انطلقت موجة من الاتهامات والتكهنات سببها قائمة المدعوين الى زفاف الأمير وليام وكيت ميدلتون التي تتضمن 1900 ضيف ، أو بالاحرى سببها اسماء الغائبين عن القائمة.

وابرز الغائبين رئيسا الوزراء البريطانيان السابقان توني بلير وغوردن براون اللذان لم يكسبا رضا قصر بكنغهام خلال توليهما رئاسة الحكومة. ولكن الصحف البريطانية أُبلغت ان ضيق المكان في كاتدرائية ويستمنستر هو سبب استبعادهما وليس بدوافع انتقامية قطعا.

ويعتبر زفاف وليام وميدلتون يوم الجمعة المقبل مناسبة لتجديد صورة العائلة المالكة البريطانية بعد 30 عاما من الطلاقات والفضائح. وركز الباحثون عن اسباب استبعاد البعض من قائمة المدعوين على المرارات الناجمة عن طلاق الأميرة ديانا ثم مقتلها.

ولكن مسؤولين في قصر بكنغهام سارعوا الى نفي ذلك. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ناطق باسم ولي العهد الامير تشارلس ان زفاف الامير وليام وميدلتون مناسبة خاصة بالاساس رغم الاهتمام الواسع الذي تحظى به في بريطانيا والعالم.

ولكن مراقبين وصحفيين يتابعون اخبار البلاط اشاروا الى ان كاميلا زوجة الامير تشارلس وعشيقته لفترة طويلة حتى زواجهما في عام 2005 هي التي مررت قلمها الأحمر على اسماء القائمة شاطبة اولئك الذي ترى انهم اتخذوا جانب ديانا قبل زواجها من تشارلس وبعده.

ولاحظ هؤلاء ان بين المستبعدين الليدي انابيل غولدسمث وروزا مونكتون صديقتا ديانا ، ولبعض الوقت صديقتا كاميلا ايضا ، اللتان فتحتا ابواب بيتيهما للاميرة ديانا وابنيها وليام وهاري للابتعاد عن الاضواء بعد طلاقها.

ولكن اسقاط اسمي رئيسي الوزراء السابقين بلير وبراون اثار القدر الأكبر من اللغط لا سيما وان زفاف تشارلس وديانا في عام 1981 حضره خمسة رؤساء وزراء سابقون من العمال والمحافظين على السواء. وسيقتصر الحضور هذه المرة على رؤساء وزراء محافظين بينهم ديفيد كاميرون وجون ميجر الذي تولى المنصب في التسعينات ومارغريت ثاتشر التي اعتذرت عن عدم الحضور بسبب تدهور صحتها.

وحاول الناطقون باسم تشارلس ان يشرحوا ان سبب استبعاد بلير وبراون كونهما ليسا عضوين في فرقة الفرسان ، وهو تشريف ملكي يعود تاريخه الى القرن الرابع عشر. ولكن هذا التفسير لم يقنع كثيرين ، لا سيما اولئك الذين يرون في استبعاد بلير وبراون ضربة متعمدة الى حزب العمال مشيرين الى ان اثنين من رؤساء الوزراء الخمسة الذين حضروا في عام 1981 لم يكونا عضوين في هذه الفرقة وقتذاك.

ويزداد غضب المنتقدين لاستبعاد قادة عماليين سابقين إزاء اسماء بعض المدعوين مثل النجم الكروي ديفيد بيكام وزوجته فكتوريا والمخرج السينمائي غاي ريتشي زوج مادونا السابق ، والمغني التون جون وصديقه ديفيد فرنش ، والجزار وساعي البريد وحاجب الفندق ونادل البار من القرية التي يعيش فيها والدا العروس في مقاطعة باركشير.

ومن الاسباب التي يوردها مراقبون لاستبعاد بلير انه حمل الملكة اليزابيث على العودة الى لندن من اسكتلندا للانضمام الى تأبين الاميرة ديانا ، والميول الجمهورية المعادية للملكية لدى زوجته شيري التي كانت ترفض الانحناء للملكة واعضاء اسرتها.

ما هو غير معروف بالقدر نفسه سبب استبعاد براون. فهو وان لم يكن متحمسا للملكية كان حريصا وملتزما في لقاءاته بالملكة ، كما يؤكد مساعدوه. ولكن آخرين يشيرون الى رفضه مناشدات قصر بكنغهام ان يبقى في منصبه بعد الانتخابات الأخيرة الى ان ينهي كاميرون مفاوضانه لتشكيل حكومة ائتلافية بين المحافظين والاحرار.

وكان براون غادر مقر رئاسة الوزراء بعدما ارسل الى البلاط اشعارا بأنه قادم لتقديم استقالته الى الملكة في غضون ساعة.