دارت في واشنطن مواجهات ساخنة بين الناشط المصري وائل غنيموبين نشطاء يُعتَبَرون من دعاة الثورة المصرية، ولعلّ النقطة الأكثرة سخونة هي تأكيد الضابط المصري المتقاعد عمر عفيفي بأن وائل غنيم ليس هو صاحب الإدارة لصفحة quot;كلنا خالد سعيدquot; على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك.




فيما كانت المنظمات ومراكز الدراسات الاستراتيجية المنتشرة في قلب العاصمة الأميركية مشغولة في استضافة الناشط المصري وائل غنيم، والذي قدم الى واشنطن للمشاركة في إجتماع وزراء مالية وحكام مصارف دول مجموعة العشرين في مقر صندوق النقد الدولي، دارت مواجهات ساخنة بينه وبين نشطاء يعتبرون من دعاة الثورة المصرية.

وفي حفل عشاء أقامته الجالية المصرية في الولايات المتحدة بهدف التحدث عن الثورة ، حصلت مواجهة حادة ً بين وائل غنيم المسؤول عن التسويق في شركة غوغل لمنطقة الشرق الاوسط، وعمر عفيفي الضابط المصري المتقاعد والذي يرأس منظمة (محامي الناس)، في مسألة من قاد الثورة المصرية.

ودار النقاش بين الطرفين أمام مجموعة من المصريين المهتمين بالشأن السياسي، التي جلست تراقب ما يُطرح بإصغاء متناهٍ وشديد، حول آرائهما لمصر ما بعد مبارك، ففي حين رأى وائل غنيم أنه يجب الالتزام بتعليمات المجلس العسكري لإعتباره خشبة الخلاص في بلاده، ولا سيما أنّ الثورة حققت أهدافها بتنفيذ المطالب الشعبية وفي مقدمتها تنحية الرئيس، خالفه الضابط المتقاعد عفيفي وقال إن: quot;الثورةلا تزال في بداية الطريق ويحتاج المصريون الى فترة كي يقوموا بتطهير بلادهم من الفاسدينquot;.

ويُعد لقاء عمر عفيفي بوائل غنيم المباشر، الأول من نوعه بعد أن ظلا يختلفان فيما بينهما البعض حول أمور مصر الجديدة عبر مواقع اليوتوب وشبكة التواصل الإجتماعي، حيث كتب الأخير قبل قدومه الى الولايات المتحدة بفترة وفي صفحته الخاصة بموقع توتير وباللهجة المصرية الدارجة quot;ياليت العقيد عمر يسكت بقى ويريحناquot;، ردًّا على جملة من التهم طرحها ضده خصمه اللدود.

لكن ما كان لافتًا في اللقاء الذي كان أشبه بمناظرة سياسية، هو توجيه عمرعفيفي تهمة عمالة وائل غنيم لصالح أجهزة الأمن وبعض شخصيات تعمل داخل المجلس العسكري ومحسوبة على جهة الرئيس محمد حسني مبارك ولديه أجندة خفية تهدف حرف الثورة عن مسارها الصحيح، وهو مارفضه غنيم.
واستمر الطرفان اللذان كانا يقفان وسط القاعة وجهًا لوجه والحضور ملتفًا حولهما، بطرح قناعاتهما في رسم صورة مصر المستقبل، بيد أنهما لم يتوصلا الى أرضية مشتركة تجمعهما، فظل المسؤول عن التسويق في شركة غوغل لمنطقة الشرق الاوسط يستمع لجملة من الاتهامات التي تشكك في مصداقيته وأنه ورقة بيد بعض العسكر المنتفعين من حقبة النظام المصري السابق، مكتفيًا بالرد بشكل مقتضب وعدم الخوض في التفاصيل.


ولعل النقطة الأكثرة سخونة هي تأكيد عمر عفيفي بأن وائل غنيم ليس هو صاحب الإدارةلصفحة كلنا خالد سعيد على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك، والتي أنطلقت منه شرارة القيام بمظاهرات من أجل أسقاط نظام الرئيس مبارك.

ومع أن الحوار بين وعمر عفيفي الضابط المصري المتقاعد الذي يرأس منظمة (محامي الناس) ووائل غنيم المسؤول عن التسويق في شركة غوغل لمنطقة الشرق الاوسط، كان هادئًا ومتزنًا ولم يخرج عن حدود اللياقة الادبية، إلا أن حدة المنافسة في إعتبار كل طرف منهما عرابًا للثورة بدا واضحًا للحضور.

وانقسم الحضور ما بين مؤيد و معارض لفتح حوار صريح وشفاف حول من هم القادة الفعليين الذين بجهودهم عبروا بمصر نحو التحول الديمقراطي بعد ثورة فريدة لا تزال تؤثر في قواعد اللعبة بمنطقة الشرق الاوسط ، حيث يراقبها الاميركون والعالم بحرص كبير.

ففي حين يرى الرافضون الدخول في مثل هذا النقاش أنه يشتت الجهد وقد يضيع المكتسبات التي تحققت وهو ما يقتنع به وائل غنيم، يطالب فريق اخر بفتح كل الملفات من أجل أن تستكمل الثورة طريقها بوضع النقاط على الحروف وهذا مايؤمن به عمر عفيفي.
لكن الجميع من ابناء الجالية المصرية، والتي حرصت على المجيء في الأمسية إتفقت على جملة من الاهداف وهي العمل على حفظ مكانة مصر كدولة عظيمة لديها تاريخ وموروث ثقافي وعمق استراتيجي لمنطقة الشرق الاوسط.