أوباما خلال الإعلان عن مقتل بن لادن

بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بدأت ردود الفعل المرحبة تتوالى، واتى الترحيب الأول من داخل الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مقتل بن لادن بـ quot;انتصار أميركاquot;. بدوره أشاد رئيس الوزراء البريطاني بالعملية، معتبراً أن مقتل بن لادن يشكل مصدرquot;ارتياح كبيرًا لشعوب العالمquot;.


واشنطن، لندن: أشاد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ليل الاحد الاثنين بالاعلان عن مقتل بن لادن، الذي وصفه بأنه quot;انتصار لاميركاquot; بعد نحو عشر سنوات من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وكان الرئيس الأميركي أعلن في خطاب متلفز له عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية كوماندوس أميركية في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وفي بيان مكتوب وجّه إلى وسائل الاعلام، قال بوش إن أوباما اتصل به مساء ليبلغه النبأ. واضاف الرئيس الاميركي السابق quot;لقد هنأته هو والرجال والنساء في أجهزتنا المسلحة، والمخابرات الذين نذروا حياتهم لهذه المهمةquot;.

وتابع quot;ان هذا الانجاز الرئيس هو انتصار لاميركا وللشعوب المؤمنة بالسلام، ولكل الذين فقدوا اقارب في 11 ايلول/سبتمبر 2001quot;. وكان بوش أمر بغزو افغانستان، بهدف القبض على بن لادن، بعد شهر من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

واعتبر جورج بوش quot;ان المعركة ضد الارهاب متواصلة، لكن في هذا المساء بعثت اميركا رسالة لا لبس فيها، مؤداها ان العدالة تأخذ مجراها مهما استلزم ذلك من وقتquot;.

ودعت الولايات المتحدة الاثنين الاميركيين في الخارج الى لزوم الحذر، مشيرة الى انها تخشى quot;اعمال عنف معادية للاميركيينquot;، اثر الاعلان عن مقتل اسامة بن لادن بايدي كوماندوس اميركي في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان انها quot;تحذر المواطنين الاميركيين المسافرين والمقيمين في الخارج من احتمال متزايد لحدوث اعمال عنف ضد الاميركيين، بالنظر الى الانشطة المضادة للارهاب أخيرًا في باكستانquot;.

واضاف البيان quot;بالنظر الى تذبذب الوضع الحالي، فإننا ندعو المواطنين الاميركيين الموجودين في مناطق يمكن ان تؤدي فيها التطورات الاخيرة الى اعمال عنف ضد الاميركيين، إلى تقليص تحركاتهم خارج اقاماتهم او فنادقهم وتفادي التجمعات والتظاهراتquot;.

ورحّب العديد من عواصم العالم الاثنين بإعلان واشنطن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية نفذتها مجموعة كوماندوس اميركية في باكستان، وحذر بعضها من ان تصفية بن لادن لا تعني نهاية التهديد الارهابي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان ان quot;نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبيرًا لشعوب العالمquot;. واضاف ان بن لادن quot;كان مسؤولاً عن ابشع الفظاعات الارهابية في العالم: اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الاخرى، التي حصدت ارواح آلاف الاشخاص، بينهم الكثير من البريطانيينquot;.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان مقتل بن لادن يشكل quot;انتصارًا للديموقراطيات كافة، التي تحارب آفة الارهاب البشعةquot;. واضاف في تصريح لاذاعة فرنسا الدولية quot;ان فرنسا والولايات المتحدة مثل باقي البلدان الاوروبية تتعاون بشكل وثيق في مكافحة الارهاب. انه نبأ يسعدني شخصيًا بشكل كبيرquot;.

لكن الوزير الفرنسي حذر من ان غياب بن لادن لا يعني غياب تهديد الاعتداءات. وتابع quot;سنكون يقظين اكثر مما مضى. ان التهديد الارهابي عال، وشهدنا ذلك للاسف في مراكش قبل ايامquot;. وقال quot;بالتاكيد ان المعركة لم تنته ضد ابشع الافعال الجبانة مهاجمة الابرياءquot;.

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان ان فرنسا quot;ترحّب بتصميم الولايات المتحدةquot; بعد مقتل بن لادن quot;الحدث الكبير في محاربة الارهاب في العالمquot;. واكدت الرئاسة الفرنسية ان quot;اعلان الرئيس اوباما مقتل اسامة بن لادن اثر عملية مذهلة لكوماندوس اميركي في باكستان، حدث كبير في مكافحة الارهاب في العالمquot;.

واضافت ان quot;فرنسا تشيد بتصميم الولايات المتحدة التي كانت تلاحقه (بن لادن) منذ عشر سنواتquot;.وتابعت الرئاسة الفرنسية ان quot;اسامة بن لادن المسؤول الرئيس عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، كان يروّج لايديولوجية كراهية ويقود منظمة ارهابية اوقعت آلاف الضحايا في العالم بأسره، وخصوصًا في البلدان المسلمةquot;.

واعتبرت فرنسا انه quot;تم تحقيق العدالة بالنسبة للضحاياquot;، مضيفة ان quot;فرنسا تفكر هذا الصباح فيهم وفي اسرهمquot;. وحذرت الرئاسة الفرنسية من ان quot;آفة الارهاب لحقتها هزيمة تاريخية، لكن ذلك لا يعني نهاية القاعدةquot;. وبحسب باريس quot;فان المعركة مع المجرمين من اتباعها يجب ان تستمر بلا هوادة، وان تجمع كل الدول ضحايا هذه الجرائمquot;.

وفي العراق قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاحد ان العراق quot;سعيد جداquot; بمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي قتل في عملية نفذها مجموعة كومندوس اميركية في باكستان، مؤكدا بان آلاف العراقيين قتلوا quot;بسبب افكارهquot;.

وقال زيباري في تصريحات لوكالة فرانس برس quot;مثل العديد من دول العالم نحن سعداء برؤية نهاية عقليته وافكاره الشيطانيةquot;.

واضاف ان quot;العراقيين عانوا كثيرا من هذا الرجل ومنظمته الارهابية. آلاف العراقيين تمت تصفيتهم وقتلوا بسبب افكارهquot;.

وتابع زيباري quot;اذا لم يختف تنظيم القاعدة، فان ماحصل يعد ضربة مهمة ضد هذا التنظيمquot;.

وتبنت دولة العراق الاسلامية التي تعد احد فروع تنظيم القاعدة مسؤولية عدد كبير من الهجمات في بغداد وفي عموم العراق خلال السنوات القللية الماضية.

وفي اليمن رحّب مسؤول في الرئاسة اليوم بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، معرباً عن أمله في ان يشكل ذلك quot;بداية النهاية للارهابquot;. وقال المسؤول رافضًا ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية quot;نأمل ان يكون مقتله بداية النهاية للارهابquot;.

يذكر ان quot;تنظيم القاعدة في جزيرة العربquot; يخوض حربًا مع السلطات اليمنية منذ سنوات عدة. يشار الى ان عائلة بن لادن تتحدر من منطقة حضرموت في اليمن.

واعتبرت المانيا خبر مقتل بن لادن quot;نبأ سارًا لكل الذين المسالمين، والذين يفكرون بحرية في العالمquot;. وأعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان قتل زعيم تنظيم القاعدة quot;انتصار لقوى السلامquot;. وقالت ميركل في بيان quot;هذه الليلة، حققت قوى السلام انتصارًاquot;، مشيرة الى ان quot;الارهاب العالمي لم يدحر بعد، ويجب علينا جميعًا ان نبقى حذرينquot;. واوضحت ميركل، التي اعربت للرئيس باراك اوباما عن quot;ارتياحهاquot;، ان قتل بن لادن يشكل quot;ضربة حاسمة ضد تنظيم القاعدةquot;.

واضافت ميركل ان quot;اسامة بن لادن مسؤول عن مقتل آلاف الناس الابرياء. اسامة بن لادن كان يدعي التحرك باسم الاسلام، لكن في حقيقة الأمر فإنه كان يسخر من القيم الاساسية في دينه وكل الاديان الاخرىquot;، مؤكدة ان افعاله كانت موجهة quot;ضد الرجال والنساء والاطفال من المسلمين والمسيحيينquot;.

وفي روما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في بيان ان مقتل بن لادن quot;نصر للخير على الشر، وللعدالة على الوحشيةquot;.

وقال وزير الداخلية الهندي بي شيدمبرام في بيان quot;نأخذ علما بقلق بالجزء الذي يعلن في بيان الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العملية التي قتل فيها اسامة بن لادن جرت في ابوت آباد في عمق الداخل الباكستانيquot;. واضاف ان quot;هذا الامر يثير قلقنا من ان ارهابيين ينتمون الى منظمات عديدة يجدون ملاذا في باكستانquot;.

وأعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي ان زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في باكستان في عملية نفذها كومندوس اميركي، دفع ثمن quot;افعالهquot;. وقال كرزاي في صور بثها التلفزيون إن quot;القوات الاميركية قتلت أمس (الاحد) اسامة بن لادن وجعلته يدفع ثمن افعاله في مدينة ابوت اباد الباكستانية قرب اسلام ابادquot;.

وأعلن الكرملين في بيان ان روسيا اشادت باعلان مقتل زعيم تنظيم القاعدة. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن الكرملين قوله انه quot;يرحّب بالنجاح العظيم الذي حققته الولايات المتحدة في حربها على الارهاب في العالمquot;. واضافت الرئاسة الروسية ان quot;روسيا واحدة من اول الدول التي واجهت التهديد الذي يطرحه الارهاب في العالمquot;، في اشارة الى الاعتداءات التي شهدتها روسيا في 1999.

وقال الاتحاد الاوروبي ان مقتل بن لادن quot;نتيجة مهمةquot; لمكافحة الارهاب من شأنها ان تجعل العالم quot;اكثر أمنًاquot;. وقال رئيس الاتحاد هيرنان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزر في بيان quot;انها نتيجة مهمة لجهودنا التي هدفت الى تخليص العالم من الارهابquot;.

واضاف البيان ان مقتل بن لادن quot;يجعل العالم اكثر امناً، ويظهر ان مثل هذه الجرائم لا يمكن ان تمرّ بدون عقابquot; في اشارة الى زعيم القاعدة الذي تنسب اليه هجمات quot;اودت بحياة آلاف الابرياءquot;. وتابع المسؤولان quot;ان الاتحاد الاوروبي يبقى الى جانب الولايات المتحدة وشركائنا في العالم واصدقائنا في العالم الاسلامي، لمحاربة آفة التطرف العالمي ولبناء عالم من السلام والامن والازدهار للجميعquot;.

وحذرت الشرطة الدولية (الانتربول) الاثنين من احتمال وجود quot;خطر ارهابي اكبرquot; من العادة بعد تصفية بن لادن. وقالت المنظمة في بيان ان مقتل اسامة بن لادن يؤدي الى quot;خطر ارهابي اكبر من جانب القاعدة او ارهابيين يستلهمون من القاعدةquot;.

ونقل البيان عن الامين العام للانتربول رونالد نوبل ان quot;اهم ارهابي مطارد في العالم لم يعد موجودًا، لكن موت بن لادن لا يعني زوال المنظمات المرتبطة بالقاعدة او التي تستلهم منها، وستواصل التورط في هجمات ارهابية في العالمquot;. واضاف quot;علينا ان نبقى موحدين، ونواصل التركيز على تعاوننا، وعملنا ليس ضد هذا التهديد العالمي وحده، بل ضد الارهاب الذي ترتكبه اي مجموعة في اي مكانquot;.

من جانبه، قال الاب فيديريكو لومباردي المسؤول عن المكتب الاعلامي في الفاتيكان في بيان ان اسامة بن لادن quot;يتحمل مسؤولية كبيرةquot; في نشر quot;الفرقة والحقد بين الشعوبquot;. واضاف quot;لقد كان لاسامة بن لادن كما نعلم جميعًا مسؤولية كبيرة في نشر الفرقة والحقد بين الشعوب والتسبب في قتل عدد كبير من الاشخاص، مستخدمًا الدين اداة لتحقيق اهدافهquot;.

وتابع quot;ولا يمكن لأي مسيحي أن يكون مسرورًا لموت هذا الرجل، لكن عليه ان يفكر ملياً في مسؤولية كل واحد منا امام الله واخيه الانسان، وعليه ان يأمل، وان يحاول الا يكون كل حادث مناسبة لتأجيج الحقد، بل لتوطيد السلامquot;.