ربيع دمشق: نار في عرين الأسد!

أعلن 203 أعضاء إضافيين في حزب البعث الحاكم في سوريا انسحابهم احتجاجًا على ممارسات أجهزة الأمن، فيما قال محللون إن الأنظمة العربية تلزم الصمت إزاء أحداث سوريا، وذلك خوفًا من المجهول ومن زعزعة الاستقرار في المنطقة، على الرّغم من حذرها من النظام السوري عمومًا.


دمشق: اعلن 203 اعضاء اضافيين في حزب البعث الحاكم في سوريا الاربعاء انسحابهم بعد الاعلان عن انسحاب 30 عضوًا بعد الظهر، بحسب قوائم الموقعين التي تمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع عليها.

هذه الانسحابات الجديدة تشمل اعضاء من حزب البعث في منطقة حوران (درعا ومحيطها) في جنوب البلاد.

وكان ثلاثون عضوًا في حزب البعث الحاكم في سوريا اعلنوا في وقت سابق انسحابهم احتجاجًا على quot;ممارساتquot; اجهزة الامن، وذلك في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة فرانس برس.

وقال الموقعون على البيان وهم من منطقة بانياس (شمال غرب) ان quot;ممارسات الاجهزة الامنية، والتي حصلت تجاه المواطنين الشرفاء والعزل من اهالينا في مدينة بانياس والقرى المجاورة لها، لا سيما ما حصل في قرية البيضا، يناقض كل القيم والاعراف الانسانية ويناقض شعارات الحزب التي نادى بهاquot;.

هذا وأعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء الاحداث في سوريا، حيث قتل اكثر من 400 شخص منذ 15 اذار/مارس، بحسب منظمة quot;سواسيةquot; السورية لحقوق الانسان. كما عبّر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن quot;القلق المتزايدquot; ازاء القمع الدامي للمتظاهرين في سوريا، ولا سيما استخدام الدبابات والرصاص الحي من قبل قوات الامن.

وقالت مها عزام الباحثة في معهد شاتام هاوس في لندن quot;لقد امتنع القادة العرب عن ادانة النظام السوري، وهم بالطبع قلقون من تأثير الانتفاضة في سوريا على بلدانهمquot;. واضافت quot;انهم على الاقل يعرفون هذا النظام ... ولا يريدون تغييرًا جذريًا يجعل سوريا مجتمعًا ديمقراطيًا يمكن ان يشكل خطرًا اكبر على انظمتهم من النظام البعثي الحالي في دمشقquot;. الا ان الباحثة ترى ان quot;صمت القادة العرب ازاء الاحداث في سوريا سيعزز غضب مواطنيهم تجاه حكوماتهمquot;.

وتجتاح العالم العربي رياح من الثورات والانتفاضات منذ مطلع العام. ونجح المحتجون حتى الآن في اسقاط نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، بينما سيوقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على اتفاق للتنحي وانتقال السلطة في غضون ايام.

بدوره، رأى الاستاذ في الجامعة الاميركية في باريس زياد ماجد ان quot;غالبية الانظمة العربية تفضل استمرار الوضع الراهن في المنطقةquot;. وقال ان quot;العرب والولايات المتحدة واسرائيل يفضلون استمرار النظام السوري حتى تبقى الحدود مع اسرائيل والعراق تحت السيطرةquot;.

واضاف ان quot;الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، تفضل نظامًا تعرفهquot; على الرغم من التحالف بين دمشق وطهران الذي يزعجها كثيرًا. اما ابراهيم شرقية نائب مدير مركز بروكنغز في الدوحة فيرى ان سوريا quot;يمكن ان يكون لها نفوذ اكبر من رقعتها الجغرافية لانها تمسك بالعديد من الاوراق في يدهاquot;.

وذكر شرقية ان احتمال زعزعة الاستقرار اكثر فاكثر في المنطقة نتيجة سقوط النظام السوري quot;سيدفع القادة العرب الى التفكير مرتين قبلquot; دعم حركة الاحتجاج. وقال المحلل ان quot;هناك علاقة حب وكراهية بين الانظمة العربية وسوريا، فهذه الانظمة يهمها بقاء النظام السوري للمحافظة على الاستقرار في المنطقة، حتى ولو ان هذه النظام لا يتعاون معها دائماquot;.

ورأى شرقية ان الانتفاضة السورية ستكون طويلة ودامية، اذ ان الرئيس السوري لم يعد الا باصلاحات تجميلية. اما زياد ماجد فاعتبر ان حظوظ تبني النظام السوري اصلاحات جذرية ترضي المحتجين ضعيفة جدا.

وقال ان quot;هيكلية النظام صلبة جدا، وكل اصلاح سيؤدي الى انهيار هذا النظامquot;. وكذلك اعربت مها عزام عن قناعتها بان النظام السوري quot;سيستمر في استخدام العنف، الا ان المحتجين سيتابعون تحركهم ايضا حتى سقوط النظامquot;. من جهته، اكد ابراهيم شرقية ان التغيير في سوريا سيصبح حتميًا quot;عندما تصل التظاهرات الكبيرة الى دمشقquot; او عندما تبرز انشقاقات داخل القيادة السورية وحزب البعث الذي يحكم البلاد منذ حوالي نصف قرن.

معارضون سوريون يدعون في اسطنبول الى وقف القمع في بلادهم

ووجّه عشرات المعارضين السوريين في المنفى المجتمعين في اسطنبول نداء عاجلاً لاجراء انتخابات ووقف القمع في بلادهم، وذلك في بيان مشترك نشر الاربعاء. وقال هؤلاء المعارضون في بيانهم quot;ان على سوريا ان تتخلص من نظام الحزب الواحد واقامة التعددية الحزبية بغية ضمان المساواة السياسية والتنافس. كما ينبغي تنظيم انتخابات تشريعية على الفور وصياغة دستور جديدquot;.

ويشارك حوالى 40 شخصًا وفدوا من بريطانيا وفرنسا ومصر في منتدى اسطنبول الذي افتتح الثلاثاء، للمطالبة باجراء اصلاحات جذرية في سوريا. ويطالب المشاركون quot;بالافراج عن السجناء السياسيينquot;، كما يطالبون بحرية التظاهر وبحرية الصحافة في سوريا.

وتشير الوثيقة الى ان المشاركين يعارضون quot;اي تدخل اجنبي في سوريا واي مبادرة من شأنها ان تؤدي الى تقسيم البلادquot;. لكن محمد شلعان قال في تصريحات ترجمت الى التركية انه يود ان تقول الجامعة العربية quot;كفىquot;.

وهذا المشارك نفسه دعا تركيا إلى اتخاذ quot;موقف قويquot; مؤيد لمطالب المعارضة السورية. وتؤكد منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ان ما لا يقل عن 400 شخص قتلوا منذ بدء حركة الاحتجاج وقمعها في منتصف اذار/مارس في سوريا المجاورة لتركيا. وقد اتصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء هاتفيًا بالرئيس السوري بشار الاسد وطلب منه التقدم على طريق الاصلاحات، معتبرًا ان رفع حالة الطوارئ مبادرة غير كافية.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الالماني توماس دو ميتسيير لدى خروجه الاربعاء من اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ان المانيا تنتظر من مجلس الامن ان يرسل quot;اشارة قويةquot; بشأن سوريا. وقال في تصريح صحافي quot;ندعم وننتظر اشارة قوية حتى يتوقف القمع والمجازرquot; في سوريا.