجواب موسى كوسا في شأن اعتداء لوكربي في 1988.

وقال القضاء الاسكتلندي quot;ابلغنا وزارة الخارجية ان السلطات القضائية الاسكتلندية تريد الاستماع الى كوسا لعلاقته باعتداء لوكربيquot;، موضحا ان quot;التحقيق حول الاعتداء ما زال مفتوحاquot;.

ويشتبه في ان موسى كوسا اضطلع بدور في الاعتداء على طائرة شركة بان ام الاميركية فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية والذي اسفر عن مقتل 270 شخصا منهم اميركيون.

وقد افرج عن المحكوم عليه الوحيد في الاعتداء عبد الباسط المقرحي لاسباب انسانية في آب/اغسطس 2009، بعدما شخص اطباء انه مصاب بسرطان البروستات وانه لن يعيش سوى ثلاثة اشهر. ولا يزال حيا بعد اكثر من 18 شهرا على عودته الى ليبيا.

من جهة اخرى، اعتبر والد احد الاشخاص القتلى في اعتداء لوكربي، ان فرار موسى كوسا يعتبر quot;فرصة كبيرةquot; لعائلات الضحايا، معتبرا انه يستطيع توضيح بعض خفايا المأساة.

وقال سوير، وهو بريطاني قتلت ابنته فلورا في الاعتداء، quot;انها فرصة كبيرة لنا. واذا كانت ليبيا متورطة في لوكربي، فان موسى كوسا يمكنه ان يقول لنا كيف نظموا هذا العمل الوحشي ولماذاquot;.

وكان موسى ابراهيم المتحدث باسم نظام معمر القذافي اكد في وقت سابق الخميس استقالة وزير الخارجية موسى كوسا امس موضحا ان كوسا حصل على اذن لمغادرة البلاد من اجل المعالجة الطبية في تونس.